السرطان أفقده القدرة على الكلام

رحيل "الممثّل الصعب" فال كيلمر

قبل أسابيع قليلة من وفاته، ارتدى فال كيلمر قناع "باتمان" للمرة الأخيرة، مستعيداً ذكريات دوره الشهير في فيلم "باتمان للأبد" عام 1995.


الممثّل الأميركي الراحل، الذي توفّي الثلثاء في أول نيسان الجاري، عن عمر 65 عاماً، كان ظهر في مقطع فيديو على "إنستغرام" برفقة الفنان والموسيقي ديفيد تشو، حيث جسّد شخصية "بروس واين" مجدّداً في لحظة مؤثّرة. ويُظهر المقطع، الذي نشره كل من تشو وكيلمر في 23 شباط الماضي، الممثّل جالساً على الأرض قبل أن يرتدي قناع "باتمان" الأسود والأبيض المصنوع من المطّاط. ويقول كيلمر في الفيديو: "أنا جاهز. لقد مرّ وقت طويل"، فيما يُطمئنه تشو قائلاً: "حسناً، تبدو رائعاً".



النجم الأشقر

فال كيلمر، النجم الأشقر ذو الملامح الطفولية، تألّق في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، في أفلام مثل "توب غان"، و "حرارة"، و "القديس".


لعب دور "باتمان" بعد مايكل كيتون في فيلم "باتمان للأبد" للمخرج جويل شوماخر عام 1995، لكنه تلقّى آراء متباينة حول أدائه شخصية "فارس الظلام". ليحلّ محلّه لاحقاً جورج كلوني في "باتمان وروبن" عام 1997، وهو الفيلم الذي فشل تجارياً وكاد يدمّر السلسلة.


"نيويورك تايمز" كتبت عن فيلم "باتمان للأبد": "البدلة الأيقونية يرتديها الآن فال كيلمر، الذي كان "باتمان جيّداً"، لكنه ليس أفضل من مايكل كيتون".


أحد أبرز أدواره كان تجسيده شخصية المغني الأسطوري جيم موريسون في فيلم "الأبواب" للمخرج أوليفر ستون عام 1991، حيث حفظ كلمات جميع أغاني موريسون قبل تجربة الأداء. وكتب الناقد الشهير روجر إيبرت عن أدائه: "الأداء هو أفضل ما في الفيلم".



ممثل صعب

بعد "باتمان للأبد"، شارك كيلمر في فيلم "جزيرة الدكتور مورو"، حيث واجه توتّرات مع الممثل مارلون براندو والمخرج جون فرانكينهايمر، الذي صرّح لاحقاً بأنه لن يعمل معه مجدّداً.


وفي التسعينات، تألّق في أفلام مثل "تومبستون" و "حرارة"، لكنه اختار عدم العودة لدور "باتمان" في "باتمان وروبن"، مشيراً إلى تعارض المواعيد، رغم أنّ المخرج جويل شوماخر وصفه بأنه "مضطرب نفسياً".


مع مرور الوقت، تضاءلت أدواره في الاستوديوات الكبرى بسبب سمعته كممثّل صعب، فاتّجه إلى الأفلام المستقلّة، وقدّم أدواراً في "الإسكندر"، و "ديجا فو"، و "قبلة قبلة بانغ بانغ".


كما قدّم صوت "موسى" في فيلم "أمير مصر"، لكنه عاد إلى الشّاشة في "توب غان: مافريك" عام 2022، رغم فقدانه القدرة على الكلام بسبب السرطان.


كيلمر  المولود عام 1959 في "لوس أنجلوس"، درس في "جوليارد"، حيث بدأ مسيرته على المسرح. لاحقاً، جمع بين اهتمامه بعقيدة "العلم المسيحي" وحبّه للأدب، فقدّم عرضاً مسرحياً فردياً بعنوان "المواطن توين"، حيث دمج السينما بالقراءات الحية لأعمال "مارك توين".


عام 2020، نشر مذكراته "أنا هكلبيري الخاص بك"، مستوحياً العنوان من دوره الشهير في "تومبستون". وعاش لسنوات في "نيو مكسيكو"، حيث كان يرسم ويدعم برامج المسرح المدرسي.



معاناة وظهور أخير

يُذكر أن فال كيلمر ظهر للمرة الأخيرة على الشاشة في فيلم "توب غان: مافريك" عام 2022، وهو تكملة للفيلم الكلاسيكي الصادر عام 1986، حيث شارك لحظة مؤثرة، لفترة قصيرة، على الشاشة مع النجم توم كروز.


قبل وفاته، تحدّث كيلمر عن معاناته مع سرطان الحلق عام 2017، قائلاً لمجلة "هوليوود ريبورتر" آنذاك إن المرض "ترك أثره عليه"، ما جعله يعاني من ضيق في التنفس وصوت أجش.


في كانون الأوّل 2015، شوهد كيلمر وهو يستخدم أنبوباً لمساعدته على التنفس. ولاحقاً، في شباط 2016، ظهر مجدّداً بدونه، لكن الندبة الناتجة عنه كانت واضحة على رقبته.


الممثل الراحل ترك ابنة تدعى مرسيدس، وابناً اسمه جاك. وفي تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز"، أكّدت مرسيدس كيلمر أنّ سبب وفاة والدها كان الالتهاب الرئوي، كاشفةً أيضاً عن تفاصيل معركته السابقة مع سرطان الحلق، الذي تم تشخيصه به عام 2014.