في أوّل ظهور علني لمسؤول حكومي سوري رفيع المستوى في الولايات المتحدة منذ سقوط نظام بشار الأسد البائِد، ألقى وزير الخارجية أسعد الشيباني كلمة خلال جلسة إحاطة في مجلس الأمن الدولي في نيويورك أمس، حيث تحدّث عن أن "الطائرات في سوريا أصبحت تلقي الزهور بدلاً من البراميل المتفجّرة، وتصدينا بشكل حاسم لترويج المخدّرات التي كانت تهدّد منطقتنا"، مشيراً إلى أن "سوريا متنوّعة، لكنها ليست مقسّمة إلى طوائف وأقليات، وبعض اليهود السوريين عادوا إلى بلدهم للمرّة الأولى بعد سقوط النظام وتفقدوا معابدهم". وذكر أنه "ننسق مع المجتمع الدولي لمواجهة التهديدات الإرهابية ونتعاون بفعالية من أجل حلّ ملف الأسلحة الكيماوية"، موضحاً أنه "وحّدنا الفصائل العسكرية وأنهينا حقبة الفصائلية، وقريباً سنعلن عن هيئة للعدالة الانتقالية وهيئة للمفقودين".
ورأى الشيباني أن "العقوبات تثقل كاهل بلدنا، واستمرارها يمنع رؤوس الأموال من الدخول، ولا بدّ من رفعها لإنعاش الاقتصاد وتحقيق الاستقرار"، معتبراً أن "الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي، وندعو المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقفها". وقبيل حضوره الجلسة، رفع الشيباني علم سوريا الجديد بمقرّ الأمم المتحدة في نيويورك.
في المقابل، كرّرت واشنطن مطالبها على مسامع الشيباني، إذ شدّدت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن دوروثي شيا على أن السلطات الجديدة في سوريا مسؤولة عن مكافحة الإرهاب، وعدم الاعتداء على دول الجوار، وإبعاد المقاتلين الأجانب، مؤكدة أنه "يتعيّن على الحكومة السورية الجديدة منع إيران ووكلائها من استغلال أراضي سوريا". واعتبرت أنه يجب على السلطات السورية أن تسمح لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بالوصول إلى مواقع تخزين تلك الأسلحة.
إلى ذلك، كشف النائب الأميركي مارلين شتوتسمان لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية رغبة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن ذلك مرهون بشروط أبرزها ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها، في وقت زار فيه وفد يضم المئات من رجال الدين الدروز من السويداء وقرى جبل الشيخ وريف دمشق، مقام النبي شعيب في إسرائيل. وخلافاً للزيارة الأولى التي حصلت منتصف آذار الماضي واختتمت في اليوم ذاته، فإن إسرائيل ستسمح لرجال الدين الدروز بالمبيت لليلة واحدة.
في الغضون، وصل وفد عراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري إلى دمشق للقاء الشرع ومسؤولين حكوميين، من أجل بحث التعاون في مجالات عدة، بينها التجارة ومكافحة الإرهاب، في الزيارة الثانية لوفد عراقي إلى دمشق تُعلنها بغداد منذ إطاحة الأسد. وأوضحت بغداد أنه سيجري دراسة إمكانية إعادة تشغيل أنبوب النفط العراقي الذي ينقل الخام عبر سوريا إلى موانئ البحر المتوسط وتعزيز الترتيبات المتعلّقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك.