بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الرياض رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، أعلنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد أنه "اتخذنا قراراً برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا"، موضحة أنه "نريد أن نساعد الشعب السوري في إعادة بناء سوريا جديدة، شاملة وسلمية". وأكدت أن الاتحاد "وقف دائماً إلى جانب السوريين وسنواصل القيام بذلك". ولاحقاً، رأت في حديث مع قناة "العربية" أن "رفع العقوبات سيساعد السوريين على الابتعاد عن التطرّف"، كاشفة أن "رفع العقوبات جاء بعد التشاور مع دول في المنطقة"، فيما اعتبر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن قرار الاتحاد "إنجاز تاريخي"، معرباً عن شكره "لدول الاتحاد الأوروبي، ولكلّ من ساهم في هذا الانتصار، الذي سيعزز الأمن والاستقرار والازدهار في سوريا".
في الأثناء، حذّر وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأميركي ماركو روبيو خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، من أن سوريا "ربّما تكون على بُعد أسابيع، وليس أشهر، من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد كارثية، تؤدّي فعلياً إلى تقسيم البلاد"، مطالباً الكونغرس بدعم الفرص الاقتصادية في سوريا. واعتبر أن رفع العقوبات عن دمشق سيسمح بتوحيد القوات العسكرية في البلاد. وأوضح أن وزارة الخارجية ستسمح لموظفيها في تركيا، بمن فيهم السفير، بالعمل مع المسؤولين في سوريا لتحديد نوع المساعدة التي يحتاجونها، لافتاً إلى أن مساعدة سوريا سيكون لها أثر إيجابي في لبنان والمنطقة.
توازياً، عقد الشيباني ونظيره الأردني أيمن الصفدي مؤتمراً صحافياً في دمشق، كشف خلاله الشيباني توقيع اتفاق لإحداث مجلس تنسيقي أعلى مع الأردن، موضحاً أن "لدينا حدوداً مشتركة مع الأردن وتركيا ولبنان ونريد الحفاظ على أمنها ومواجهة ما يهددها، فأمننا مرتبط بأمن دول الجوار". وأكد العمل على عودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم، بينما كشف الصفدي أنه اتفقنا على خريطة طريق لتفعيل التعاون في مجالات الطاقة والنقل والمياه والصحة، معتبراً أن "ما يهدّد أمن سوريا واستقرارها يهدد أمن الأردن واستقراره، ونسعى إلى تعزيز التعاون في مواجهة التحديات المشتركة".
في الغضون، أفاد مصدر أمني تركي لوكالة "رويترز" بأن رئيس جهاز المخابرات التركية إبراهيم كالين والرئيس السوري أحمد الشرع ناقشا خلال محادثات في سوريا تسليم "وحدات حماية الشعب" الكردية سلاحها واندماجها في أجهزة الأمن السورية، في وقت استقبل فيه وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وفداً من وزارة الدفاع التركية، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق في عدد من القضايا، بما يخدم المصالح المتبادلة ويسهم في دعم جهود الأمن والاستقرار في المنطقة، حسب وكالة "سانا".
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق موسكو العميق إزاء ما وصفه بـ "تطهير عرقي حقيقي وعمليات قتل جماعي للناس على أساس جنسيتهم ودينهم" من قبل "جماعات متشدّدة" في سوريا، في حين سادت محيط قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية حال من التوتر الأمني عقب هجوم شنته مجموعة مسلّحة يُرجح أنها رديفة لوزارتي الدفاع والداخلية على القاعدة، حسب "المرصد السوري".
تزامناً، عُثر أمس على ملصق يحمل خطاباً ترهيبياً وإقصائياً على حائط كنيسة المطرانية المارونية في مدينة طرطوس، إذ تضمّن "دعوة" إلى المسيحيين لاعتناق الإسلام أو دفع الجزية، مع عبارات تُبدي رفضاً صريحاً للأديان الأخرى وتؤكد بطلانها، إلى جانب توقيع غير واضح تحت عبارة "بني أمية مرّوا من هنا"، وفق "المرصد السوري".
وبعدما أعلنت إسرائيل الأحد استعادة مجموعة من الوثائق والصور والمتعلّقات الشخصية المرتبطة بالجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، كشفت ثلاثة مصادر لـ "رويترز" أن القيادة السورية وافقت على تسليم هذه الوثائق والمتعلّقات لإسرائيل، في محاولة لتخفيف حدة التوتر وكبادرة دبلوماسية لإظهار حسن النوايا تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبناء الثقة معه.