ثالوثه: بطريرك ومطران وعميد. البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، العميد ريمون إده، والمطران يوسف بشارة. وثلاثتهم أصبحوا في دنيا الحقّ. هو أمين سرّ ذاك اللقاء الذي شاع اسمه من موقعه: لقاء قرنة شهوان. أرثوذكسي، يتحدر من جغرافيا على شكل قرنة في بلاد جبيل أخذت اسمها تيمناً بشكلِها: قرنة الروم. كتلوي مستقيل على الورق، صامد بالروح، وشاهد على مفاصل أسّست لخروج الجيش السوري من لبنان. سمير عبد الملك، صديق سمير فرنجيه وفارس سعيد، القريب من المطران يوسف بشارة، ربيب حزب الكتلة الوطنية، الأمين على أسرار لقاء قرنة شهوان، تحت المجهر.
قبل 25 عاماً عرفناه. وغاب. ظنناه غاب لكنه حاضر. فماذا في تفاصيل ماضيه وحاضره والمستقبل الذي يتطلع إليه؟ أين أصبح سمير عبد الملك؟ برقيّ - كعادته - يستقبلنا في منزله الجميل، المليء بألوان ولوحات وذكريات. هو المولود في ضيعة صغيرة في قرنة الروم في بلاد جبيل اسمها شيخان. هي واحدة من سبع قرى أرثوذكسية تشكل معاً ما يشبه الزاوية يسمونها قرنة الروم في محيط ماروني. هناك كانت بداياته قبل أن ينزل، كما معظم أهالي القرنة، إلى راس بيروت. هناك جعل أرثوذكس الزاوية مكاناً يحتضنهم في قلب بيروت. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية في الحمراء. كانوا ثلاثة صبيان، جورج ونبيل وهو، من والدين من شيخان هما: أنطوان وهلا. البيت كتلوي والأولاد ورثوا، عن قناعة، قواعد الكتلة الوطنية.
لم يدرس المحاماة بالصدفة بل بسبب عشقه الدفاع عن الناس والمظلومين. والده كان مقاولاً، أتت الحرب فغادر مع زوجته إلى السعودية يوم غادرت شركته إلى هناك. شقيقاه غادرا أيضا للدراسة في الخارج وبقي هو في لبنان. كان معجباً بمواقف العميد ريمون إده وتجرده ورؤيويته وعقلانيته وعدم حبه للسلطة كسلطة. دخل مصلحة الطلاب في الجامعة. وأصبح رئيس طلاب كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. وساهم في تأسيس الهيئة التحضيرية للاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية. أصبح نائباً للرئيس يوم كان عصام خليفة رئيساً له. وأسسا حركة الوعي.
نشيطاً كان سمير عبد الملك. ويقول "في العام 1974 انتسبت رسمياً إلى حزب الكتلة الوطنية وأصبحت عضواً في مجلس الحزب، في واحدة من هيئاته، ووقتها كان الدكتور إميل سلهب رئيس المجلس، وكان أنطوان أبو زيد أمينه العام، والعميد ريمون إده عميداً. جرت انتخابات في الحزب فأصبحتُ أمين سرّ المجلس. كنت أصغر المنتمين. وعضو اللجنة التنفيذية، إلى أن استبيحت مراكز الحزب وتهجر العميد ودمر كثير من بيوت الكتلة. كنت شاهداً على جريمة ترتكب. العميد غادر لأنه علم أنه على لائحة الاغتيال مع كمال جنبلاط. تحدثا في الموضوع فقال له كمال بك: وصلتني لائحة أيضاً واسمي واسمك عليها لكننا، نحن الدروز، قدريون نتقمص في الصين".
