في الوقت الذي نحتفي فيه بالتقدم المستمر للمرأة في الرياضة، ومع حلول يوم المرأة العالمي، يجدر بنا تسليط الضوء على الإنجازات الاستثنائية التي تحققها النساء في هذا المجال.
وقد كشف تقرير حديث من Sportico أن تسع لاعبات تنس ضمن أعلى 15 رياضية أجرًا في عام 2024، مما يبرز التأثير الاقتصادي القوي لهذه الرياضة. فكيف أصبحت لاعبات التنس الأعلى دخلًا بين النساء في الرياضة؟
يعد التنس من أوائل الرياضات التي حققت المساواة في الجوائز المالية بين الرجال والنساء في البطولات الكبرى، مثل أمريكا المفتوحة وويمبلدون. في حين لا تزال العديد من الرياضات الأخرى تواجه فجوات في الأجور، يضمن التنس حصول اللاعبات على مكافآت تساوي نظراءهن الرجال. هذا النهج عزز من جاذبية التنس النسائي، حيث أصبح يتمتع بفرص مالية تفوق بكثير ما هو متاح في معظم الرياضات الأخرى.
وتحظى لاعبات التنس بشعبية واسعة عالميًا، مما يفتح لهن أبواب الرعاية الضخمة. تصدّرت الأمريكية كوكو جوف (20 عامًا) القائمة كأعلى رياضية دخلًا في عام 2024 بإجمالي أرباح بلغ 30.4 مليون دولار، منها 21 مليون دولار من عقود رعاية مع علامات تجارية كبرى مثل New Balance وRolex، بالإضافة إلى 9.4 مليون دولار من الجوائز المالية. كما حلت البولندية إيغا شفيونتيك (22 عامًا) في المركز الثالث بإجمالي أرباح بلغ 21.4 مليون دولار، متبوعة بالصينية تشنغ تشينوين (22 عامًا) التي جمعت 20.6 مليون دولار، والبيلاروسية آرينا سابالينكا (25 عامًا) التي حصلت على 17.7 مليون دولار. هذه العقود الإعلانية والجوائز تسهم بشكل كبير في جعل التنس أحد أكثر الرياضات ربحية للمرأة، حيث تشكل العائدات من الرعاية والإعلانات النسبة الأكبر من دخل اللاعبات.
وتتمتع بطولات التنس النسائية بجماهيرية كبيرة، مما يجعلها جذابة للبث التلفزيوني والرعاة. كما أن الطبيعة الفردية لهذه الرياضة تمنح اللاعبات فرصة لبناء علامتهن التجارية الخاصة، على عكس الرياضات الجماعية حيث ينقسم الاهتمام التسويقي بين أعضاء الفريق. هذا الحضور الإعلامي القوي يجعل اللاعبات وجوهًا مألوفة في مختلف الحملات الإعلانية، مما يعزز من قيمتهن السوقية.
ويمكن للاعبات التنس تحقيق مكاسب مالية على مدى سنوات طويلة. فحتى بعد ذروة مسيرتها، ظلت الأمريكية سيرينا ويليامز (42 عامًا) ضمن الأعلى أجرًا بفضل استمرارية علامتها التجارية، بينما تحقق اللاعبات الشابات مثل البريطانية إيما رادوكانو (21 عامًا) والصينية تشنغ تشينوين (22 عامًا) أرباحًا ضخمة منذ بداياتهن، مما يبرهن على أن النجاح في التنس ليس مجرد لحظة عابرة بل مسيرة ممتدة يمكن استثمارها لسنوات.
مع تزايد الاهتمام بالرياضة النسائية وارتفاع الجوائز المالية، يستمر التنس في كونه الرياضة الأكثر ربحًا للاعبات. وبفضل شعبيته العالمية، يظل نموذجًا يُحتذى به في تحقيق النجاح الاقتصادي والمساواة بين الجنسين. هذا النجاح لا يعكس فقط تفوق اللاعبات على أرض الملعب، بل يعكس أيضًا الدور المتنامي للمرأة في صناعة الرياضة ككل، حيث أصبحت اللاعبات شريكات رئيسيات في الاقتصاد الرياضي العالمي.
من الواضح أن التنس ليس مجرد رياضة، بل منصة اقتصادية قوية تضع المرأة في مقدمة المشهد المالي العالمي.