"نووي إيران" بين مالبي وبكين

من اللقاء الثلاثي في بكين أمس (رويترز)

في ظلّ رفض نظام الجمهورية الإسلامية في إيران التفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول برنامجها النووي، رغم تخوّف الملالي من انفجار ثورة شعبية في وجههم من جرّاء سياسة "الضغوط القصوى" التي تشتدّ وبدأت تؤتي ثمارها، رأى وزراء خارجية "مجموعة السبع" خلال اجتماعاتهم في مالبي بكيبك الكندية أمس، أن إيران مصدر رئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مشدّدين على ضرورة خفض طهران التصعيد وإبداء استعدادها لإطلاق المسار الدبلوماسي. وأكدوا أنه لا يمكن أبداً السماح لإيران ببناء وامتلاك سلاح نووي، محذرين من خطر لجوء طهران إلى الاعتقال التعسّفي ومحاولات اغتيال شخصيات أجنبية التي قد تزداد كأداة للإكراه.


في المقابل، رحّبت الصين وروسيا في بيان مشترك صدر بعد محادثات مع إيران في بكين، بتأكيد طهران مجدّداً أن برنامجها النووي مخصّص للأغراض السلمية فقط، مشدّدتين على ضرورة الاحترام الكامل لحق إيران في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وكشف نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاو شو بعد الاجتماع مع نظيريه الروسي سيرغي ريابكوف والإيراني كاظم غريب آبادي أن الصين وروسيا وإيران "شدّدت على ضرورة التزام الأطراف المعنية بمعالجة السبب الجذري للوضع الحالي والتخلّي عن العقوبات أو الضغوط أو التهديد باستخدام القوة".


بدوره، عبّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه ريابكوف وغريب آبادي، عن أمل بكين في أن تلتقي كل الأطراف في منتصف الطريق وتستأنف الحوار والمفاوضات، مؤكداً أهمية أن تظهر أميركا "حسن النية" وأن تعود إلى المحادثات مع إيران في أقرب وقت ممكن. وحذّر من أن "الوضع بات مرّة أخرى أمام مفترق حاسم".


إلى ذلك، ندّدت الخارجية الإيرانية بفرض أميركا الخميس عقوبات جديدة على وزير النفط الإيراني وبعض السفن التابعة لـ "أسطول الشبح" الإيراني، معتبرة أن العقوبات "دليل واضح على زيف الادعاءات المتكرّرة من أميركا عن استعدادها للتفاوض"، في وقت جزمت فيه واشنطن بأنها لن تسمح أبداً لطهران بأن تبني قاعدة عملياتية في فنزويلا، متوعّدة الأخيرة بأنها ستواجه مشكلات كبيرة في حال لم تتوقف عن تهديد جيرانها.


على صعيد آخر، أوقفت السلطات التركية خمسة أشخاص متهمين بجمع معلومات عن قواعد عسكرية ومناطق حساسة في تركيا ونقاط مهمّة خارجها، ونقلها إلى عناصر استخبارات في "الحرس الثوري" الإيراني.