الإصبع على الجرح
كان ابن طبقة متواضعة جداً. انتهى من دراسته عام 1974 وبدأت الحرب، زار العميد مراراً وسمع منه تكراراً: من هو قادر منكم أن يلطي رأسه في هذه الأيام فليفعل كي يعيش بكرامته. هاجر سمير عبد الملك بدوره. وفي العام 1990 حصل اتفاق الطائف. يومها زار الأخضر الإبراهيمي العميد للتسويق للطائف فقال له الأخير: لستُ ضدّ الإصلاحات لكننا في بلدٍ محتلّ، ذات سيادة مفقودة، وأنا لن أشارك في الطائف إلا إذا كان البند الأول خروج الجيش السوري من لبنان الآن. عاد عبد الملك عام 1993 إلى لبنان والتقى مجموعة من الشباب، بينهم سمير فرنجية وفارس سعيد، وتعرفوا على المطران الاستثنائي يوسف بشارة. وتشاركوا في إعداد المؤتمر الدائم للحوار. التقى الشباب مجموعة متنوعة من الأصدقاء من كل المناطق والطوائف والمشارب وأعدوا ورقة في غضون ثلاثة أشهر حول معنى لبنان ويقول "وضعنا الإصبع على الجرح وهذه الورقة قال عنها غسان تويني إنها تصلح لتكون مانيفيست للبنان".
شكلت تلك الاجتماعات وما انبثق منها مقدمة للقاء قرنة شهوان في ما بعد. ويقول "في العام 2000 صدر نداء مجلس المطارنة الشهير. ونحن كنا في أجوائه. كنا من ضمن الأشخاص الموثوقين في دائرة البطريرك الضيقة. وأتذكر أنه حين صعد سمير فرنجية وفارس سعيد إلى بكركي لرؤية البطريرك صفير قال لهم الأخير: أعرف أنكم قادرون على كتمان السرّ. أدخلهم إلى مكتبه الذي كان يكتب فيه بياناته بنفسه على الحاسوب كمن ينحت بإزميل وأطلعهم على بيان بكركي الشهير قبل صدوره. قرآه. فاستأذن فرنجيه البطريرك قائلاً: ليتك تضيف جملة واحدة في أول البيان: أما وقد انسحبت إسرائيل من لبنان فقد آن الأوان لتطبيق اتفاق الطائف وانسحاب سوريا". وهذا ما كان".
كان البيان مفصلاً حقيقياً. تلته اجتماعات وتقرر تكوين قوة سياسية تحمي الموقف الوطني الكبير الذي صدر من بكركي. ويشرح "كنا لا نزال نلتقي مع المطران يوسف بشارة. وقررنا يومها أن نحمي الفريق المسلم الذي شاركنا في نظرته إلى معنى لبنان، وانقضّ عليه السوري آنذاك. فطلبنا من المشاركين المسلمين الإنكفاء قليلاً وبينهم كان هاني فحص ومحمد شمس الدين وسواهما. إنكفأ هؤلاء لأن النظام السوري وأزلامه كانوا يترصدون بهم ويصفّون خصومهم. التقينا في قرنة شهوان، في دار مطرانية انطلياس للموارنة، تحت عنوان "من أجل حوار وطني" لأن خلاصنا بوحدتنا. وأذيع بيان الإنطلاقة من بكركي لإعطاء اللقاء قوة وحماية للمشاركين الأعضاء. وبقينا نجتمع ونعمل إلى حين اغتيال رفيق الحريري".
التنصّت في دار الحريري
العلاقة مع الشيخ رفيق (الحريري) توطدت. ويتذكر سمير عبد الملك يوم عاد الحريري من دمشق بيد مكسورة وأجبروه أن يشكل حكومة وحدة وطنية وإشراك كل الآخرين بها. دعانا. فذهب وفد من القرنة قوامه جبران تويني وأنطوان غانم وأنا. اجتمعنا معه. فقال لنا: يجب أن نتحاور وأن تدخلوا إلى حكومة وحدة وطنية فأجبناه أننا نريد تطبيق الطائف وخروج سوريا من لبنان. كانت أجهزة التنصت تنقل لقاءنا لكننا لم ننتبه إلى ذلك في البداية. لكن بعد أن انتهى اللقاء الرسمي اقترب الحريري من زرّ وأطفأ أجهزة التنصت وتوجه إلينا معبراً عن رأيه الحقيقي: "أفهمكم جيداً لكنني مضطرّ لأن أشكّل هذه الحكومة"، مبدياً تفهمه من عدم مشاركتنا. خرجنا وكان بقية الأعضاء في انتظارنا لمعرفة فحوى اللقاء. فأصدرنا بياناً من ثلاثة أسطر عبرنا فيه عن تمسكنا بموقفنا وعدم التراجع عنه".
