يستبق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انعقاد القمة التي ستجمع في باريس الخميس دول "تحالف الراغبين" المستعدّة لتقديم ضمانات أمنية وسياسية لكييف، بزيارة فرنسا حيث يستقبله الرئيس إيمانويل ماكرون مساء الأربعاء في الإليزيه للتحضير للقمة.
وأوضح الإليزيه في بيان أن "رئيس الدولة سيؤكد لضيفه الأوكراني أن فرنسا ستجعل من استمرار الدعمين العسكري والمالي لأوكرانيا وتعزيزهما أولوية قصوى".
في صباح يوم الخميس، سينظّم إيمانويل ماكرون قمة جديدة حول "السلام والأمن لأوكرانيا"، استكمالًا للاجتماعات التي نظمت في الآونة الأخيرة في باريس ولندن بهدف وضع "ضمانات أمنية" لكييف في إطار اتفاق سلام محتمل مع روسيا، تسعى الولايات المتحدة الأميركية للتوصل إليه.
تهدف قمة يوم الخميس إلى "إتمام الأعمال المتعلّقة بالدعم العسكري على المدى القصير لأوكرانيا، بالإضافة إلى تحديد نموذج للجيش الأوكراني المستدام والقادر على منع الغزوات الروسية في المستقبل، وكذلك تحديد الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها الجيوش الأوروبية"، بما في ذلك من خلال نشر قوات عسكرية على الأراضي الأوكرانية، كما قال الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي.
بحسب مصدر دبلوماسي، تمت دعوة أكثر من عشرين دولة إلى القمة، من دول الاتحاد الأوروبي ومن منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، من بينها المملكة المتحدة وكندا والنرويج وتركيا.
في الوقت نفسه، يواصل ماكرون التفكير في تعزيز الجهد الدفاعي في فرنسا وأوروبا في مواجهة رغبة الانسحاب الأميركي. ومن أجل ذلك، عقد، الثلثاء بعد الظهر، اجتماع عمل مع رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا بايرو وعدد من الوزراء لمناقشة النفقات العسكرية الإضافية اللازمة وسبل تمويلها.
تعتبر هذه القمة خطوة مهمة ضمن محاولات فرنسا وأوروبا لملء الفراغ الناجم عن التراجع الأميركي المحتمل من جراء التقارب الأميركي – الروسي.
الرئيس ماكرون، الذي يسعى إلى تقديم فرنسا كقوة رئيسية في مجال الأمن الأوروبي، يأمل من خلال هذه القمة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في وقت حساس للغاية، حيث تستمر الحرب في أوكرانيا في التأثير على استقرار المنطقة.
التركيز على "الضمانات الأمنية" يُظهر بوضوح أن باريس ترغب في لعب دور أكبر في تأمين الاستقرار لاوكرانيا، سواء من خلال الدعم العسكري المباشر أو من خلال تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية. وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى استعداد الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا، للمشاركة في عمليات عسكرية مباشرة في أوكرانيا إذا تطلب الأمر.
في الوقت ذاته، تُظهر هذه القمة سعي ماكرون لتعزيز الاستقلالية الأوروبية في مجال الدفاع، بخاصة مع التغييرات المحتملة في سياسة الرئيس دونالد ترامب، مما يعني أن أوروبا بحاجة إلى التفكير في استراتيجيات دفاعية مستقلة عن الدعم الأميركي.