رندة تقي الدين

الرئاسة الفرنسية لن تتدخّل حكومياً بعد اليوم: على اللبنانيين الإعتماد على انفسهم

9 تشرين الأول 2020

02 : 00

المبادرة الفرنسية لم تعد على طاولة الاليزيه (فضل عيتاني)

إتّهم مصدر فرنسي متابع للملفّ اللبناني المسؤولين اللبنانيين، "بعدم احترام التزامهم امام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وأكد ان المبادرة الفرنسية التي أفشلوها أصبحت في يدهم، وعليهم الآن أن يعتمدوا على أنفسهم، فالرئاسة الفرنسية عازمة على عدم التدخّل بعد اليوم في تشكيل الحكومة التي كان ينبغي أن تكون حكومة ذات مهمّة إصلاحية".

وأوضح المصدر لـ"نداء الوطن" أنّ "السفيرة الفرنسية آن غريو ستجري اتصالات على الصعيد المحلي، والرئاسة لن تتدخّل بعد اليوم". وأكّد "استياء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من الجانب السنّي الممثّل برؤساء الحكومات السابقين، ومن الجانب الشيعي الذين فشّلوا المبادرة بألاعيبهم الداخلية التي أفشلت الرئيس المكلّف مصطفى اديب في تشكيلة حكومة مهمّتها الإصلاح". واعتبر انّه "كان على الجانب الشيعي أن يُدرك أنّ الرئيس ماكرون بادر الى دعوة "حزب الله" للقاء قصر الصنوبر، وقد خاطر سياسياً من اجل إخراج لبنان من الوضع المأسوي. كذلك أخطأ الجانب السنّي، خصوصاً عندما ابلغ الرئيس سعد الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري انّه سيقوم بتسمية الوزراء الشيعة في حكومة أديب، كما أن موقف الرئيس فؤاد السنيورة المتطرّف كان ايضاً خطأ".

وأكّد المصدر الفرنسي أنّ "لا السعودية ولا الإدارة الاميركية وحتى الإدارة الفرنسية كانت ضدّ تولّي الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة"، واعتبر أنّ "حزب الله سمح بموقفه اليوم للجانب الأميركي بأن يرى أن باريس تتحاور مع "حزب الله" من دون الحصول منه على شيء. وقد عبّر السفير الفرنسي السابق في لبنان برونو فوشيه عن ذلك لـ"حزب الله" خلال غداء مع ممثّلين عن الحزب قبل مغادرته لبنان".

وقال إنّ "اختيار رئيس حكومة جديد قد يأخذ أسابيع، ثم ستمرّ أسابيع أو شهور قبل تشكيل حكومة، وبالرغم من أنّ المبادرة الفرنسية ما زالت على الطاولة فإنها لم تعد بقيادة من الرئاسة الفرنسية او حتى من باريس، بل من المسؤولين اللبنانيين".

وفي هذا الشأن، قال الوزير الفرنسي للتجارة الخارجية فراك رياستير منذ خمسة أيام، امام الجمعية الوطنية: "على اللبنانيين الآن أن يتحملوا مسؤولياتهم ويتدبّروا أمورهم بأنفسهم، لأنّهم لم يلتزموا بتعهّداتهم". وسأل المصدر: "طالما ليس هناك إصلاحات فإلى اين تذهب المبادرة الفرنسية، اذ انها تقوم أولاً على تشكيل حكومة وتنفيذ الإصلاحات ثانياً قبل عودة المساعدات الدولية، والمبادرة لم تصل حتّى الى المرحلة الأولى".

ولاحظ أنّ "لا شيء يتقدّم في لبنان" وسأل: "كيف يُعقد مؤتمر دولي لمساعدة بلد مع رئيس حكومة تصريف أعمال لا يقوم بشيء؟". ورأى أنّ "اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في غضون أيام سيقتصر على تكرار ما قيل سابقاً حول وضع لبنان الكارثي واستعجال تأليف حكومة وتنفيذ الإصلاحات، سيكون اجتماعاً كغيره من الإجتماعات لأنّ لا شيء يتحرّك حكومياً في لبنان". وتوقّع المصدر ان "تواجه الحكومة الجديدة مشاكل عند تحقيق كلّ إجراء إصلاحي، الذي سيكون حائطاً ينبغي اجتيازه ان كان من جهة إعادة هيكلة القطاع المصرفي أو audit البنك المركزي أو مراقبة رأس المال، فكل ذلك معقّد لأن ليس هناك توافق على هذه المسائل ولم يتمّ التحاور حول كل هذه المواضيع من اجل استخلاص موقف موحّد". وختم بالقول: "كل ما واجهه لبنان منذ ثورة 17 تشرين الأول سيطرح نفسه باستمرار".