الجامعات الأميركية تهيمن على جوائز نوبل العلمية

"الفيزياء" لثلاثة خبراء في "الثقوب السوداء"

02 : 00

الفائزون الثلاثة بجائزة نوبل للفيزياء.

توجّت جائزة نوبل للفيزياء رواداً ثلاثة في مجال البحوث المتعلقة بـ"الثقوب السوداء"، وهي مناطق من الكون ذات جاذبية فائقة لا يمكن لأي جسيمات الإفلات منها، هم البريطاني روجر بنروز والألماني راينهارد غنزل والأميركية أندريا غيز.

وفاز بنروز (89 عاماً) بالجائزة الشهيرة لاكتشافه أن "تَشَكُّل ثقب أسود هو بمثابة تنبؤ صلب بنظرية النسبية العامة"، في حين أن غنزل (68 عاماً) وغيز (55 عاماً) كوفئا "لاكتشافهما جسماً مدمجاً فائق الضخامة في وسط مجرّتنا"، على ما أوضحت لجنة التحكيم خلال إعلانها أسماء الفائزين في ستوكهولم. وباتت أندريا غيز رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل للفيزياء، وهي الفئة التي شهدت فوز أقلّ عدد من النساء بين جوائز نوبل الستّ.

وحصل بنروز على نصف قيمة الجائزة البالغة نحو مليون دولار، بينما تقاسم غنزل وغيز النصف الثاني، على ما أوضحت الأكاديمية الملكية للعلوم في ستوكهولم. وتشكّل الثقوب السوداء الفائقة الضخامة أحد ألغاز الفيزياء الفلكية، ويكتنف الغموض خصوصاً طريقة بلوغها هذا الحجم. ويتمحور الكثير من دراسات الفيزياء الفلكية المعاصرة على تَشَكُّل هذه الثقوب. ويعتقد العلماء أنها تلتهم بسرعة فائقة كل الغازات المنبعثة من المجرّات الشديدة الكثافة التي تَحوطها.

ويشكّل الفوز بجوائز نوبل العلمية لفتة تكريمية للجامعات التي يعملون فيها أيضاً... وفي هذا المجال، تستحوذ الولايات المتحدة مع صروحها الجامعية العريقة على حصة الأسد.

فمنذ إطلاقها، كرّمت جوائز نوبل العلمية 703 باحثين عن 441 بحثاً، وفق بيانات جرى جمعها في الموقع الرسمي لجوائز نوبل.

وفيما يشكّل الأميركيون وبفارق كبير أبرز الفائزين، فإن هيمنة الجامعات الأميركية التي يعمل فيها باحثون من الجنسيات كافة، تبدو أقوى أيضاً: إذ إن 57 % من جوائز نوبل الممنوحة كرّمت باحثين متعاونين مع جامعة أميركية خلال الفوز بالجائزة.

وتتصدر جامعة كاليفورنيا التصنيف مع 36 جائزة (بينها 12 في الكيمياء و11 في الفيزياء). وأول هؤلاء الفائزين كان الفيزيائي إرنست لورنس سنة 1939 عن اختراع أول سيكلوترون، وهو جهاز يعجل الجسيمات الذرية المشحونة كهربائياً إلى طاقات عليا ولا تزال استخداماته شائعة حتى اليوم خصوصاً في الطب لتشخيص السرطان.

وتحتل المركز الثاني جامعة هارفرد مع 33 جائزة (بينها 11 في الطب و8 في الفيزياء)، فيما أول جامعة غير أميركية في هذا التصنيف هي كامبريدج البريطانية التي تحلّ ثالثة مع 28 جائزة نوبل (مع احتساب الجوائز التي نالها مختبر البيولوجيا الجزيئية في كامبريدج).

كما أن تسعاً من أصل 11 جامعة استحوذت على العدد الأكبر من المكافآت، هي أميركية وبينها ستانفورد (22 جائزة) و"أم أي تي" (20 جائزة) وجامعة شيكاغو (19). وإضافة إلى كامبريدج، وحده معهد ماك بلانك الألماني (20 جائزة) نجح في احتلال مركز في هذه القائمة بجانب الجامعات الأميركية.

وتهيمن جامعة روكفيلر على جوائز نوبل للطب، مع 13 جائزة بينها تلك التي نالها تشارلز رايس وهو من بين ثلاثة فائزين حصدوا جائزة نوبل للطب الاثنين عن اكتشاف فيروس التهاب الكبد سي. وتليها جامعة هارفرد مع 12 جائزة، وكامبريدج مع سبع جوائز.

ويحتل معهد باستور الفرنسي موقعاً جيداً أيضاً في تصنيف جوائز نوبل للطب، مع أربع مكافآت في رصيده آخرها سنة 2008 لحساب فرنسواز باريه-سينوسي عن مساهمتها في اكتشاف فيروس "إتش أي في" المسبـــــب لمرض الإيدز.

وتحتل جامعة كاليفورنيا الصدارة على صعيد جوائز الكيمياء (12 جائزة) والفيزياء (11). ويكمّل تصنيف الجامعات المتصدرة في الكيمياء معهد ماكس بلانك وجامعة كامبريدج (11 جائزة لكل منهما)، فيما يكمّل معهد "كاليفورنيا إنستيتيوت أوف تكنولوجي" وجامعة هارفرد تصنيف أكثر الجامعات فوزاً بجوائز نوبل للفيزياء مع 8 مكافآت لكل منهما.

وأخيراً على صعيد جوائز الاقتصاد، تتصدر جامعة شيكاغو التصنيف مع 12 جائزة، تليها جامعة كاليفورنيا (8) وهارفرد (7).


MISS 3