الهند وباكستان على شفير نزاع كبير

إجراءات أمنية مشدّدة في الشطر الهندي من كشمير أمس (رويترز)

تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بشن هجمات عسكرية جديدة أمس باستخدام طائرات مسيّرة ومدفعية لليوم الثالث توالياً، في أعنف موجة قتال بين الجارتين منذ حوالى ثلاثة عقود والتي أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصاً، وذلك بعدما قصفت الهند مواقع متعدّدة في باكستان الأربعاء الفائت ردّاً على هجوم إرهابي أدمى الشطر الهندي من منطقة كشمير المتنازع عليها الشهر الماضي. وأدّت الهجمات المتبادلة بين الدولتين النوويتين هذا الأسبوع إلى فرار قرويين من المناطق الحدودية في كلا البلدين، وانقطاع الكهرباء في عدة مدن شهدت أيضاً تحذيرات من غارات جوية، وتهافت السكان على شراء السلع الأساسية.


في السياق، كشف الجيش الهندي أن القوات الباكستانية شنت "هجمات متعدّدة" باستخدام طائرات مسيّرة وذخائر أخرى على طول الحدود الغربية للهند الخميس وأمس، مشيراً إلى أن القوات الباكستانية لجأت إلى "انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار" على طول الحدود الفعلية بين البلدين في كشمير. وأوضح أنه "تصدّينا لهجمات مسيّرات وقمنا بالردّ بشكل مناسب على انتهاكات وقف إطلاق النار". كما ذكر أن باكستان استخدمت طائرات مسيّرة تركية في هجماتها، لافتاً إلى تحييد 400 مسيّرة باكستانية خلال يومين. وتحدّثت الخارجية الهندية عن استخدام باكستان الطائرات المدنية كدروع.


وأفادت قوات أمن الحدود الهندية بأنها أحبطت "محاولة تسلّل كبرى" في منطقة سامبا في كشمير الخميس. ودوّت صفارات الإنذار لأكثر من ساعتين أمس في مدينة أمريتسار الحدودية الهندية التي تضمّ المعبد الذهبي الذي يقدّسه السيخ. وطلبت السلطات من السكان البقاء في منازلهم. واتخذت مناطق حدودية أخرى، مثل منطقة بهوج في ولاية غوجارات، تدابير احترازية أيضاً. وأصدرت المديرية العامة للشحن في الهند تعليمات لكلّ الموانئ والمرافئ والسفن بتعزيز الأمن وسط "تزايد المخاوف من تهديدات محتملة".


في المقابل، حسم الجيش الباكستاني أنه "لن نتجه إلى نزع فتيل التصعيد"، متحدّثاً عن إسقاطه 77 مسيّرة منذ ليل الأربعاء - الخميس. واعتبر وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار أن بيان الجيش الهندي "لا أساس له من الصحة ومضلّل"، فيما رأت الخارجية الباكستانية أن "السلوك غير المسؤول لنيودلهي وضع دولتين نوويتين على شفير نزاع كبير"، معتبرة أن "الهستيريا الحربية الهندية ينبغي أن تكون مصدر قلق كبير للعالم".


وتتسابق الجهود الدبلوماسية مع التصعيد العسكري، إذ حلّ وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير ضيفاً في باكستان أمس، بعدما زار الهند الخميس واجتمع مع وزير الخارجية سوبرامانيام جايشانكار، الذي أكد أنه نقل إليه "وجهة نظر الهند في شأن مكافحة الإرهاب بحزم"، في وقت ذكر فيه البيت الأبيض أن وزير الخارجية ماركو روبيو على اتصال دائم بقادة الهند وباكستان، مؤكداً رغبة الرئيس دونالد ترامب في تهدئة الصراع.