سلطنة عُمان طرحت أفكاراً لجسر الخلافات ستجري دراستها

أميركا وإيران تحرزان "تقدّماً نووياً" غير حاسم

عراقجي خلال اجتماعه مع البوسعيدي في سفارة عُمان في روما أمس (رويترز)

على الرغم من الخلافات الأميركية - الإيرانية الجوهرية حول استمرار قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم، عقد الطرفان الجولة الخامسة من المحادثات النووية في روما أمس والتي استمرّت لأكثر من ساعتين، قبل أن يغادر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف المفاوضات بسبب "جدول مواعيد الرحلات الجوية". وكشف وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي الذي يلعب دور الوسيط بين الطرفين أن المحادثات انتهت "ببعض التقدّم، وإن لم يكن حاسماً"، معرباً عن أمله "في أن نتمكن خلال الأيام المقبلة من توضيح القضايا المتبقية حتى نتمكن من المضي قدماً نحو الهدف المشترك المتمثل في التوصّل إلى اتفاق مستدام ومشرّف"، في حين كشف موقع "أكسيوس" نقلاً عن مصدر أميركي أنه قبل بدء المحادثات مع إيران، التقى ويتكوف في روما بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس "الموساد" دافيد برنياع لتنسيق المواقف.


في السياق، اعتبر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن المحادثات مع إيران لا تزال بناءة، موضحاً أن واشنطن وطهران أحرزتا مزيداً من التقدّم في المحادثات، لكن لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعيّن القيام به. ولفت إلى أن الجانبَين اتفقا على الاجتماع في المستقبل القريب، وفق وكالة "رويترز"، في وقت اعتبر فيه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المحادثات كانت من أكثر جولات المفاوضات احترافية، مشيراً إلى أنه "يمكننا القول إن ملف المفاوضات غير المباشرة لا يزال مفتوحاً، والمحادثات ستستمر". وأفاد بأن البوسعيدي حاول طرح الحلول الكفيلة بإزالة العقبات القائمة وتحقيق التقدّم، موضحاً أنه "جرى التوصّل إلى تفاهم أفضل وأوضح لمواقفنا مع الجانب الأميركي ويقوم الجانبان بنقل المقترحات والأفكار إلى العواصم لمزيد من الدراسة". وشدّد على أن "مواقفنا واضحة تماماً ونحن متمسّكون بها"، لافتاً إلى أن "المفاوضات معقدة للغاية بحيث لا يمكن حلّها في اجتماعين أو ثلاثة، لكن حقيقة أننا الآن على مسار معقول تعتبر تقدّماً في حد ذاتها".


بدوره، وصف المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أجواء المحادثات بالهادئة والمهنية، مؤكداً أن "وزير الخارجية العُماني طرح حلولاً وأفكاراً لتجاوز العقبات، وقد جرت مناقشة خطوطها ومحاورها في هذه الجولة". وذكر أنه جرى الاتفاق على أنه بالتوازي مع مزيد من الدراسة في العواصم، سيواصل البوسعيدي العمل على تفاصيل الأفكار المقترحة وتقديمها للجانبين لمزيد من الدراسة، وسيجري تحديد وإعلان موعد ومكان الجولة المقبلة من المفاوضات لاحقاً. وكان بقائي قد أعلن قبيل إعلان انتهاء المفاوضات أن ويتكوف غادر بسبب "جدول مواعيد الرحلات الجوية"، مشيراً إلى أن عراقجي بقي يجري محادثات مع البوسعيدي.


ويأتي ذلك بعدما كان عراقجي قد شدّد قبل سفره إلى روما على أن تمسّك واشنطن بمنع طهران من تخصيب اليورانيوم بشكل كامل سينسف إمكانية التوصّل إلى اتفاق، كما أكد بقائي قبيل انطلاق المحادثات أن العقوبات الأميركية الجديدة على بلاده و"المواقف المتناقضة للمسؤولين الأميركيين" تستدعي طرحها بشكل عاجل وجدي في بداية المفاوضات.


توازياً، ذكرت صحيفة "الوول ستريت جورنال" أن المفاوضات النووية الحالية تشبه مفاوضات الاتفاق النووي للعام 2015 التي استغرقت 18 شهراً، لكنها أشارت إلى أنه لا توجد هذه المرة أي ضمانات للتوصّل إلى اتفاق، موضحة أن المحادثات تجري حالياً بهدف الوصول إلى تفاهم سياسي وتحديد المبادئ الأساسية، على أن تليها لاحقاً مفاوضات جوهرية في شأن التفاصيل الفنية.

وتحدّثت ويندي شيرمان، التي عملت في السابق وكيلة للخارجية الأميركية وقادت فريق التفاوض الأميركي الذي توصّل إلى اتفاق عام 2015، مع وكالة "رويترز" عن أن إيران تعد تخصيب اليورانيوم مسألة سيادية، معتبرة أنه "من المستحيل التوصّل إلى اتفاق مع إيران يفككون بموجبه حرفياً برنامجهم ويتخلّون عن التخصيب، على الرغم من أن ذلك سيكون مثالياً"، فيما نقلت صحيفة "دير شبيغل" عن مصادر حكومية ألمانية قولها إن "إسرائيل تنتظر فشل المفاوضات لتنفيذ هجوم واسع على المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية".

إلى ذلك، كشفت تقارير إعلامية أن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين نقل خلال زيارته الأخيرة إلى طهران رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تضمّنت مطالب أميركية صارمة شملت انسحاب القوات الإيرانية من مواقعها في العراق خلال أسبوعين، وفتح 31 موقعاً عسكرياً ومنشأة نووية ومركزاً بحثياً في إيران أمام فرق التفتيش الأميركية خلال الأسابيع المقبلة، بينما نفت الخارجية العراقية ووكالة "تسنيم" التابعة لـ "الحرس الثوري" الإيراني هذه التقارير.