استمرت القرنة أربعة أعوام "عملنا خلالها على الاتصال مع بقية القوى في البلد". لكن، السؤال، لماذا اختير هو بالذات اميناً لسر لقاء قرنة شهوان؟ يبتسم قائلاً "هناك مزحة قيلت آنذاك لأنني أرثوذكسي والمطران بشارة قال فليكن سمير عبد الملك أمين سرّ اللقاء كونه لا يشكل تحدياً للشخصيات المارونية وطموحاتها. في الحقيقة كان هذا الكلام مزاحاً. والسبب الحقيقي كان وجود علاقة نشأت بيني وبين المطران بشارة عززت الثقة والاحترام بيننا واستمرّت" ويستطرد "آسف أن هذا الشخص، يوسف بشارة، الذي عينه الفاتيكان مطراناً لم يأتِ بطريركاً. كان فرصة للبنان ضاعت".
خلافات قرنة شهوان وعقاب "أم تي في"
ماذا عن الخلافات داخل لقاء قرنة شهوان الشاهد هو عليها؟ يجيب "كنا 25 شخصاً أعضاء في القرنة. اتفقنا أن البيان الذي يصدر نكون جميعاً متفقين عليه. أما نقاط الاختلاف فنبقيها للنقاش في مجالسنا الخاصة. وأتذكر أنه يوم توفي الدكتور ألبير مخيبر وتقرر إجراء انتخابات فرعية في المتن حصل خلاف بين الأعضاء وانقسموا إلى قسمين. قسم مع وجهة نظر البطريرك صفير في أن النظام الأمني السوري ما زال قوياً في البلد ويجب أن لا نعطيه فرصة للإنقضاض علينا. وبالتالي، فليأتِ ابن أخيه غسان مخيبر وليكمل ولايته. على أن نحصّن أنفسنا أكثر للانتخابات المقبلة. غير أن وجهة النظر الأخرى، التي نوقشت في الداخل، كانت إنها فرصة لنثبت قدرتنا على المواجهة. ونحن، في اللقاء، أصدرنا بياناً قلنا فيه إننا غير معنيين بالانتخابات. لكن للأسف حصلت الإنتخابات وتبعتها أحداث أمنية أليمة. كان النظام السوري وقتها ما زال قادراً على البطش وتركيب التهم. وتأكدنا في حينه أن نظرية البطريرك قد تحققت. في ذاك الوقت كان حزب "الكتائب" مصادراً و"التيار الوطني الحر" مبعداً و"القوات اللبنانية" مسجونة وممنوعة من العمل السياسي. ما كان أحد قادراً أن يحمي أحداً. ونحن لا ميليشيا ولا سلاح معنا سوى الكلمة".
اغتيل رفيق الحريري. والتقى اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين، حول قبره. و"هذا لم يحدث بالصدفة بل لأننا كنا نحكي منذ أعوام بالمحبة والمساواة والغفران والتساوي وبدولة مدنية تحترم الاختلاف وتديره ديمقراطياً. الفترة الانتقالية التي تلت اغتيال رفيق الحريري لم تأتِ من عدم".
ماذا عن حراك اللقاء و"البريستول" قبيل اغتيال رفيق الحريري؟ يجيب سمير عبد الملك "سبق تلك المحطة لقاءات مع الفرقاء اللبنانيين. التقينا قبلها وليد جنبلاط في بيت الحزب "الإشتراكي" في المزرعة. واجتمعنا في السوديكو عند رئيس التجدد الديمقراطي نسيب لحود. ويومها أرسل الحريري ممثلاً عنه، يده اليمنى، باسل فليحان، فأدركنا أنه أخذ قراره بالانتقال إلى المعارضة وسنذهب إلى الانتخابات معاً".
