بدأت طلائع الحجاج اللبنانيين بالتوافد إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج لهذا العام. واستقبلتهم المملكة بأجواء تعكس الأمن والانسيابية، معتمدة على رؤية متكاملة تهدف إلى تقديم تجربة روحانية فريدة لضيوف الرحمن .
منذ تأسيسها، أولت المملكة خدمة الحرمين الشريفين أهمية قصوى، وتحولت هذه المسؤولية الدينية إلى مشروع استراتيجي وطني، يرتكز على تطوير البنية التحتية واستخدام التقنيات الحديثة لتوفير بيئة مثالية للحجاج. كما تحرص السعودية على أن يكون موسم الحج خالياً من الطابع السياسي أو الطائفي، حفاظاً على قدسية الشعائر ووحدة المسلمين.
رؤية لمضاعفة أعداد الحجاج
تسعى المملكة ضمن رؤية 2030 إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لموسم الحج إلى ستة ملايين حاج سنوياً. وفي هذا الإطار، أطلقت جائزة "باحثون في خدمة ضيوف الرحمن" التي تشجع الابتكار في إدارة الحشود والتحول الرقمي وتحسين جودة الخدمات.
كما شهدت البنية الرقمية للحج تطوراً ملحوظاً عبر منصات ذكية تقدم الإرشادات بلغات متعددة، ما يسهل تجربة الحجاج ويرفع من كفاءة الأداء.
وفي خطوة إنسانية مميزة، استضاف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ألف حاج من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين على نفقته الخاصة لأداء مناسك الحج عام 2025، ضمن برنامج "ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة".
جاهزية صحية وأمنية
وأكد وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري أن المملكة لن تتهاون مع أي مخالفات قد تؤثر على راحة الحجاج، مشيراً إلى إطلاق حملات توعية بأكثر من 50 لغة لضمان الوعي والالتزام بالتعليمات.
على الصعيد التقني، أدخلت السعودية تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة (الدرون) لمراقبة وتنظيم الحشود، ما يعزز السلامة العامة ويسرّع الاستجابة لأي طارئ .
النقيب: تنظيم استثنائي
وقال المهندس يوسف النقيب، الرئيس السابق لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا، في تصريح لـ "نداء الوطن" إن المملكة تقدم تنظيماً استثنائياً لإدارة موسم الحج. وأشار إلى أن وصول الحجاج اللبنانيين إلى الأراضي المقدسة كان منظماً بشكل يحفظ كرامتهم ويتيح لهم أداء المناسك بروحانية وأمان.
وأضاف النقيب أن الخدمات الصحية والأمنية واللوجستية تمثل نموذجاً يحتذى به، معرباً عن تقديره للاهتمام المباشر من القيادة السعودية، التي تعكس احتراماً عميقاً لضيوف الرحمن من كل أنحاء العالم.
ودعا الحجاج اللبنانيين إلى الالتزام بالتعليمات الرسمية والابتعاد عن أي شعارات سياسية أو طائفية حفاظاً على قدسية الشعائر ووحدة المسلمين.
وأشار النقيب إلى أن التميز في الحج لا يقتصر على التنظيم فقط، بل يأتي من الدمج بين الحداثة الإدارية والعمق الديني، مما يجعل تجربة الحاج متكاملة على المستويات الروحية والجسدية.