هكذا أعربت المخرجة ريما الرحباني، ابنة السيدة فيروز عن رأيها بأمسية "متحدون من أجل لبنان" التي أقيمت على مسرح الأولمبيا في باريس دعماً للمتضررين جراء انفجار بيروت.
وشنّت الرحباني هجوماً شرساً وعنيفاً على أسامة الرحباني (الذي شارك بالحفلة) من دون أن تسميه، واصفة اياه بالمتعجرف والمُدعي كما تفوّهت بعبارات لا تليق بكونها ابنة فيروز وعاصي الرحباني. واعتبرت الرحباني عبر "تويتر" أنّ "الحفلة هي مجزرة"، وأضافت متوجّهة الى أسامة بطريقة غير مباشرة: "مين سمحلو ينَصّب حالو مُمثل عن الإرث الرحباني؟"
وختمت تعليقها المقزز بجملة: "أوعك تفكّر الإشيا ما إلها لا بداية ولا نهاية والدليل حاسم وجازم انو ابتدت النهاية بقرع الطبول اللي فلتُن على المسرح مبارح هولي ياهن طبول الآخرة، آخرتك انت وانشالله تكون قريبة جداً لو مين ما كان وراك".
وكعادته وبأخلاقياته المعهودة تجاهل أسامة الرحباني "ترّهات" ابنة عمه ريما، ناشراً على صفحات "السوشيل ميديا" مقتطفات من الحفلة وسط ترحيب كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين راحوا يهنئونه على الأمسية المليئة بالمشاعر والأحاسيس الوطنية.
وبثّت القناة الفرنسية العامة "فرانس 2" وإذاعة "فرانس انتر" مساء الخميس برنامج "كلنا متحدون من أجل لبنان" "Unis Pour Le Liban" الذي يتضمن حفلة كبيرة على الهواء لدعم البلد الذي يجهد للتعافي بعد انفجار مرفأ بيروت.
وشارك في الحملة فنانون وإعلاميون، ولا سيما مقدم البرامج الفرنسي المولود في الإسكندرية ناجي، والصحافية اللبنانية الفرنسية ليا سلامة.
ويجمع الصليب الاحمر الفرنسي تبرعات يعاد توزيعها بالكامل على الصليب الاحمر اللبناني والمنظمات غير الحكومية الداعمة للثقافة والتراث، كما أفادت مجموعة "فرانس تلفزيون" المشرفة على وسيلتي الاعلام.
وانطلقت الحفلة مباشرة من قصر الاولمبيا في باريس بقيادة الموسيقي ابراهيم معلوف وضمت فنانين منهم فياني وفلوران بانييه وكلارا لوتشاني وهبة طوجي وباسكال اوبيسبو وبرنار لافيلييه وماتيو شديد وستينغ وميكا.
وصرّح ارنو نغاتشا مدير الاحداث الخاصة في "فرانس تلفزيون" أنه "نظراً الى التعاطف الكبير الذي شعر به فرنسيون كثر، وبما أن لفرنسا ولبنان روابط تاريخية قديمة، اعتبرنا بأن علينا العمل لجمع وجوه عالمية للمشاركة في هذه الحفلة".
من جهتها، قالت لورانس بلوش مديرة الاذاعة إنه "لم يكن هناك معنى لتنظيم حفلة موسيقية ضخمة بعد شهرين من المأساة بدون العودة الى لبنان، للتحقق كيف تنجح البلاد أو لا تنجح في إعادة اعمار أبنيتها واستعادة أنفاسها ومعالجة الجرحى، وتطوير النظام السياسي والاستعداد لمستقبل أكثر تفاؤلاً".
