أكّد دعم الأمم المتحدة الكامل لحقّ التظاهر السلمي

كوبيش بذكرى الثورة: لحكومة تطبّق الإصلاحات

01 : 50

كوبيش: لاستقلالية القضاء

لمناسبة الذكرى السنوية الأولى على انطلاق التظاهرات الشعبية، أصدر المنسّق الخاص للأمم المتّحدة في لبنان يان كوبيش بياناً ذكّر فيه أنه "منذ عام من الآن، انطلقت سلسلة من التظاهرات الشعبية الحاشدة التي جمعت في ذروتها مئات الآلاف، لا بل ملايين من اللبنانيين في جميع أنحاء البلاد وبشكل عابر للإنقسامات والإنتماءات الطائفية والسياسية، وحيث كان الشباب والنساء في صلب التحركات، تعبيراً عن خيبة أمل عميقة في النخب السياسية الحاكمة والنظام السياسي والإداري الطائفي الذي رسّخ الفساد والمحسوبية، رفعوا اصواتهم ضدّ ممارسات الماضي الفاسدة وطلباً للاصلاحات الهيكلية الجذرية. لقد طالبوا بالعدالة والشفافية والمساءلة والمساواة في الحقوق والحماية والفرص للجميع، داعين إلى حوكمة سليمة وفعالة وإلى ديموقراطية فاعلة ودولة مدنية علمانية. لقد كسروا العديد من المحرّمات والمقولات حول ما يحتاجون إليه ويريدونه - وما يرفضونه. في هذه الإنتفاضة الوطنية الحقيقية، وقف اللبنانيون بشجاعة وعزم دفاعاً عن تطلعاتهم وحقوقهم المشروعة، مُطالبين بحياة كريمة لهم ولأسرهم وبمستقبل أكثر إشراقاً لبلدهم. في أعقاب هذه الصحوة الوطنية، لا يزال التزام الناس وتوقهم للإصلاحات والتغييرات البنيوية ثابتاً، بالرغم من انحسار الزخم. لقد زرعوا بذور التغييرات المنهجية. وبعد مرور عام، كفاحهم يستمر".

وإذ حيا كوبيش الشعب اللبناني واستذكر الشهداء والجرحى في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية، رأى أن "مظلومية واحتياجات اللبنانيين المشروعة ذهبت أدراج الرياح خلال عام مروع تخللته أزمة اجتماعية واقتصادية متفاقمة ووباء قاتل وانفجار صادم وتدهور حادّ للعملة والتضخم ومنع استحصال المودعين على أموالهم في المصارف اللبنانية، بالإضافة إلى انهيار الاقتصاد والأعمال في ظل شلل سياسي وحكومي واستقالة حكومتين. كلّ هذه العوامل عمّقت انعدام ثقة اللبنانيين بقادتهم وبلدهم، وأدّت إلى انتشار الذعر والإحباط وفقدان المنظور الممزوج بالغضب، مما يفتح الباب أمام التطرف".

وشدّد كوبيش على أنّ "الإصلاحات التي يحتاجها لبنان معروفة"، وقال:"لقد التزمت النخب السياسية الحاكمة مراراً وتكراراً بتنفيذها من دون الوفاء بتعهداتها، الأمر الذي يرسخ الوضع الراهن والشلل. من بين الاحتياجات الملحة تبرز الحماية الاجتماعية للأعداد المتزايدة من الأشخاص الأكثر فقراً واحتياجاً في لبنان، بمن فيهم النساء والشباب، المتضرّرون بشكل غير متكافئ من هذه الأزمات المدمّرة".

وأكد كوبيش أنّ "حماية وتطوير الديموقراطية اللبنانية تتطلّب أن تكون استقلالية القضاء أكثر من مجرد هدف معلن بشكل متكرر" وأنه "لا يمكن للبلد أن يبدأ في معالجة التحدّيات المصيرية التي يواجهها لبنان من دون وجود حكومة فعالة وفاعلة وداعمة للاصلاح، حكومة ذات قدرة وإرادة وصلاحيات لتطبيق الإصلاحات الأساسية المطلوبة بشكل عاجل بناء على خطة عمل واضحة تضمن التنفيذ، وللعمل بشفافية تامة كونها خاضعة للمساءلة أمام الشعب. كما أنّ أصدقاء لبنان الدوليين هم أيضاً بحاجة ماسة إلى مثل هذا الشريك الملتزم والموثوق وذي المصداقية".

واستذكر كوبيش، في هذا اليوم "حريات التعبير والتجمّع السلمي المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي شارك لبنان في صوغه"، وشدّد "على دعم الأمم المتحدة الكامل لحقّ التظاهر السلمي".


MISS 3