مايز عبيد

بسبب سرقة الأسلاك التابعة للدولة

قرى عكارية بلا كهرباء منذ أشهر


تستمر سرقة الأسلاك الكهربائية في عكار. وتكاد لا تنجو منطقة من هذا العمل، وكلما قامت الشركة المكلفة أعمال الصيانة وإصلاح الأعطال، بتركيب أسلاك جديدة، قامت مجموعات السرقة، بقطع هذه الأسلاك وبيعها.


عندما تتم سرقة أسلاك التوترَين العالي والمتوسط في معمل نهر البارد الكهرومائي، يؤدي ذلك إلى حرمان أكثر من 20 قرية وبلدة في وسط وساحل وجرد القيطع من الكهرباء. ويشبه ذلك ما يحصل في قرى السماقية والعريضة والشيخ زناد في سهل عكار، حيث تعاني من انقطاع التيار الكهربائي منذ قرابة 6 أشهر، وبسبب قيام مجهولين بسرقة أسلاك خطوط التوتر العالي والأعمدة على أطراف هذه القرى، حرمت القرى الثلاث من التغذية بالتيار الكهربائي .


بسبب هذه السرقات، تعيش أكثر من 700 وحدة سكنية في المنطقة الحدودية بسهل عكار، من دون كهرباء الدولة، ذلك وبالرغم من المناشدات والمراجعات التي قامت بها الفاعليات والأهالي مع المعنيين في مؤسسة كهرباء لبنان، غير أن الأمور لا تزال مكانك راوح.


لم يجد أهالي القرى الثلاث حلّاً، مع بداية شهر رمضان المبارك، وفي ظل الحاجة المتزايدة للكهرباء لا سيما في هذه الأيام حيث موسم الشتاء والبرد القارس. وبعدما استنفدوا كل الطرق، رفعوا صوتهم لإيصال مظلوميتهم في هذه القرى إلى من يعنيهم الأمر في الدولة اللبنانية، وفي وزارة الطاقة والمياه.


وقال رئيس بلدية السماقية السابق المهندس بلال الشمعا لـ "نداء الوطن": "إن أوضاع مناطقنا صعبة جداً بلا كهرباء. وضاقت بنا السبل، ولم نجد أي تجاوب من المعنيين في كهرباء لبنان. لذا، نناشد رئيسيّ الجمهورية والحكومة ووزير الطاقة والمياه جو الصدي، ونطالبهم بأن يولوا هذه القرى المحرومة الاهتمام، وأن يصار إلى إعادة وصل التيار الكهربائي إلى هذه القرى، بعدما حرمت منه لقرابة 6 أشهر".


ويضيف: "نطالب القضاء اللبناني أيضاً، والأجهزة الأمنية، بالعمل على كشف هوية المعتدين على الشبكة العامة، وإنزال أشدّ العقوبات بهم، حتى لا تتكرر هذه المأساة في حال تمّ إصلاحها أولاً".

يشار إلى أن أغلبية أهالي هذه المناطق يعملون في الزراعة، وليس لدى الكثيرين منهم الإمكانية لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية، ويعتمدون بشكل كبير على الكهرباء من أجل ريّ أراضيهم. يقول أحمد اللهباوي من الشيخ زناد لـ "نداء الوطن": "نحن مزارعون أراضينا عطشى.. لا نملك القدرة على تركيب الطاقة الشمسية. ماذا نفعل بمواسمنا وبيوتنا؟ من يحمينا ويعيد إلينا حقوقنا"؟