لا داعي للخوف من التقدم في العمر أو القلق حيال توقيت الإنجاب، فالمستقبل بين يديكِ، ويمكنك اتخاذ القرار الأنسب لكِ في الوقت الذي تختارينه.
تُعدُّ مسألة الإنجاب بعد عمر معين من أبرز المخاوف التي تواجهها المرأة في عصرنا الحديث. وبالتالي، مع تقدم النساء في حياتهن المهنية والشخصية، قد يجدن أنفسهن أمام خيار صعب بين تحقيق الطموحات الشخصية أو العائلية.
ومع التقدم في السن، يقل احتياطي البويضات في المبيض، ما قد يؤدي إلى تراجع قدرة المرأة على الإنجاب بشكل طبيعي. لكن في السنوات الأخيرة، أصبحت تقنية تجميد البويضات أداة مبتكرة تمنح النساء الفرصة للحفاظ على خصوبتهن وتحقيق أحلامهن الأمومية في وقت لاحق.
وفي حديثه لموقع "نداء الوطن"، يؤكد أخصائي الجراحة النسائية والعقم وطفل الأنابيب، الدكتور هادي عطوي، أن تجميد البويضات أصبح من الظواهر الشائعة في السنوات الخمس الأخيرة، وقد زاد الاهتمام بهذا الموضوع لأسباب عدة، أبرزها تأخر سن الزواج، حيث أصبحت المرأة تهتم بتحصيل علمها أولاً، ثم تفكر في الزواج، وذلك خلافاً لما كانت عليه الحال سابقاً، إذ كانت المرأة في سن الخامسة والعشرين غالباً ما تكون قد تزوجت.
ويُشدّد عطوي على ضرورة توضيح مفهوم تجميد البويضات، وهو ببساطة أن تحفظ الفتاة بويضاتها في عمر معين، ما يتيح لها في المستقبل، عند بلوغها سن الـ 40 أو 45، أن تكون بويضاتها في عمر أصغر من عمر جسمها بشكل عام. فكلما تقدمت في العمر، يتأثر كل شيء في الجسم، وهو ما يؤثر على نسبة نجاح الحمل سواء بشكل طبيعي أو من خلال عمليات التلقيح الصناعي.
جراحة سهلة وبسيطة
يقوم الأطباء بتحفيز المبايض باستخدام أدوية معينة لمدة تسعة أيام عبر حقن في البطن. ثم تتم مراقبة استجابة المرأة المعنية لهذه الأدوية من خلال زيارتين خلال هذه الفترة: الأولى، في اليوم الخامس من الدورة، والثانية، في اليوم التاسع، عبر إجراء فحص "إيكو". هذا ما أشار إليه عطوي، مُوضحاً أنه بعد التأكد من نضوج البويضات، يتم إعطاء المرأة حقنة تفجيرية لتمزيق جدار البويضة. وبعد 36 ساعة من الحقنة، يتم سحب البويضات عبر تقنية "الإيكو فاجينال". وتستغرق هذه العملية حوالى 15 إلى 20 دقيقة تحت التخدير العام، ولا تسبب أي مشاكل على المديين القريب أو البعيد. وبعد سحب البويضات، يتم وضعها في دواء خاص لمدة ساعتين لتحسين جودتها قبل تجميدها.
ويُشير الأخصائي إلى أن البويضات يتم تخزينها في "الآزوت السائل" (النيتروجين السائل) لتجميدها، وهذه الطريقة معروفة في تجميد الأجنة. لكن طالما أن المرأة لا تمتلك شريكاً، يُطلق عليها تجميد البويضات.
ويؤكد عطوي أن الأطباء ينصحون عادة بإجراء هذه العملية بين سن 30 و35 عاماً. لكن إذا كانت المرأة مصابة بمرض السرطان، يُفضل أن تقوم بتجميد بويضاتها قبل بدء العلاج الكيميائي، لأنه قد يؤثر سلباً على خصوبتها. ويُضيف أنه في حالة النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 37 و38 عاماً ويرغبن في تجميد بويضاتهن، ينصح الطبيب بإجراء فحص (AMH) لتقييم نسبة نجاح العملية بعد سن الـ35. بناءً على النتيجة، يمكن للطبيب إما تشجيع المرأة على إجراء العملية أو توجيهها بعدم إجرائها.
وفي الختام، يرى عطوي أن نجاح عملية تجميد البويضات يعتمد على نجاح التلقيح باستخدام الحيوان المنوي للشريك. فإذا كانت نسبة نجاح التلقيح عالية، يمكن أن يحدث الحمل بسرعة حتى إذا كانت المرأة في سن الـ 45، حيث تبقى بويضاتها في عمر الـ30 أو 32 عاماً.
إذاً، لا داعي للخوف من تقدم السن أو القلق حيال توقيت الإنجاب، فالمستقبل بين يديكِ، ويمكنكِ اتخاذ القرار الأنسب لكِ في الوقت الذي تختارينه.