بعد مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن أمس، وإثر تأكيد إسرائيل عودة وفدها المفاوض من الدوحة، معتبرة أن مفاوضات وقف النار في غزة وصلت إلى "طريق مسدود"، ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفياً الحرب في القطاع، حيث أعرب ترامب عن دعمه للأهداف التي حدّدها نتنياهو، والتي تشمل الإفراج عن جميع الرهائن، والقضاء على "حماس"، ودفع خطة ترامب القاضية بترحيل الغزيين قدماً، وفق مكتب نتنياهو.
لاحقاً، أبدى نتنياهو استعداده لوقف النار موَقتاً لضمان إطلاق سراح الرهائن، لكنه أكد أنه "في نهاية المطاف، نعتزم إقامة مناطق آمنة كبيرة في جنوب غزة، حيث سينتقل السكان الفلسطينيون إليها حفاظاً على سلامتهم، بينما نواصل القتال في مناطق أخرى". وشدّد على أن "هدفنا هو إيصال الطعام للمدنيين وليس للإرهابيين"، في حين قرّر نتنياهو تعيين الميجر جنرال ديفيد زيني رئيساً جديداً لجهاز "الشاباك".
في السياق، كشفت الأمم المتحدة أنه جرى نقل حوالى 90 شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية والطحين والأدوية والمستلزمات الإنسانية الأخرى الضرورية إلى وجهات متعدّدة داخل غزة. وأكد مسؤولون فلسطينيون أن الطحين ومساعدات أخرى بدأت الوصول إلى بعض سكان غزة الأشدّ احتياجاً، بعدما سمحت إسرائيل بدخول بعض الشاحنات إلى القطاع، لكنهم أشاروا إلى أن الكمية لا تكفي. واعتبرت 80 دولة في بيان مشترك وجّهته إلى الأمم المتحدة ونشرت نصّه الخارجية الفرنسية أن غزة تواجه "أسوأ أزمة إنسانية" منذ بدء الحرب، محذرة من أن المدنيين في القطاع يتعرّضون لخطر "المجاعة".
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيوسّع نشاطه العسكري "بشكل ملحوظ" في عدّة مناطق في شمال غزة، مطالباً سكان تلك المناطق بضرورة إخلائها فوراً. وأوضح أن قواته تعمل "على ترسيخ السيطرة العملياتية وتدمير البنى التحتية الإرهابية فوق الأرض وتحتها في منطقة خان يونس في جنوب غزة". وذكرت "سرايا القدس" أنها نفذت كميناً مركباً أوقع جنوداً إسرائيليين قتلى وجرحى في خان يونس، بينما اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة أحد جنوده في شمال غزة.
توازياً، اعترض الجيش الإسرائيلي صاروخين أُطلقا من اليمن، فيما أكدت ميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران أنها أطلقت صاروخاً باليستياً في اتجاه مطار بن غوريون وطائرتين مسيّرتين في اتجاه تل أبيب.