كونشيرتو تحت شعار السلام مع وميض مذهل من السماء

عمر حرفوش يعود إلى أقدم مدينة فرنسية

في يوم الخميس، 8 أيار، بيعت كلّ تذاكر المسرح البلدي في بيزييه، أقدم مدينة في فرنسا، لحضور حدث استثنائي: عودة عمر حرفوش إلى المدينة التي قدم فيها «كونشيرتو السلام» لأول مرة قبل عام من ذلك. أمسية مليئة بالعاطفة ووميض من السماء لا يصدق.


بينما كان عمر حرفوش يؤدي مقطوعة «تكريم البابا فرانسيس»، وهي إحدى الحركات الرئيسية في عمله، والتي ألفها خصيصاً للبابا فرنسيس الراحل الذي التقى به قبل بضعة أشهر بعد حفله الموسيقي في الفاتيكان، والذي عيّنه «حاج السلام»، حصل في الوقت ذاته في روما حدث هام: تصاعد دخان أبيض من كنيسة سيستين، معلناً انتخاب بابا جديد، لاوون الرابع عشر. بالنسبة إلى الجمهور، بدت هذه العلامة السماوية وكأنها تستجيب للنبض الموسيقي والروحي لفنان مقتنع بشدة بقوة الموسيقى المهدئة.



العودة إلى الأصول من أجل عمل عالمي

بمرافقة أوركسترا بيزييه المتوسط، وتحت إشراف القائد ماثيو بونين، الشريك الفني المخلص، قدم عمر حرفوش عرضاً مكثفاً وعاطفياً. لقد ولد كونشيرتو السلام في هذه القاعة قبل عام واحد فقط، ثم سافر منذ ذلك الحين حول العالم: باريس (مسرح الشانزليزيه، معهد العالم العربي)، وروما (البرلمان الإيطالي، الفاتيكان)، وأوبرا دبي، والولايات المتحدة في مار إيه لاغو، بضيافة دونالد ترامب.


ولكن في بيزييه، المدينة الرمزية في مسيرة عمر حرفوش، أقيمت هذه الدورة التذكارية. لقاء فني وحميم في الوقت نفسه، يشبه العودة إلى الجذور.



أمسية روحية وملتزمة

ومن بين الشخصيات التي حضّرت للاحتفال بهذه الأمسية الاستثنائية: المونسنيور جان لوي بروجيس، الأسقف الفخري لأنجيه وأمين مكتبة الفاتيكان السابق، الذي أعطى حضوره بعداً روحياً نادراً للحدث.


وكان العديد من الشخصيات من عالم الثقافة والإعلام حاضرين أيضاً لدعم هذه الرسالة للسلام والعالمية: أنتوني ديلون - الابن الأكبر لألان دولون، أدريانا كاريمبو، مارك لافوان، إيلي سيمون، آن رومانوف، سيندي فابر، من دون أن ننسى بانجامين كاستالدي، عريف الحفل.



الموسيقى كبيان

بعد مرور عام على إنشائه، يواصل كونشيرتو السلام كسر الحدود، وجمع الثقافات، وإثارة الضمائر. انطلاقاً من رؤية عمر حرفوش، يصبح كل أداء بمثابة دعوة للوحدة، وكل نغمة بمثابة إعلان. في بيزييه، يوم الخميس الثامن من أيار، تردد صدى رسالة السلام الجديدة من عازف البيانو والملحن بقوة وتناغم خاصين، مرددين عبارة للبابا فرانسيس، الذي قال: «السلام ليس غياب الحرب فحسب، بل هو حالة عامة يكون فيها الإنسان في وئام مع نفسه، وفي وئام مع الطبيعة، وفي وئام مع الآخرين. هذا هو السلام». كلمات قد تلخص المشاعر التي شعرنا بها خلال «حفل السلام» هذا، والذي يبدو أن السماء استجابت له، مثل الرمز النهائي...