وتصدّرت الحفلة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تفاعل لبناني وعالمي مع هذا الحدث الضخم
وشارك في الأمسية فنانون لبنانيون وعالميون، منهم سلفاتور أدامو عبر أغنيته (Les Collines de Rabie، الموسيقار عبد الرحمن الباشا، الفنان ماثيو شديد، النجمة هبة طوجي، الذي رافقها المنتج والمؤلف الموسيقي أسامة الرحباني، الملحن خالد مزنر، Ycare، أستريغ سيرانوسيان، برنار لافيلييه، سيريل موكايش، فلوران بانيي، باسكال أوبيسبو، يانيك نواه، كلارا لوسياني، باتريك برويل، ميلودي غاردو، غران كور مالاد، لوان، فياني، دانيال ليفي، مدام مسيو والشاب خالد.
كما شاركت في الحفل أيضاً الطفلة لين خوري، إبنة روجيه خوري، محرّر ومقدم الأخبار السياسية والرياضية في إذاعة الشرق في باريس. وتم عرض مقاطع فيديو مسجَّلة، تتضمن رسائل تضامن مع لبنان، وجّهها النجمان العالميان ستينغ وميكا، بالإضافة الى المخرجة اللبنانية نادين لبكي، التي ظهرت من لبنان مع الصحافية اللبنانية ليا سلامة.
واختير المدعوون الذين حضروا الحفلة في مسرح الأولمبيا، وعددهم 400 شخص، بتأنٍّ شديد، وقد خُصِّصت الصفوف الثلاثة الأولى لكبار الشخصيات، منها السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان، وممثّلو الجهات الفرنسية واللبنانية الشريكة في الحدث.
وتفاعلت الفنانة إليسا مع هذا الحدث الفني العالمي الرائع دعماً للبنان، وغرّدت بالقول: "شكراً جزيلاً لكل الفرنسيين على تضامنهم وحبهم. حفل موسيقي لا يُنسى لدعم الشعب المصاب بصدمة والذي يحب فرنسا كثيراً!"
كما عبّرت الفنانة اللبنانية مايا دياب عن فخرها بهذا الحدث الذي يثبت أهمية لبنان، وكتبت: "شعلة لبنان لن تنطفئ طالما اهله بلبنان وبالخارج رح يضلّوا حاملين القضية والأمل والسعي والمساعدة والشكر الأكبر للدول اللي ما عم بتوقّف تساعد والليلة".
من جهتها، لم تتأخر طوجي عن المشاركة في الحفلة الخيرية التضامنية التي أقيمت على خشبة مسرح الأولمبيا الباريسي، وبمجرد التحدث معها وافقت على الفور بالرغم من مرور أيام على زواجها. وسافرت طوجي قبل أيام إلى باريس برفقة الموسيقار أسامة الرحباني لإحياء الحفلة.
وكانت طوجي أعربت عن سعادتها البالغة بهذه الأمسية لمساندة بلدها لبنان، حيث قدمت مجموعة من الأغنيات الوطنية بالإضافة إلى أغنيتها الفرنسية Mappemonde، وهي من كلمات الشاعرة أندريه شديد وألحان ماثيو شديد وإبراهيم معلوف.
كذلك قدّمت بعض الثنائيات الغنائية على خشبة المسرح برفقة نجوم فرنسيين ممن شاركوا في الحفل.
ولم تتمالك طوجي دموعها أثناء تقديمها أغنيتها الشهيرة "بغنيلك يا وطني"؛ فتوقّفت عن الغناء لحظات قبل معادوتها تقديم الأغنية مجدداً.
وكانت طوجي احتفلت بزواجها بالموسيقي إبراهيم معلوف في باريس أيضاً قبل قرابة أسبوعين بعد تأجيله بسبب انفجار مرفأ بيروت؛ حيث كان من المقرر إعلان زواجهما في آب الماضي.
من ناحيته، أعرب الفنان اللبناني سليم عساف عن فخره بطوجي وغرّد قائلاً: "تفاجأت كيف لم ترتد هبة طوجي المجوهرات البارحة، وعندما رأيت دموعها تلمع، أدركت أنّ للمجوهرات أشكالاً عدّة. إحترامي للصديق أسامة الرحباني وكل من شارك في دعم وطننا العظيم".
