البرازيل تفقد بريقها: أين هيبة السامبا؟

رقصات التانغو على أحزان السامبا

في ليلة كروية لا تُنسى، اكتسح منتخب الأرجنتين غريمه التقليدي البرازيل بنتيجة 4-1 ضمن الجولة الرابعة عشرة من تصفيات كأس العالم عن قارة أميركا الجنوبية، محقّقاً أحد أكبر انتصاراته في تاريخ المواجهات بين المنتخبين.



سقوط مدوٍ في «مونومنتال»

شهد ملعب «مونومنتال» في الأرجنتين عرضاً كروياً مبهراً من رجال ليونيل سكالوني، حيث تناوب على تسجيل الأهداف كلّ من: جوليان ألفاريز، إنزو فيرنانديز، أليكسيس ماك أليستر، وجوليانو سيميوني. في المقابل، اكتفى ماتيوس كونيا بهدف شرفي وحيد للبرازيل.

لكن ما أثار الجدل لم يكن فقط الخسارة الثقيلة، بل الطريقة الباهتة التي ظهر بها المنتخب البرازيلي، والذي بدا عاجزاً تماماً أمام التفوّق الأرجنتيني الكاسح.



انحدار مقلق وأزمة هوية

هذه الهزيمة لم تكن مجرّد كبوة، بل امتداد لسلسلة من النتائج السلبيّة؛ إذ تعثّر منتخب البرازيل في أربع من آخر ثماني مباريات، ما يُشير إلى أزمة أعمق من مجرّد خسارة كلاسيكو.

والأسوأ من ذلك، أن «راقصي السامبا» لم يتمكّنوا من الفوز على الأرجنتين منذ ست سنوات، وهو أمر غير معتاد لفريق لطالما فرض هيبته على القارة.

ورغم امتلاك المنتخب البرازيلي كوكبة من النجوم مثل فينيسيوس جونيور، رودريغو، رافينها إلّا أن الفريق افتقر للتجانس والانضباط التكتيكي.

لم يسدّد البرازيليون سوى ثلاث كرات على المرمى طوال المباراة، وخسروا معركة الاستحواذ أمام الأرجنتين، في مشهد يعكس الفوضى التي يعيشها الفريق فنياً وتكتيكياً.



غضب جماهيري ومطالب بالتغيير

عقب اللقاء، اشتعلت منصّات التواصل الاجتماعي بانتقادات لاذعة للمدرّب دوريفال جونيور، الذي خاض مع المنتخب 16 مباراة، فاز في 7 منها، تعادل في 6، وخسر 3. الجماهير البرازيلية لم تعد قادرة على تحمّل هذا الانحدار.

بين من وصف الفريق بأنه «نجوم بلا هوية»، ومن قال «هذا ليس المنتخب الذي عشقناه»، بات واضحاً أن البرازيل بحاجة إلى تغيير جذري قبل انطلاق كأس العالم المقبلة.



هل الحلّ في مدرّب أجنبي؟

الحديث عن ضرورة التعاقد مع مدرب جديد بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. الجماهير تطالب بمدرب كبير، صاحب خبرة، قادر على إعادة بناء الفريق واستعادة هيبته المفقودة.

من بين الأسماء المطروحة: كارلو أنشيلوتي وجوزيه مورينيو، وهما مدرّبان يتمتّعان بسجلات حافلة على أعلى المستويات.

فهل يكون أحدهما المنقذ الحقيقي للسامبا؟ أم أن البرازيل ستستمرّ في دوّامة البحث عن هوية ضائعة؟