مسعود محمد

الكرد يقفون مع الأرمن ضدّ الأذريين

10 تشرين الأول 2020

02 : 00

من آثار "العدوان الأذربيجاني" على قره باغ (أ ف ب)

مع تفجّر الصراع بين المقاتلين الأرمن والقوّات الأذربيجانيّة في إقليم ناغورني قاره باغ، يؤكد مسؤول كردي من الصف الأوّل أن الكرد يقفون مع أبناء عمومتهم الأرمن في معركتهم ضدّ أذربيجان، "فما يجمعنا بالأرمن أكبر وأهمّ ممّا يجمعنا بالأذريين".

وحول أسباب هذا التعاطف الكردي مع الأرمن، يقول المسؤول الكردي: "أوّلاً تركيا بلد توسّعي، وهي في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تترك بلداً إلّا وتعدّت عليه، من ليبيا إلى قبرص واليونان وسوريا والعراق"، معتبراً أن أنقرة "تُعادي الكرد والأرمن لأنّهم حجر عثرة جغرافيّة في وجه مشروع أردوغان التوسّعي، فبينما الأكراد يُواجهون أردوغان في سوريا والعراق وتركيا، تُشكّل أرمينيا عائقاً لمشروعه، وهي بالنسبة إلى القوقاز وآسيا الوسطى، موقع مهمّ جغرافيّاً، فمن يتحكّم بها يتحكّم بالممرّ الجغرافي بين بحر قزوين والبحر الأسود".

ويرى المسؤول الكردي أن "أحد أهمّ أسباب إندلاع الحرب في قره باغ، هو موقع أرمينيا التي تقف في وجه حلم أردوغان، وهذا أحد أشكال الصراع الإستراتيجي في منطقة غرب آسيا وشرق أوروبا والقوقاز، وأهمّ سبب يدعو أردوغان إلى إعادة إحياء المجازر الأرمنيّة على أمل إلغاء أرمينيا من الخريطة، وهنا خطورة هذه الحرب".

كما يوضح أن "أردوغان اتبع سياسة لتغيير مناهج التعليم في تركيا للتقليص من تاريخ الدولة الأتاتوركيّة والعودة إلى التركيز على تاريخ الدولة العثمانيّة، لكن الأزمة مع أردوغان تتجاوز حدود تركيا"، لافتاً إلى أن "الحلم التركي الذي يُريد أردوغان إحياءه بالقطعة كلعبة "البازل"، بحيث في كلّ مرّة تُضاف قطعة إلى الرقعة تُساعد على تظهير الصورة النهائيّة، وهي بناء الدولة الطورانيّة من حدود الصين حتّى تركيا الحاليّة وحدود البلقان نزولاً إلى الشمال السوري، وهي المنطقة التي تضمّ كافة الدول الناطقة بالتركيّة".

ويُشدّد المسؤول الكردي على أن "أردوغان يحلم ببعث الخلافة العثمانيّة وتصدّر زعامة العالم الإسلامي، من خلال تمجيد ذلك التاريخ، حتّى وإن كان من خلال تزوير لا يتفطن إليه عامة الناس". أمّا بخصوص الأذريين، فيكشف المسؤول الكردي أنّه "وبعكس ما يُشاع، الأذريّون الترك مقرّبون من ملالي إيران، وجميع الحكّام المحلّيين للمناطق الأذريّة الإيرانيّة يدعمون أذربيجان سرّاً ويُقدّمون المعونة لها، وهم لم يقفوا مع "الحركة الخضراء"، ولم يقفوا مع التحرّكات الشعبيّة"، مشيراً إلى أنّه "عندما قاموا بتحرّكاتهم الإحتجاجيّة رفعوا شعاراً يُوحي بمدى حقدهم، فقالوا في شعارهم "الفرس والكرد والأرمن أعداء"، فهم وضعونا ثلاثتنا في خانة الأعداء".

وأخطر ما قاله المسؤول الكردي هو "أن الخلاف الكردي - الأذري خلاف جوهري، إذ يدّعي أذريّو إيران أن محافظة أذربيجان الغربيّة الإيرانيّة ملك لهم، بما فيها مهاباد، بينما نحن الكرد نعتبر أنّها محافظة تنقسم في ما بين الكرد والأذريين"، محذّراً من أنّه "سيكون هناك تنازع حقيقي على الأراضي وستكون معركة الكرد الحقيقيّة في إيران مع الأذريين، في حال حاولوا وضع اليد على أي أرض كرديّة".

ويختم المسؤول الكردي حديثه قائلاً: "نحن والأرمن قدرنا أن نلتحم ونُشكّل جبهة عريضة لمواجهة تركيا والأذريين، ووقف المشروع الطوراني، وعلينا أن نرفع الصوت ليسمع الغرب والولايات المتحدة صوتنا والقتال معاً لمنع إسقاط أي منّا".