فقد الإعلام اللبناني اليوم واحدة من أبرز وجوهه، حيث رحلت الإعلامية القديرة هدى شديد بعد صراع طويل ومرير مع مرض السرطان، تاركة وراءها إرثاً مهنياً حافلاً بالشجاعة والموضوعية والالتزام.
شديد، الصوت الذي لم ينكسر، خاضت مسيرة إعلامية امتدت لعقود، تميزت خلالها بتغطياتها الميدانية الجريئة وتقاريرها السياسية العميقة، ما جعلها واحدة من أكثر الصحافيين احترامًا وتأثيرا في لبنان. ورغم معاناتها الصحية، لم تتراجع يوماً عن أداء رسالتها الإعلامية، متحدية المرض بشغفها وعزيمتها التي لا تلين.
لم يكن الطريق سهلا، فإلى جانب معركتها مع المرض، عاشت شديد محطات مؤلمة، من تهجيرها في طفولتها، إلى فقدان زوجها بعد خمسة أشهر فقط من زواجهما بسبب المرض ذاته. لكن رغم الألم، بقيت صامدة، وواصلت رسالتها الصحفية بكل إيمان وإصرار حتى الرمق الأخير.
وفي 2 آذار، تم تكريمها في قصر بعبدا تقديراً لمسيرتها المهنية وصمودها البطولي، لكن القدر كان له كلمة أخرى، ليخسر لبنان قلمًا جريئاً وصوتاً لن يُنسى.
وفي العام 2016 وثّقت هدى معاناتها مع المرض الخبيث ضمن كتاب حمل عنوان "ليس بالدواء وحده".
برحيل الإعلامية هدى شديد، ينطفئ نور إعلامي ساطع، لكنها تظل حاضرة في ذاكرة الصحافة اللبنانية كرمزٍ للصدق والمهنية والشجاعة.