التحليق عالياً عبر السينما في أفلام هوليوود

عندما صاح آرنولد شوارزينيغر بقوّة "!Get to the chopper" في لحظة شهيرة من الفيلم الكلاسيكي "Predator" للعام 1987، كان بهذا يلفت الانتباه إلى نجمة حقيقية في العالم الفعلي، ألا وهي نسخة مهام خاصّة من مروحيّة "Bell". وفي المشاهد الأولى، برزت أيضاً مروحيّة أخرى. ومن هناك، انطلقت المروحيتان اللتان ساعدتا بصياغة مشاهد الحركة القوية في الفيلم لتصبحا عناصر أساسية في كثير من أفلام هوليوود.



ولقد صارت تلك المروحيّات ملازمة لأفلام الحركة وتركت أثراً دائماً في المشاهد السينمائية، وظهرت مؤخراً في فيلم "Mission Impossible: The Final Reckoning".



وكانت رحلة "Bell" إلى النجوميّة قد بدأت في عالم هوليوود العام 1974، عندما ظهرت بشكل أساسي في فيلم "Gone in 60 Seconds". وتألّقت هذه المروحية الرشيقة وخفيفة الوزن والمرنة في مشاهد المطارَدة، حيث استعرضت قدرتها في الحفاظ على الزخم والإيقاع القوي للفيلم المليء بالحركة والإثارة والطاقة العالية.



وانتقالاً للعام 1983، سطع نجمها في فيلم "Scarface" في بعض أكثر مشاهد النجاة المبهرة في الفيلم – وكانت المروحية مثالية لتلبية رغبة هوليوود المتنامية في مشاهد التشويق الجوّية.



ورغم أنه لم يكن نظرياً فيلماً سينمائياً، إلا أنه يجدر ذكر البرنامج التلفزيوني الشهير جداً لفترة ثمانينات القرن الماضي بعنوان "Airwolf"، والذي تمحور حول طيّار جريء والعمليات المتخفّية التي نفّذها لصالح هيئة حكومية سرّية. وجرى تعديل المروحيّة لمنحها قدرات مستقبلية وجعلها أيقونة أحبّها الجميع.



ثم برز الجيل الثاني من المروحيّات في فيلم "X-Men "سنة 2000، حيث ساعد تصميمها الانسيابي وأداؤها المبهر على الارتقاء بالعالم المستقبلي لسلسلة هذه القصّة السينمائية التي أصبحت تحظى بشعبية واسعة، مساهِمة في ابتداع بعض أكثر المشاهد الجوّية إثارة في الفيلم. وبعد سنوات قليلة، تألّقت إحدى المروحيّات في فيلم "Transformers" للعام 2007، لتضيف المزيد من الأصالة إلى مشاهد القتال عالية الطاقة في الفيلم.



وبحلول العقد الثاني من الألفية الجديدة، عزّزت منصّات "Bell" بقوّة مكانتها كجزء أساسي من بعض أكثر أفلام الحركة تميّزاً في هوليوود. وباعتبارها مفضَّلة دوماً، ظهرت في فيلم "The Expendables 3" لسنة 2014. وفي 2016، ظهرت في فيلم "War Dogs". كما ظهرت أيضاً في ألعاب الفيديو مثل "Call of Duty" أو المسلسلات التلفزيونية، مثل "S.H.I.E.L.D." أو "Stranger Things".



في العام 2016 لعبت المروحيّة دوراً أساسياً في فيلم "Deepwater Horizon"، حيث جرى استخدامها لنقل الناجين من الكارثة الفعلية التي حصلت على منصّة التنقيب عن النفط. ولقد ساعدت مزايا الاعتمادية والمرونة التي تتمتّع بها بتوليد إحساس متميّز خلال مشاهد الإنقاذ التي شهدت الكثير من اللحظات الدقيقة.



نموذج آخر من تلك المروحيّات لعب دوراً محورياً في فيلم "Godzilla vs Kong" لسنة 2021 عبر تصميمها الفريد بالمحرّك الدوّار وتقنياتها المتطوّرة، حيث تتمتّع بقدرة التنقّل بين الإقلاع العمودي والطيران المتقدّم، مما يجعلها "الهليكوبتر" المثالية للمشاهد الآسرة التي تضمّنها الفيلم.



وظهرت المروحيّة مرّة أخرى على شاشات السينما حول العالم في فيلم "Venom: The Last Dance" الشيّق والنهائي لسنة 2024، ومؤخراً في فيلم "Mission Impossible: The Final Reckoning" للعام 2025 والذي بدأ عرضه حديثاً. وهناك مجموعة من الأوامر في الفيلم التي تدعو لركوب "الهليكوبتر" "Get to the Osprey"، كما العديد من المشاهد التي تستعرض بشكل جميل تقنية المحرّك الدوّار والذي يتيح الإخلاء السريع للجنود في ظل ظروف قاهرة بالإضافة لنقل العسكريين عن حاملات الطائرات.