في طرابلس، المدينة الغنية بتاريخها وثقافتها، غاب المسرح منذ سنوات طويلة. كانت "سينما أمبير"، و"سينما الأهرام"، و"مسرح الإنجة" من أوائل المسارح التي استقبلت جمهور المدينة، حيث شهدت طرابلس حفلات كبيرة أبرزها للسيدة أم كلثوم، كما قدّم الفنان روميو لحود عروضًا مسرحية مميزة. مع مرور الوقت، تراجعت هذه المساحات، وبقيت طرابلس بحاجة إلى من يعيد إشعال الضوء فوق خشباتها.
اليوم، عدّة سيدات من الشمال يقدن مبادرة "The Curtain"، التي انطلقت منذ خمسة أشهر فقط، بهدف إعادة الحياة المسرحية إلى المدينة. المشروع تأسس بعيدًا عن أي دعم مادي أو رعاية رسمية، يقوم على الجهد الشخصي والرغبة الصادقة في إحياء ثقافة المسرح في طرابلس. بالنسبة للفريق، هذه المبادرة ليست مشروع ربح، بل رسالة ثقافية وفنية تهدف إلى خلق مساحة حرّة للتعبير والفن في قلب الشمال.
من الناحية البصرية، اهتمت المصممة الغرافيكية سارة السعيدي بابتكار هوية خاصة للمشروع، مستخدمة اللون الأخضر الداكن مع لمسة ذهبية، انسجامًا مع المقولة التي استوحت منها الإلهام: "Old is Gold". التصميم جمع بين طابع الفينتج الأنيق والخطوط العصرية الحديثة، ليعكس روح طرابلس: مدينة تجمع بين التاريخ والحداثة في آنٍ واحد.
فريق "The Curtain" يعمل بروح تطوعية، وأسعار التذاكر مدروسة هدفها تغطية و لضمان استمرارية العروض. الرؤية أبعد من عرض مسرحي؛ هي دعوة للناس لإعادة اكتشاف طرابلس كمدينة للثقافة والفن. كما يطمح الفريق إلى استقطاب فنانين من مختلف المجال لبنانيين مستقبلاً، وإعادة جذب الجمهور المحلي والوطني إلى المسارح الشمال.
تقول لونا محسن، المتخصصة في التسويق، لنداء الوطن: "نحاول خلق محتوى فني يجذب جميع الأجيال، بعيدًا عن ضجيج المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي. المسرح تجربة مختلفة، قد تحمل ضحكة، دمعة، أو حتى قصة تشبه حياة كل واحدٍ منا". وختم فريق "The Curtain" بالقول: "طرابلس ماسة، علينا أن نلمّعها حتى تبرق من جديد".
إذا كان لطرابلس ان تروي قصة واحدة على مسرح The Curtain فماذا تختارون؟