لا شيء يسير كما ينبغي في مانشستر يونايتد هذا الموسم. الفريق الذي اعتاد على المنافسة على الألقاب بات يجد صعوبة في تحقيق الانتصارات، ومع كل مباراة تزداد الشكوك حول قدرته على استعادة بريقه.
آخر فصول معاناته كان التعادل أمام ريال سوسييداد الإسباني بنتيجة 1-1 في ذهاب الدور ثمن النهائي من الدوري الأوروبي، وهي نتيجة قد تبدو مقبولة على الورق، لكنها لا تعكس طموحات نادٍ بحجم يونايتد.
وتبقى بطاقة التأهل معلقة حتى لقاء الإياب في "أولد ترافورد"، لكن بعيداً عن هذه المواجهة، تبدو أزمة الفريق أعمق بكثير من مجرد تعادل في مسابقة أوروبية، حيث يعاني مانشستر يونايتد من تراجع مخيف في نتائجه، وأداء لا يليق بتاريخ أحد أعظم أندية إنكلترا.
ففي ظل الأوضاع الحالية، تبدو مسيرة مانشستر يونايتد تحت قيادة روبن أموريم على مفترق طرق حرج، حيث بات الفريق في مواجهة تحديات تتجاوز النتائج الفنية. إلا أن الهزيمة أمام فولهام في كأس إنكلترا تعكس أزمة الفريق المستمرة هذا الموسم، الذي يتخبط في سلسلة من النتائج المخيبة التي لا تعكس عظمة تاريخ النادي. هذه الهزيمة كانت ضربة موجعة، إذ خرج الفريق من المسابقة التي كانت تمثل له آخر أمل في الحصول على لقب بطولة محلية هذا الموسم، ما يجعل مشواره في الدوري الأوروبي هو الأمل الوحيد المتبقي.
ومع ذلك، تُظهر إحصاءات تاريخية غير مشجعة أن أموريم ليس الوحيد في تاريخ مانشستر يونايتد الذي يواجه هذا التحدي. فقد سبقه عدد من المدربين الذين كانت فرقهم تفتقر إلى النجاح، وذلك في مراحل سابقة من تاريخ النادي. ومع ذلك، يبقى السؤال، هل سيواصل أموريم السير على هذا النهج؟ أو هل سيظهر بصيص الأمل الذي يمكن أن يعيد الفريق إلى المسار الصحيح؟
الأزمات الداخلية
لكن الوضع في مانشستر يونايتد اليوم يتجاوز مجرد خسائر على أرض الملعب. بعد عام من الاستحواذ على 25% من أسهم النادي، يعيش النادي حالة من التقشف والإدارة المتشددة بقيادة جيم راتكليف، ما ساهم في تصعيد التوترات الداخلية. ومع الإلغاء المتكرر للامتيازات وزيادة أسعار التذاكر، يبدو أن النادي يسير في طريق شائك نحو أزمة حقيقية على الصعيدين المالي والفني. وفي ظل هذه الظروف، يصبح السؤال عن مستقبل الفريق أكثر تعقيداً، خاصة في ظل النتائج غير المرضية، والتي وضعت الفريق في المركز الرابع عشر في الدوري، وهو أسوأ مركز له منذ عام 1974.
رغم الأزمات العديدة التي يواجهها النادي، يبقى الأمل في إمكانية استعادة الثقة في الفريق والتعاقدات الجديدة التي قد تكون خطوة إيجابية نحو تصحيح المسار. ولكن لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي تنتظر إجابات، من بينها ما إذا كانت التغييرات الهيكلية والإدارية ستكون قادرة على إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية، أو ما إذا كان جيم راتكليف قادراً على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح في وقت قريب.