"الغرب الليبي" أمام امتحان صعب

خلال تظاهرة تطالب بإسقاط حكومة الدبيبة في طرابلس يوم الجمعة الفائت (رويترز)

أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، الذي يواجه إحدى أخطر الأزمات السياسية التي تعصف بغرب ليبيا مع استقالة وزراء من حكومته، استجابة لمطالب المتظاهرين الذين يدعون إلى اسقاط الدبيبة، أن مشروع "ليبيا خالية من الميليشيات والفساد مستمرّ"، وذلك مع صمود وقف إطلاق النار الذي أعلنته حكومته الأربعاء الفائت في أعقاب أعنف اشتباكات منذ سنوات في طرابلس، إثر أمر الدبيبة الثلثاء الفائت بتفكيك الجماعات المسلّحة، وبعد مقتل قائد جهاز "دعم الاستقرار" عبد الغني الككلي، المعروف باسم "غنيوة" الإثنين الفائت، والهزيمة المفاجئة التي لحقت بالجهاز على يد الفصائل المتحالفة مع الدبيبة.



ونشر المكتب الإعلامي لرئيس وزراء حكومة الوحدة مقطعاً مصوراً للدبيبة وهو يوجه التحية لقوات الأمن التي تحمي مبنى رئاسة الوزراء، موضحاً أن الدبيبة استقبل وفوداً من الوجهاء لمناقشة أوضاع طرابلس وما أطلق عليها "العملية الأمنية الناجحة" في أبو سليم، حيث يقع مقر "دعم الاستقرار".



توازياً، أكد المجلس الرئاسي الليبي أنه بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، أطلق آلية لتثبيت الهدنة وتعزيز الاستقرار في طرابلس، موضحاً أن الاجتماع الذي عقد بين "الرئاسي" وقيادات عسكرية بحضور المبعوثة الأممية هانا تيتيه، تناول التطورات الأخيرة التي شهدتها طرابلس، وسُبل التعامل مع تداعياتها من خلال "إطلاق آلية لتثبيت الهدنة، ودعم ترتيبات أمنية تفضي لتهدئة دائمة وتعزز الاستقرار"، فيما شدّدت تيتيه على "دعم البعثة الكامل لخطوات المجلس في هذا الاتجاه"، مؤكدة أن المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، يُساند هذه الجهود، ويعدها أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، ولا سيّما في ظل التطورات التي شهدتها العاصمة أخيراً.



وتشارك قوة "شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب"، برئاسة مختار الجحاوي، ضمن القوات التي دخلت بوصفها قوة فض نزاع وسط طرابلس، بالإضافة إلى 6 كتائب وألوية مسلّحة أخرى. وأكدت القوة أنها نشرت أفرادها وآلياتها وسط العاصمة وفي نقاط التماس، و"قابل ذلك استجابة الأطراف المتنازعة التي سحبت بدورها آلياتها من أماكن الاشتباك". لكن الخبراء يؤكدون أن الوضع لا يزال هشاً للغاية، موضحين أن ليبيا عموماً و"الغرب الليبي" على وجه التحديد، أمام امتحان سياسي وأمني صعب.



دبلوماسياً، التقى كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة أمس، وجرى التباحث حول الأوضاع في ليبيا وكيفية استعادة الاستقرار في الأراضي الليبية، بحسب بيان للرئاسة المصرية.