إنريكي يجد طريق التتويج

لويس إنريكي يرفع كأس الأبطال

منذ عام 1993، لم يدخل لقب دوري أبطال أوروبا إلى خزائن الأندية الفرنسية، حين كان مارسيليا أول وآخر فريق يُحقق هذا الإنجاز. لكن كل شيء تغيّر حين وصل لويس إنريكي، وقاد باريس سان جيرمان نحو أغلى الألقاب الأوروبية.


بدأ مشروع باريس سان جيرمان الجديد عام 2011 مع تولّي ناصر الخليفي رئاسة النادي، حيث أحدث ثورة شاملة من جميع النواحي، وعلى رأسها التعاقدات. استُقدِمَت أسماءٌ رنّانة سعياً للمجد الأوروبي، من زلاتان إبراهيموفيتش وكافاني، إلى تياغو سيلفا، نيمار، مبابي، فيراتي، وميسي، بالإضافة إلى مدربين كبار كأنشيلوتي، إيمري، وتوخيل… لكن اللقب بقي عصيّاً.


وفي عام 2020، بلغ الفريق الباريسي نهائي دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه، لكنه خسر أمام بايرن ميونيخ بهدف نظيف. رغم ذلك، لم تنكسر عزيمة أبناء مدينة النور، واستمروا في المحاولة، حتى جمعوا ما يُشبه فريق الأحلام مع ميسي، نيمار، ومبابي. ورغم كل الآمال… لم يتحقق الحلم.


في نهاية موسم 2023، تعاقد النادي مع المدرب الإسباني لويس إنريكي لقيادة مشروع طويل الأمد يعتمد على جيل شاب، طموح، وجائع للنجاح. وفي موسمه الثاني فقط، صنع المعجزة، حين قاد مجموعة من المواهب الواعدة لتحقيق إنجاز تاريخي: الفوز على إنتر ميلان بنتيجة 5-0 في نهائي دوري أبطال أوروبا، ليُتوَّج باريس سان جيرمان ببطولة موسم 2024-2025.


راهنت الإدارة على المدرب، وراهن المدرب على الشبان، على مواهب مثل فيتينيا، نيفيز، دوي، باركولا، ديمبيلي، وكفاراتسخيليا… فجاء الرد من أرض الملعب. لاعبون حوّلوا المباريات الصعبة إلى مساحات للسحر والإبداع على مسرح الأبطال.


باريس سان جيرمان، الفريق الذي طارد المجد لسنوات، حقّق أخيراً حلمه الكبير. موسمٌ تاريخي حصد خلاله الثلاثية: الدوري الفرنسي، كأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا… والبطولات ما زالت قابلة للزيادة، وقد يصبح الفريق ثالث نادٍ يُحقّق السداسية في تاريخ اللعبة، بعد برشلونة 2009 وبايرن ميونيخ 2020.


الجماهير احتفلت بإنجازٍ كبير، بل وبأكبر فوز في تاريخ نهائيات دوري الأبطال. موسمٌ مجنون، وسيناريو لا يُصدَّق: فريق كان على وشك الخروج من دور المجموعات، خاض الملحق، وتجاوز جميع الخصوم، ليصعد في النهاية إلى عرش القارة العجوز.