وماتت غالية... ماتت في الحلقة الاخيرة من مسلسل "بالدم"، ففُجِع الجمهور اللبناني والعربي، من المحيط الى الخليج، إلى درجة إعلان كثير من المتابعين عدم رغبتهم في تلقي التهاني بعيد الفطر حزناً على الغالية.
ماتت غالية وغَضِب المشاهدون، وكم مُفرح هو هذا الحزن وهذا التفاعل العربي الكبير مع مسلسل لبنانيّ بحت، استطاع إعادة درامانا الى الحياة بعد موت سريري طويل.
صحيح ماتت غالية، ولكن درامانا الغالية هي الأخرى على قلوبنا بدأت تنبض بالحياة من جديد. وفي حال إستطعنا تخطي موت غالية الذي شكّل صدمة في لبنان والعالم العربي، ووضعه جانباً، لا يمكننا أبداً أن نتخطّى قول كلمة "برافو" كبيرة مع تصفيق أكبر لفريق عمل هذا المسلسل.
"برافو" للكاتبة المبدعة والاستثنائية ندين جابر، رغم نزعتها للمآسي، وللمخرج العبقري فيليب أسمر وشركة "إيغل فيلمز" وكلّ الممثلين من دون استثناء، على نفحة الأمل والنهاية السعيدة المغلّفة بالرومانسية والحلم رغم الغصّة.
لا يمكننا أن نتخطّى زواج حنين وآدم، وليان ومروان، واجتماع كلّ عائلات المسلسل في عائلة واحدة كبيرة ومتّحدة. لا يمكننا أن نتخطّى جماليّة الحمامة التي حلّقت بعيداً وهي تحمل سلسلة غالية، فإذ بها تتحوّل طائرة عائدة حاملة معها ابن جانيت وروميو، ليبحث عن أهله البيولوجيين.
ما أجملها هذه الخاتمة المفتوحة. ليس ضرورياً أن نراه وقد وجد جانيت وتمارا. فبمجرّد وصوله، نعرف أنه سيبحث وسيجد.
جميلة هي هذه النهاية، وجميل هو هذا المسلسل بكل ما يحتويه من قضايا إنسانية واجتماعية وأخلاقية وطبّية، وبكل ما فيه من رسائل توعية وتشويق وترفيه وإيقاع، وبكلّ ما فيه في تصوير خلّاب، وإدارة فنّية رائعة، وموسيقى مؤثّرة، وشخصيات ساحرة، وممثلين مبهرين.
ما أجمله هذا المسلسل، من أوله الى آخره، من بدايته الى خاتمته المفتوحة على بداية جديدة وسعيدة، للدراما اللبنانية.