في ظلّ الخلاف الحاد في المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران حول مسألة تخصيب إيران اليورانيوم، أوضح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال كلمة له في مناسبة الذكرى الأولى لمقتل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، أن "المفاوضات غير المباشرة مع أميركا كانت قائمة أيضاً في زمن رئيسي، تماماً كما هي الآن، وبلا نتيجة طبعاً، لذا لا نظن أنها ستُفضي إلى نتيجة الآن أيضاً، لا ندري ما الذي سيحدث"، معتبراً أنه "على الأميركيين الذين يشاركون في هذه المفاوضات غير المباشرة أن يحاولوا ألّا يتفوهوا بالهراء، إذ قولهم إنهم لا يسمحون لإيران بالتخصيب هو تمادٍ وقح". وجزم بأن "إيران لا تنتظر الإذن من أحد لتخصيب اليورانيوم".
توازياً، تحدّث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن أنه "نشهد مواقف غير معقولة وغير منطقية تماماً من الجانب الأميركي، وهم يعلنونها بشكل صريح"، حاسماً أن "قضية التخصيب ليست مطروحة للتفاوض أصلاً". وفي إشارة إلى تصريحات خامنئي، أكد أن "القيادة اليوم (أمس) حدّدت الموقف بشكل واضح تماماً". وردّ مازحاً على سؤال حول المفاوضات مع أميركا قائلاً إنه "حالياً نمسك بخناق بعضنا البعض". وكشف أن تاريخاً قد جرى اقتراحه لاستئناف المفاوضات، لكن طهران رفضته، في وقت تسعى فيه سلطنة عُمان إلى تنظيم جولة خامسة من المحادثات النووية بين أميركا وإيران.
في المقابل، أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن أمله في استمرار المحادثات النووية، محذراً من أن البديل سيكون "أسوأ بكثير". وجزم بأن هدف واشنطن هو التوصّل إلى اتفاق مع طهران يقودها إلى "مسار السلام والازدهار، مع اقتصاد نام وبرنامج مدني للطاقة النووية، لكن من دون تخصيب"، معتبراً أن "تحقيق هذا الهدف لن يكون سهلاً".
في السياق، أجرى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني محادثات مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافييل غروسي حول المفاوضات النووية، مبدياً استعداد بلاده لاستضافة الجولة المقبلة من المفاوضات، بينما كان مسؤول إيراني قد أفاد لوكالة "روتيرز" الإثنين باحتمال عقد جولة المحادثات الخامسة في روما مطلع الأسبوع المقبل.
من جهة أخرى، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إيران جندت إسرائيليَّين "لإيذائه"، فيما أوضحت الشرطة الإسرائيلية أنها تمكّنت بالتعاون مع "الشاباك" من اعتقال الإسرائيليَّين روي مزراحي وألموغ أتياس، اللذين كانا يجمعان معلومات عن كاتس ويركّبان كاميرات في الطريق المؤدي إلى منزله في كفار أحيم وفي مناطق مختلفة من حيفا.