رغم الخلافات العميقة حول إمكانية تخصيب طهران لليورانيوم واستمرار واشنطن بفرض عقوبات على إيران، تعقد الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في روما غداً الجمعة، وفق ما كشف وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي أمس، الأمر الذي أكدته طهران، فيما كان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد اعتبر في وقت سابق أن "التصريحات الأميركية... لا تساهم في دفع المحادثات قدماً، فموقفنا واضح تماماً: التخصيب سيستمرّ مع أو من دون اتفاق"، وذلك بعد يوم من تشكيك المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في جدوى المفاوضات النووية مع أميركا بسبب إصرار الأخيرة على تخلّي طهران عن تخصيب اليورانيوم بشكل كامل.
وفي مقابلة خاصة مع موقع "الشرق"، أكد عراقجي وجود "خلافات جوهرية" مع الأميركيين في شأن تخصيب اليورانيوم، جازماً بأن التخصيب بالنسبة إلى إيران "قضية أساسية والتنازل عنه مستحيل". وأوضح أن العلاقات مع السعودية في تقدّم، وأن التشاور السياسي بينهما منتظم، مشيراً إلى أن طهران تتجه لعودة العلاقات الدبلوماسية مع مصر والبحرين.
وبعد ساعات من تصريحات خامنئي السلبية حول المفاوضات النووية، كشفت شبكة "سي أن أن" أن معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها واشنطن تفيد بأن إسرائيل تستعدّ لضرب منشآت نووية إيرانية، موضحة أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون اتخذوا قراراً نهائياً في هذا الصدد، لكنها أشارت إلى أن احتمال توجيه إسرائيل الضربة "ارتفع بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية"، مؤكدة أن فرصة الضربة ستكون أكثر ترجيحاً إذا توصّلت أميركا إلى اتفاق مع إيران لا يقضي بالتخلّص من كلّ اليورانيوم الإيراني. وذكرت أن المعلومات الاستخباراتية استندت إلى اتصالات علنية وأحاديث خاصة لمسؤولين إسرائيليين كبار، بالإضافة إلى اتصالات إسرائيلية جرى اعتراضها، ورصد لتحرّكات عسكرية إسرائيلية توحي بضربة وشيكة، مثل نقل ذخائر جوّية واستكمال مناورة جوية.
توازياً، كشفت ثلاثة مصادر إيرانية لوكالة "رويترز" أن النظام الإيراني يفتقر إلى خطة بديلة واضحة لتطبيقها في حال انهيار المفاوضات مع أميركا، مشيرة إلى أن إيران قد تلجأ إلى الصين وروسيا "كخطّة بديلة" في حال استمرار التعثر، لكن في ظلّ الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وانشغال موسكو بحربها مع كييف، تبدو خطة طهران البديلة هشة. ورأت المصادر أنه مع إحياء واشنطن السريع لحملة "الضغوط القصوى" على طهران، فإن النظام الإيراني "ليس لديه خيار أفضل" من اتفاق جديد لتجنب الفوضى الاقتصادية في الداخل التي قد تهدّد استمراريته.
في الغضون، أبدى نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي ألكسندر فينيديكتوف استعداد بلاده لتقديم المساعدة في المفاوضات النووية، في حين صادق البرلمان الإيراني على اتفاقية شراكة استراتيجية مدتها 20 عاماً بين موسكو وطهران. ورغم خلو الاتفاق من بند يتعلّق بالدفاع المشترك، فهو ينصّ على أن البلدين سيعملان معاً في مواجهة التهديدات العسكرية وتعزيز التعاون في المجالات العسكرية والتقنية وإجراء مناورات مشتركة. ويشمل الاتفاق أيضاً عدة بنود تهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية.