من الملعب إلى الذاكرة

بين القاهرة وبيروت... دراما الانسحاب وتكرار التاريخ

الجماهير ملأت استاد القاهرة الدولي


في استاد القاهرة الدولي، خيّم الصمت. المقاعد امتلأت بالجماهير، والأنظار ترقّبت لحظة انطلاق القمة 130 بين الأهلي والزمالك. وحده فريق الزمالك كان في الموعد، لاعبوه دخلوا أرض الملعب وأجروا عمليات الإحماء، لكن المنافس لم يظهر. عند الدقيقة 20، دوّى صوت صافرة الحكم محمود بسيوني، معلناً نهاية المباراة التي لم تبدأ أصلاً.


لم يكن انسحاب الأهلي قراراً مفاجئاً، بل كان تتويجاً لسلسلة من الأحداث التي سبقت المباراة. إدارة النادي كانت قد أعلنت موقفها بوضوح: "لا نلعب إلّا بحكّام أجانب". جاء رد الاتحاد المصري سريعاً: "لا وقت لاستقدام طاقم أجنبي". هنا، بدأ التوتر يتصاعد، فالأهلي رفض التحكيم المحلي، وبينما حضر الزمالك إلى الملعب، فضّل الأهلي التوجّه إلى مقر النادي في مدينة نصر.



مشاهد من لبنان

ما حدث في القاهرة أعاد إلى الأذهان مشهداً مألوفاً في الدوري اللبناني. منذ سنوات، وفي أكثر من مناسبة، تكرّر السيناريو ذاته بين النجمة والعهد، عندما انسحب النجمة من مباراته أمام العهد موسم 2016-2017 في المرحلة الحادية والعشرين وتوّج حينها العهد بطلاً للدوري.


وفي موسم 2021-2022، رفض النجمة خوض مباراته أمام العهد على ملعب فؤاد شهاب، ليُعلن الحكم فوز العهد 3-0، وتُخصم ست نقاط من رصيد النجمة. ولم يكن هذا السيناريو جديداً في تاريخ الكرة اللبنانية، ففي موسم 1992-1993، رفض الهومنتمن خوض مباراته مع التضامن حداداً على مشجع توفي في مباراة سابقة، ليُعتبر خاسراً وتُشطب أربع نقاط من رصيده.


وفي 1974-1975، رفض ناديا الرياضة والأدب والسلام زغرتا اللعب في بيروت اعتراضاً على قرارات الاتحاد، فتم اعتبارهما خاسرين في جميع مباريات الذهاب قبل أن يعودا للمشاركة في الإياب دون احتساب نتائجهما السابقة.



التاريخ يكرر نفسه

في عام 1941، رفض الأهلي استكمال آخر مباريات الدوري بعد تتويج الزمالك باللقب، احتجاجاً على التحكيم. وفي عام 1966، انسحب الأهلي في الدقيقة 20 اعتراضاً على عدم احتساب هدف له. أما في عام 1972، فغادر الأخير الملعب بعد طرد اثنين من لاعبيه.