عشية اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط 2005 تمّ الإعلان عن ولادة حركة الاستقلال. توحد الناس. وأخرج السوري من لبنان و "كانت هناك وجهتا نظر في خصوص لقاء قرنة شهوان. رأي يقول بضرورة الإبقاء على مكون قرنة شهوان الذي خاض تجربة عظيمة ولم يعطَ حقه. وهناك وجهة نظر أخرى قالت إن الهمّ الأهم الآن أن تكون حركة الاستقلال جامعة ووطنية ومتنوعة لذلك فلتكن 14 آذار الجبهة السياسية الكبيرة. قلنا لهم إن لقاء القرنة لا يتناقض مع الجبهة الكبيرة لكن رجحان الكفة كان باتجاه فكرة انضواء لقاء القرنة في 14 آذار. وهكذا انتهى دور لقاء قرنة شهوان بحسم البطريرك القرار بأن دور اللقاء قد انتهى".
انتهاء القرنة ومظلومية جعجع
هل انتهاء دور لقاء قرنة شهوان يبرر خروج سمير عبد الملك من الواجهة؟ يجيب "في العام 2006 بدأت أرى أن المصالح الشخصية تطغى على ما هو عام. وأن الانتخابات تفرّق ولا تجمع. ابتعدت".
كان البطريرك صفير، رحمه الله، صلباً ورؤيوياً ومثقفاً ومتزناً ويقيس كل كلمة يتفوه بها وقد سميته مسمار البولاد القادر على اختراق الباطون المسلح. هو حفر بإبرة الحقّ صخرة الظلم والاستبداد".
ماذا يقول عبد الملك عن قلق البطريرك صفير على المسيحيين في تلك المرحلة؟ يجيب "كان يتحدث عن صيف وشتاء تحت سطح واحد. وعن التعاطي بمعايير مختلفة مع الجماعات. وهو لم يحِدْ عن مواقفه المبدئية يوماً. كان يرى أن مظلومية واقعة على سمير جعجع الموجود وحده، دون سواه، في السجن، في وقت ارتكب سواه الكثير وهم موجودون في القصور. كان ينتقد المحاكمات الصورية" ويستطرد "بالنسبة لي حظي كان جيداً أنني عشت في زمن شخصين كبيرين: ريمون إده والبطريرك صفير. كانا يشبهان بعضهما كثيراً".
أين اختفى سمير عبد الملك بعدها؟ "في العام 2006 قررت العمل في سياسة من نوع آخر، في الشأن العام، بطريقة تختلف ليس فيها لا كراسٍ ولا انتخابات، بل سياسة بمعناها النبيل، من خلال خطط وبرامج وخارطة طريق. فالسياسة لا تختصر بمواقع. البيئة سياسة. الأمن سياسة. التربية سياسة. من هنا التقينا مجموعة أصدقاء نشبه بعضنا من أجل توفير مقومات البقاء والصمود في الضيع ومواجهة تفريغ الريف وخلقنا مفهوم "التجارة العادلة". أسسنا جمعية تعنى بالاهتمام بالمهمشين سميناها "جمعية التجارة العادلة في لبنان". ونحن اليوم نهتم بلبنان زراعياً وفي مجال التعاونيات والتسويق. خلقنا دورة اقتصادية محلية في القرى. رافعين شعار "زرع اللبناني في أرضه".
يبدو سمير عبد الملك فرحاً كثيراً بـ "الموديل" التجاري الذي ساهم في تأسيسه بعد انتهاء مهمة "الموديل" السياسي الذي رعاه مثل طفله ويقول "وجدت فرحاً كبيراً بما أنجز. أصبحت أكثر قرباً من الناس".
