في خطوة تؤكد تمسك برشلونة بمستقبل مشروعه الكروي، أعلن النادي الكتالوني، تجديد عقد جناحه المتألق لامين يامال حتى صيف عام 2031، في بيان رسمي وصف النجم الشاب بأنه “ظاهرة لا تُشبه إلا حفنة من اللاعبين عبر التاريخ”.
النجم ذو الأصول المغربية، الذي لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، بات أحد أبرز لاعبي برشلونة وأكثرهم تأثيراً، في مسيرة صاروخية لا تتكرر كثيراً. فبعد ظهوره الأول مع الفريق الأول في 29 نيسان 2023، وهو بعمر 15 عاماً فقط، لم يحتج يامال سوى موسم واحد ليُثبت للعالم أن موهبته ليست عابرة. وقد أصبح يامال، بحسب الصحف الإسبانية، من بين أعلى اللاعبين أجراً في الفريق، بعد أن جدد عقده بشروط استثنائية تتضمن حوافز مالية ضخمة، من بينها الفوز بجائزة الكرة الذهبية، ما قد يضعه مستقبلاً في صدارة سلم الرواتب داخل النادي الكتالوني، بالإضافة إلى شرط جزائي مذهل بقيمة مليار يورو، ما يجعل من مهمة التعاقد معه شبه مستحيلة لأي نادٍ آخر. وما يُعزز هذا التوجه هو أرقام اللاعب خلال الموسم الماضي، حيث شارك في 55 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 18 هدفاً وقدّم 25 تمريرة حاسمة، مساهماً بشكل مباشر في 43 هدفاً من أصل 102 سجلها الفريق، ما جعله أحد أبرز المرشحين لنيل الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية.
ولم يكتفِ يامال بهذا التألق على صعيد النادي، بل توّج بطلاً لأوروبا مع منتخب إسبانيا الصيف الماضي، مُقدماً مستويات لفتت الأنظار إلى موهبته الخارقة في أهم المحافل القارية. وأمام هذا الإبداع المتصاعد، أصبح الحديث عن لامين يامال يتجاوز حدود كتالونيا، ليصل إلى أساطير الكرة العالمية، وعلى رأسهم النجم الفرنسي المعتزل زين الدين زيدان، الذي قال عنه: “عندما تشاهده، خصوصاً في نصف نهائي دوري الأبطال ضد إنتر ميلان، لا يمكنك إلا أن تُذهل. لم أرَ شيئاً مماثلاً في حياتي. يهيمن على الملعب وكأنه في منزله. إنه مثال لكل شاب يريد أن يصبح لاعب كرة قدم”..
وفي ظل قرب رحيل زميله أنسو فاتي إلى موناكو الفرنسي، يُتوقع أن يرتدي لامين القميص الأسطوري رقم 10 في الموسم المقبل. خطوة وصفتها الصحافة الإسبانية بأنها “تحول رياضي وتسويقي ضخم”، يُكرّس لامين يامال ليس فقط كرمز للمستقبل، بل كقائد للجيل الجديد في برشلونة. وتوّج لامين يامال موسمه بثلاثية محلية رائعة (الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا، كأس السوبر الإسباني)، ليُحكم قبضته على القلوب الكتالونية والعالمية.