13 تشرين... يوم استدراج الاحتلال

02 : 00

كان في إمكان رئيس الحكومة العسكرية العماد ميشال عون، تجنيب الجيش الموالي له، مواجهة غير متكافئة، في ذاك اليوم الأسود، وتجنيب المناطق الشرقية دخول الجيش السوري إليها. فأسقط المبادرات الواحدة تلو الأخرى، ومنها مبادرة مجلس الوزراء في تموز العام 1990، الداعية كل الفرقاء للإنخراط في الحل السياسي، التي قيل إن عون وافق عليها خطّياً وللسفير ألا أن يؤكد أو ينفي.

حوصرت مناطق نفوذ عون بقرار من مجلس الوزراء في أيلول، فرد عليها بالحشود الشعبية، بدأ الطيران السوري طلعات إستطلاعية، وظل الجنرال على قناعة بأن إزاحته بالقوة لن تتم ولم يصدق كل التقارير التي تشي بأن الهجوم واقع، وعززت قناعته تلك، بأن موعداً حدد لضباط تابعين له مع العميد غازي كنعان في العاشرة من صباح السبت 13 تشرين.

حتى بعد انتقاله إلى السفارة الفرنسية، ماطل العماد عون حتى أصدر بياناً طلب فيه من جنوده الإلتحاق بالعماد إميل لحود الذي أقام غرفة عمليات في مرآب فندق كارلتون.

توقف إطلاق النار في العاشرة والنصف واستمر القتال على جبهة ضهر الوحش التي استُشهد فيها جنود أبطال، في وقت كان بطل التحرير مع السفير ألا غير مصدّق أن مغامرة سلطوية فاشلة دامت سنتين وواحداً وعشرين يوماً، انتهت في ساعات، ونزعت خصوصية المناطق المسيحية واستدرجت الاحتلال.


13 تشرين جديد - المحامي أنطوان ع.نصرالله


عون... انكشاف الأسطورة وجمهورية بلا قصر - المحامي فايز قزي