مايز عبيد

"عروس الثورة" ستجدّد "رداءها" عبر "مجلس ثوري"

17 تشرين الأول 2020

01 : 56

"قبضة الثورة" في ساحة عبد الحميد كرامي (مايز عبيد)

ماذا تبقّى من "ثورة 17 تشرين" في سنويتها الأولى؟ سؤالٌ يطرحه الكثيرون من أبناء طرابلس والشمال، خصوصاً وأن المدينة التي سمّيت بـ"عروس الثورة"، وظلت على مدى أشهر متتالية، شعلة لا تهدأ وتنبض بالأنشطة الثورية والمسيرات، هي اليوم تئن بجراحها وتحتضن آلامها لوحدها.

ساحة عبد الحميد كرامي أو ساحة النور شكّلت أيقونة الثورة الشمالية، وكانت رمزاً ومعلماً وملاذاً لكل مواطن طرابلسي باحث عن الحرية والتحرر من طبقة سياسية غاشمة، أكلت حقوقه وحقوق أبنائه وأوصلت البلد إلى الإنهيار. في السنوية الأولى "للثورة" لم يبق في ساحة النور من كل المظاهر الثورية والفعاليات التي كانت موجودة، إلا حائط مبنى الغندور الضخم الذي رُسمت عليه صورة عملاقة للعلم اللبناني ورسومات ثورية أخرى. ثائر وحيد يدعى فادي ابراهيم قرر أن يبقى وسط الطريق لأنه لا يريد "للثورة" أن تنتهي كما يقول. فهو يرى أن إزالة مظاهر "الثورة" من ساحة النور وإعادة فتح الطريق هو إعلان نهاية الانتفاضة... غير تلك الخيمة، كل المظاهر أزيلت وأُعيد فتح الطريق وكأن "الثورة" لم تكن.

من بداية "الثورة" التي انطلقت في 17 تشرين 2019 كردّ فعل عفوي لناشطين وناشطات على قرار الحكومة بزيادة مبلغ 6 دولارات شهرياً على مكالمات "الواتساب"، تغيّرت الأمور رأساً على عقب. فسعر صرف الدولار زاد أضعافاً وأسعار المواد الغذائية كذلك والأزمات تلاحق اللبنانيين من كل حدب وصوب، وباتت أوضاعهم المعيشية أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل سنة، أفلا يستحق ذلك كله أن تندلع "نيو ثورة" جديدة هذه المرة، أقوى وأشد وأشرس من السابق؟ وهل فعلاً خلعت طرابلس رداء الثورة عنها؟ يقول محمد ديب رئيس جمعية بيت الآداب والعلوم في طرابلس التي نشطت على خط الحراك والتي تتحضّر اليوم لإقامة جدارية بشرية في ساحة النور، لـ"نداء الوطن": "في نظرنا، إن الثورة هي الحل للتغيير الجذري في لبنان لأن هذه السلطة غير قابلة لأي إنتاج أو تحسين. ولقد حققت الثورة إنجازات كثيرة لا سيما تغيير حكومتين، وصار الخارج ينظر إلى المسؤولين في لبنان بأنهم فاسدون".

أضاف: "لا شك أن السياسيين حاولوا إفشال الثورة بكل قواهم، لأنها عرّتهم بالكامل. فلا تنمية ولا خدمات للشعب، بل تجميع ثروات على حساب مصلحة الناس وجوعهم". ويرى ديب أن وتيرة الحراك خفّت "بسبب كورونا بشكل أساسي والغلاء الكبير الحاصل الذي جعل أولويات الناس الفقيرة في لقمة العيش". وعن الجدارية التي ستقام اليوم في ساحة النور قال: "هي جدارية بشرية على شكل علم لبنان، أهدافها مطلبية وتؤكد أننا نواصل نشاطاتنا الثورية، وستجمع طلاباً وطالبات للتأكيد على أن الثورة باقية في النفوس، وأتوقع أن الثورة ستعود بشكل أقوى لأن الأزمة أصبحت أكبر بكثير منذ سنة إلى الآن".

من جهته يرى أبو محمود شوك رئيس حراس المدينة الناشط في "الثورة الطرابلسية" أن "الانتفاضة بدأت الآن. في 17 تشرين 2019 كان حراكنا عفوياً، والآن سيغربل التنظيم المجموعات، ليزيح الطفيليات وتبقى المجموعات الثورية الحقيقية". أضاف: "نتجه بعد السنوية الأولى إلى تأسيس ما يشبه المجلس الثوري الذي سيضم المجموعات التي تؤمن بأهداف ومبادئ محددة وترفض السلطة وفسادها".

واعتبر شوك أن "الدولة العقيمة ألهت المواطن بلقمة عيشه، الناس تحاول اليوم بشق الأنفس تأمين لقمة عيش لأولادها، والأوضاع في طرابلس أصبحت صعبة جداً بلا شك، ولكننا ورغم هذا كله نسعى إلى التنظيم وطرابلس ستكون في صلب التنظيم ونتمنى على الجميع المواكبة على الأرض والفعالية، لأن السلطة أثبتت فشلها ونرفض أي مبادرات منها ما خلا رحيلها".


MISS 3