جوزيفين حبشي

وضع دراما - TIC دردشة فن - TASTIC بسّام شلّيطا

بابلو نيرودا بيقول "يموت ببطء من لا يسمع موسيقى". بسّام شلّيطا، المؤلِّف والمنتِج الموسيقي وقائد الأوركسترا وعازف البيانو اللبناني العالمي، مش بس بيسمع موسيقى، بيسمِّع العالم كلّو أجمل الإيقاعات. مع المايسترو اللي بيعيش الموسيقى وبيتنفسّها، وبيجنّ فيها وكرمالا، الدردشة "فنتاستيك". 


- بسّام شلّيطا، إنت أكيد بتوافق نيرودا.

بعارضو بشغلة. ما فيه الإنسان ما يسمع موسيقى لأنها موجودة بكلّ دقة قلب، بكل خليّة من دماغنا وبكلّ حركة حولنا. الفرق كيف هالموسيقي بياخد هالذبذبات والطاقة اللّي حولو وبيحوّلها بعقلو وبيترجمها لموسيقى.


- بس بتوافق قول أفلاطون "الموسيقى بتعطي روح للكون، وجناح للعقل، وطيران للمخيّلة وحياة لكل شي"، لأنك بتعتبرها جنون وحرّية وخيال. جنونك بالموسيقى لوين ممكن يوصل؟

الموسيقى جنون وحرّية وما في حدود للمخيّلة والموسيقى والزمان والمكان. بقلب دماغنا في عوالم عديدة. تخيّلي لمّا تغمّضي عيونك، وين ممكن تروحي؟ ممكن تنتقلي لمليار سنة لورا، بين هالكواكب والنجوم، وممكن تعيشي مليون سنة لقدّام، بين التكنولوجيا والروبو براسك، والموسيقى هيّي جزء من هالجنون اللي ما إلو حدود.



- إنت راوي قصص بكلّ الحواس البصريّة والسمعيّة والذوقيّة باستعراضاتك. شو فلسفتك الخاصة؟

مفهومي للموسيقى هو رواية قصص ولعب عالمشاعر. إذا ما قدرت خلّي الحضور يحسّ بالفرح والحزن والحب والنوستالجيا، ما بكون حقّقت إنجاز بالموسيقى. لأوصل لازم خبّر قصّة، وعيّش الناس أحاسيس عديدة ووعّي فيهن ذكريات وأفكار ومشاعر مختلفة. بجرّب خبّر قصص مُبهمة بالموسيقى، وبخلّي كلّ إنسان يحلّلها ع زوقو ويربطها بحياتو.



- الفن التشكيلي مصدر وحي إلك، وبيكاسو بيوعّي بيتهوفن جوّاتك بسرعة. خبّرنا.

اللوحات متلا متل الموسيقى، ترجمة لأحاسيس، وفيها عمق وبُعد، خصوصاً مع فنّانين كبار قدروا يترجمو أحاسيسن ويخلّونا نحلّل فنّن ع طريقتنا. بيكاسو بيوحيلي بالفرح، ودالي بالحزن والألم، وفان غوغ بالأمل، وغوستاف كليمت بالحب. وهالأحاسيس بترجمها موسيقى عالبيانو. بس بيبقى مصدر الإلهام للموسيقى وللّوحات ولكلّ شي بهالكون، المرأة والحبيبة والأم. الأنثى فيها غموض وحلم بيخلّونا ع طول بدنا نخلق حولها قصص جديدة.



- بيقولوا المعاناة بتولّد الإبداع. أي مزاج هو الملهم إلك للتأليف؟

الإلهام بيجي أكتر شي بمرحلة آخر الحزن. يعني لمّا كون مرقت بحزن وبلّشت حسّ عم بتعافى منّو، هون بتلقّط بطرفو قبل ما يفلّ، وبيصير فيني إخلق موسيقى.



- يعني بتلجأ للموسيقى لتعدّلك مزاجك وترفعك لسابع سما.

الموسيقى بالنسبة إلي مُعزِّز و "Haut Parleur" للحواس. إذا كنتي حزينة الموسيقى بتبكّيكي، وإذا مبسوطة بتتحمّسي وبتفرحي أكتر. أنا بلعب سيكولوجية الإيحاء العكسي "Reverse Psychology"، يعني إذا معنويّاتي بالأرض بخلق لحالي تحدّي وأهداف، وبحوّل هالحزن لطاقة.



- دمجت الموهبة بالعِلم وحقّقت نجاحات. شو الحلم اللي بعد بتحلم توصَلّو؟

الإنسان بطبيعتو أناني وبيحبّ يوصل لفكرة الخلود، وهالشي ممكن من خلال الموسيقى. أنا سنبلة قدّام سنديانات كبار بالموسيقى، بس بطمح لمّا نصير تراب، يضلّ في نغمة طايرة بالكون وبتخبّر قصة بسّام شلّيطا اللي عاش ع حلم الموسيقى وجنونا. هيدا حلمي، وكل شي دنيوي وشهرة، فاني.



- دارس موسيقى كلاسيكية، بتحبّ الإيقاعات اللاتينية، وفي محلّ للذكاء الاصطناعي باستعراضاتك. ما بتخاف يحلّ محل مؤلّف الموسيقى شي يوم؟

الـ "AI" كان بعدو تراند جديد، وأنا حبّيت كون من السبّاقين بإستخدامو بالمشهديّات والمؤثّرات البصريّة بحفلتي السابقة "Fantasy of a Pianist". مع التقدّم العلمي والتطوّر، الفن الأصلي رح يصير نادر وإلو قيمة أكتر وأكبر. بشغلي عم ركّز إبرز وحافظ على قلب قلب الفن، وعمّ خلّي الـ "AI" يكون مجرّد مكمِّل "لايت" لشغلي.



- أخيراً، "فانتازيا الأندلس" حفلك الموسيقي الجديد، قريباً بـ "كازينو لبنان". شو "الفنتاستيك" فيه؟

هالحفل عِرْقي كتير "إتْنيك". بيجمع الفلامنكو الإسباني مع الموسيقى العربية، وهنّي تاريخيّاً مربوطين ببعضن. للأسف التاريخ بيحكي عن الغزو أكتر ، بس ما بيحكي عن الترابط الموسيقي. أنا حبّيت إرجع إجمع هالموسيقتيْن مع بعض، وحافظ على أصولن وإرثن سوا. رح يكون معي ع المسرح نجوم عالميّين من إسبانيا، من أهمّ عازفين فلامنكو ومغنّين وراقصين من قُرطُبة وإشبيليا، نقَّيْتُن "من دموع العين". وعَ فكرة، أنا بربط ضيعتي قَرطبا بالمدينة الاسبانية قُرطُبة (Cordoba). الإسم والحضارة والتاريخ كلّن مترابطين.