مرّة جديدة تكون مدينة الميناء في طرابلس على موعد مع مأساة دامية، بعد مآسي انهيار المباني والحرائق.
مأساة اليوم أودت بحياة 5 ضحايا من التابعية السورية، هم من عائلة واحدة وقضوا جميعهم اختناقاً.
الحادثة تسبب بها إحتراق مولد كهربائي داخل مستودع عائد لمبنى الحاج عبد يحي، في محلة شارع بور سعيد في الميناء، بينما عملت فرق الإسعاف على محاولة إنقاذ بعض الإصابات ومعالجة بعض الحالات ميدانياً.
هذا وأحدث الحريق حالة من البلبلة والذعر في نفوس أبناء الميناء والأهالي.
وكان الحريق قد اندلع أولاً في غرفة المولد، والتي تقول معلومات "نداء الوطن"؛ إنها غير مهيّئة بفتحات التهوئة، وغير مجهّزة لمثل هذا النوع من الأخطار.
ثم امتدّ الحريق ثانيةً إلى غرف وطوابق أخرى داخل المبنى المذكور.
وفيما رجّحت المعلومات أن يكون سبب الحريق هذا، هي الحمولة الزائدة (بالأمبير) الموضوعة على الشبكة التي يغذيها هذا المولد، من قِبل ساكني المبنى المذكور، إلا إن الحريق بالمقابل، قد فتح الباب واسعاً للحديث عن مسألة المولدات (سواء مولدات الإشتراك أو المولدات الخاصة)، المنتشرة بكثرة في مدينة طرابلس وضواحيها، والتي لا تخضع لأي رقابة من الوزارات المعنية، لا سيما في وزارة الطاقة والمياه، وحيث أن أصحابها ومن يقتني هذه المولدات، لا يقيمون أي اعتبار لشيء إسمه السلامة العامة، من حيث المسافة بين المولدات والمنازل، ووضع عازل للصوت ومانع للإرتجاج، إلى جانب تخفيف الأحمال بما يتناسب مع كفاءة المولد وقدرته على تأمين التيار.
أما لجهة المولدات التي توضع في أقبية المباني فإن أهم شروط لها هي التهوئة المناسبة وأن لا يتم حجب النافذة بأي شكل من الأشكال، لا صيفاً ولا شتاءً، مع التركيب الجيد للعادم كما للمولد، كما أنه يمكن أن يؤدي الوضع غير المناسب للمولد على الأرض، إلى حدوث مشاكل كبيرة، بما في ذلك التبريد غير المناسب والسخونة الزائدة، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة الناس.
وبما أن أكثرية المولدات في مدينة طرابلس، لا تخضع لشروط السلامة العامة، فإن محافظ الشمال رمزي نهرا، وبلدية طرابلس واتحاد بلديات الفيحاء، مطالبون جميعاً واليوم قبل الغد، بالكشف على هذه المولدات وأماكن وضعها، وإجبار أصحابها على الإلتزام بالقوانين، ذلك أن أي احتكاك كهربائي بأحدها، أو حريق، قد يتسبب بكارثة تشبه كارثة الميناء اليوم، وربما كارثة أكبر.