جورج الهاني

"الكلاسيكو" عالمٌ آخر

26 تشرين الأول 2020

02 : 00

لا يضاهي متعة حضور مباراة لمنتخبَي البرازيل وألمانيا لكرة القدم رسمية كانت أم ودّية، إلا مشاهدة أيّة مواجهة في "الكلاسيكو" التي ينتظرها عشاق اللعبة حول العالم والذين ينقسمون بين مؤيّد لبرشلونة أو لريال مدريد، حتى ولو كان الدوريّ الإسبانيّ لا يأخذ حيّزاً كبيراً من إهتماماتهم ويفضّلون عليه دوريّات كبيرة أخرى في القارّة الأوروبية، وفي مقدّمها الدوريّ الإنكليزي القويّ.

منذ أن إنطلقت في العام 1902 عندما فاز الكاتالونيّ على الملكيّ بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ومبارياتُ قطبَي الكرة الإسبانية لها ظروفها وحيثياتها الخاصّة غير المرتبطة بأيّ شكل من الأشكال بأرقام "الليغا" وبمراكز الفرق في الترتيب العام، أو حتى بحسابات التعادل والربح والخسارة في الإجمال، فالكلاسيكو عالمٌ آخر قائمٌ بحدّ ذاته، له نكهته وإثارته وجماليته حتى لو جاءت عروض الفريقين باهتة وعقيمة لجهة الأداء وتسجيل الأهداف، إذ يكفي أن تكون كلمة "كلاسيكو" هي عنوان المباراة المنتظرة حتى تتحوّل الكرة الأرضية الى كرة قدم متنقّلة بين ملعبَي "سانتياغو برنابيو" و"كامب نو" لساعتَين من الوقت تقريباً قبل أن تعاود دورانها الطبيعيّ كالمعتاد.

بالأمس أسقط ريال غريمه التقليدي والتاريخي برشلونة في قمّة "صامتة" خلت من صراخ وهتافات مشجّعي الطرفين عن المدرّجات للمرة الأولى بسبب تفشّي وباء "كورونا"، لتزيد هذه الهزيمة القاسية في حراجة الأرجنتيني ليونيل ميسي تحديداً وحراجة مدرّبه الهولندي الجديد رونالد كومان، في المقابل خفّف هذا الإنتصار الإحتقان والضغط اللذين كانا موضوعَين على كاهل مدرّب النادي الملكيّ الفرنسي زين الدين زيدان الذي لقي فريقه مؤخراً خسارتَين غير مبرّرتَين في الدوري الإسباني وفي دوري أبطال أوروبا، ما طرح علامات إستفهام كثيرة حول مستقبله مع فريقه، خصوصاً إذا ما إستمرّت نتائجه على عكس ما تشتهي إدارة النادي.


MISS 3