محادثات إسرائيلية – تركية لتفادي الصدام في سوريا

الكرد السوريون يتّحدون تحت راية الفدرالية

يسعى الكرد إلى التحرّر من "استبداد" الدولة المركزية (رويترز)

بعد عقود من التهميش والاضطهاد اللذين عانى منهما الكرد السوريون على يد الأنظمة الديكتاتورية الشمولية التي توالت على حكم الدولة المركزية في دمشق، ومع سقوط نظام بشار الأسد البائِد وإقرار "الإعلان الدستوري" وتشكيل حكومة جديدة من قِبل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الذي فشل من خلال تلك الخطوات حتى الآن في طمأنة الكرد وغيرهم من الطوائف والمجموعات، الذين يريدون تأمين حقوقهم وحرّياتهم وخصوصيّتهم، كشف القيادي البارز في "الإدارة الذاتية" لشمال سوريا وشرقها بدران جياكرد لوكالة "رويترز" أن كرد سوريا سيطالبون بنظام فدرالي (اتحادي) يسمح بالحكم الذاتي ووجود قوات أمن خاصة، الأمر الذي يرفضه الشرع. وهذا أوّل تصريح يُعلن فيه مسؤول في "الإدارة الذاتية" أن هدف الكرد هو تحقيق النظام الفدرالي منذ توافق الأحزاب الكردية عليه الشهر الماضي من دون إعلانه رسمياً.


ويأتي ذلك بعدما اكتسبت المطالبة بالفدرالية زخماً إثر تفجّر هواجس وقلق الأقليات العرقية والدينية في سوريا، بعد المجازر الطائفية التي تعرّض لها العلويون الشهر الماضي. وأكد جياكرد أنه "اتفقت كافة القوى السياسية الكردية على رؤية سياسية مشتركة حول شكل الحكم السياسي وهوية الدولة السورية، وماهية حقوق الكرد وكيفية تضمينها دستورياً، بحيث أنهم أكدوا ضرورة تحقيق نظام اتحادي برلماني تعدّدي ديمقراطي"، موضحاً أن "الأمر الأساسي بالنسبة إلى المجتمع السوري وجغرافيّته والواقع المعاش تؤكد ضرورة الحفاظ على خصوصية كلّ منطقة إدارياً وسياسياً وثقافياً، عبر وجود مجالس محلّية تشريعية في إطار الإقليم وهيئات تنفيذية لإدارة شأن الإقليم وقوات أمنية داخلية تابعة لها".


في السياق، توقع رئيس "المجلس الوطني الكردي" سليمان أوسو، إعلان وثيقة الرؤية السياسية الكردية المشتركة في مؤتمر بحلول نهاية الشهر الحالي، لافتاً إلى أن التطوّرات في سوريا منذ إطاحة الأسد دفعت العديد من السوريين "للاقتناع بأن النظام الفدرالي هو الحلّ الأمثل لمستقبل سوريا". تجدر الإشارة إلى أن "المجلس الوطني الكردي" هو جماعة كردية سورية تأسّست بدعم من "الحزب الديمقراطي الكردستاني" العراقي الذي يتمتع بعلاقات جيّدة مع تركيا.


وبينما عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين التوسّط بين أنقرة وتل أبيب في شأن سوريا، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس حصول محادثات إسرائيلية - تركية في أذربيجان بين وفد إسرائيلي سياسي أمني بقيادة مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، وبمشاركة ممثلين كبار من وزارة الدفاع وأجهزة الأمن، وبين وفد تركي مواز. وأوضح أن "كلّ طرف عرض مصالحه في المنطقة في المحادثات، وجرى الاتفاق على مواصلة الحوار للحفاظ على الاستقرار الأمني".


وكشف مصدر سياسي إسرائيلي لـ "رويترز" أن تل أبيب "أوضحت بشكل لا لُبس فيه أن أيّ تغيير في نشر القوات الأجنبية في سوريا، ولا سيّما إنشاء قواعد تركية في منطقة تدمر، هو خط أحمر وسيعتبر خرقاً للقواعد".


وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد كشف الأربعاء أن تركيا تُجري محادثات فنية مع إسرائيل لخفض التوتر في سوريا عند الحاجة، مؤكداً أنه "لا ننوي الدخول في صراع مع أي دولة في سوريا، وليس فقط إسرائيل". وأوضح أنه "بينما نقوم بعمليات معيّنة في سوريا، يتعيّن أن تكون هناك آلية تفادي صدام مع إسرائيل التي تحلّق طائراتها في المنطقة، تماماً كما نفعل مع الأميركيين والروس".