احتضار الكتلة الوطنية
الكتلوي أباً عن جدّ يستمرّ كتلوياً؟ يجيب "الكتلوي لا يتغير. الكتلة تيار أخلاقي" ويستطرد "حاولت تنظيمياً مساعدة من آل إليهم حزب الكتلة اليوم ونصحتهم، في البدء، بتأسيس شيء آخر جديد لأنهم ليسوا كتلويين. لكنهم استسهلوا الأمر. كارلوس إده حين أتى وبايعوه عميداً للكتلة لأنه ابن إده اعترضت. اعتبرت أن هناك أشخاصاً ناجحين ليسوا من بيت إده. إنما اعتبر البعض أنها فترة انتقالية".
هل يلتقي كارلوس إده حالياً؟ "كنت ألتقيه حين يأتي إلى لبنان. حاولت مساعدته لكن الكتلة لا تعني له الكثير لأنه لم يعشها. هو حين ورث عن عمه فوجئ بشيء اسمه الكتلة الوطنية. لم يكن محضراً سياسياً لها. ريمون إده لم يحضّره ولم يعتبره يوماً رجلاً سياسياً. كان لديه أخ اسمه إميل توفي كان يرى فيه تكملة لنهجه في الكتلة".
هل سمير عبد الملك لم يكن يوماً طامحاً لمنصب وزير أو نائب أو رئيس الكتلة الوطنية؟ "سُئلت عام 2006 أين تريد أن تترشح فأجبت: في قرنة الروم. قيل لي: لكن لا نائب أرثوذكسياً في بلاد جبيل. أجبتهم: إذاً لا يمكنني أن أترشح. أما لجهة رئاسة الكتلة، فأنا وثلاثة آخرون كنا يوم توفي العميد في لقاء قرنة شهوان. وكان ريمون إده قد طلب منها قبلها أن نستقيل من الكتلة التاريخية طالما نحن في لقاء قرنة شهوان. فاستقلت. لذا، يوم الانتخابات الكتلوية كنت خارج الكتلة كجسم حزبي كتلوي". هل نفهم من هذا أنه كتلوي مستقيل؟ يجيب "أنا كتلوي بمفهومي. يوم أتى كارلوس اقترحت عليه أن ننشئ لجنة من أشخاص يرتاح إليهم وقادرين على تأمين استمرارية الخط، وتكون قادرة على أخذ مشروع الحزب على عاتقها. قال لي: سأسافر إلى البرازيل وحين أعود نتكلم. سافر. ويوم عاد تفاجأت أنه يتفاوض على بيع الكتلة؟ طبعاً سمعنا كلاماً كثيراً عن بيع وشراء. لكن، برأيي، أعتبر كل الكلام غير صحيح لكن الأخبار سرت لأنه لم يعرف كيف يخبر الخبرية بشكل صحيح".
أصدقاء سمير عبد الملك من قرنة شهوان ما زالوا كثيرين "أرى فارس سعيد. وأزور أمين الجميل. وألتقي سيمون كرم وتوفيق هندي وجان عزيز. حافظت على صداقات كثيرة".
ماذا عن عائلته الصغيرة؟ هو لديه ابنة وحيدة أتت بعد 13 عاماً من الزواج. حين يتحدث عنها يبتسم "اسمها ماريا. عمرها 28 عاماً. تخصصت في الصحة العامة وموجودة اليوم في لندن. أما زوجتي (التي تبرز لمساتها الجميلة في أرجاء الدار) جوسلين سلهب فمن عائلة كتلوية أيضاً، شقيقها الدكتور سليم سلهب، وهي تعمل في التصميم والأزياء مع جورج شقرا". ابنة اخيه نبيل ريما كانت وزيرة الثقافة في فرنسا. يتحدث عنها ولا يمل. هو أب وعم فخور.
سؤالٌ أخير قبل أن نغادر: أين اخطأ سمير عبد الملك؟ يتفاجأ قليلاً ويجيب: "أخطأت أنني لم أستفد من الفرص التي توفرت لي لأنني كنت مبدئياً جداً".