التواصلية الثانية عشرة لمركز التراث: ختام ملفات لبنان الكبير

02 : 00

المشاركون في الندوة

إختتم "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU أنشطة المئوية الأولى لإعلان "دولة لبنان الكبير"، من خلال انعقاد الندوة التواصلية الثانية عشرة عن بعد، والتي تتناول شؤون التراث اللبناني في معالمه الثقافية المختلفة. إنعقدت الندوة الجديدة بمناسبة صدور العدد الثاني عشر من مجلة "مرايا التراث"، الـمحكمة نصف السنوية، التي يصدرها المركز ضمن سلسلة منشوراته في الجامعة اللبنانية الأميركية.

أعد الحلقة مدير المركز الشاعر هنري زغيب، واستضاف لها كتاب العدد الجديد وهم الأكاديميون الأساتذة: مسعود ضاهر، حسان حلاق، وسام اللحام، ميشال جحا، عبداللطيف فاخوري، برجيس الجميل وليليان بركات.

زغيب: عدد رقمي وتطبيق

أعلن زغيب في افتتاح الندوة، أن "هذا العدد من المجلة صدر رقمياً إلكترونياً، لإمكان توزيعه محلياً وعالمياً إلى أوسع مساحة من القراء، ما لا يمكن بلوغه في الطبعة الورقية". وكشف عن إطلاق التطبيق الخاص بـ"مركز التراث اللبناني" (Mobile App) ما سيتيح إيصال أنشطة "المركز" ومنشوراته إلى جميع الهواتف المحمولة في وقت واحد، فيتسع جمهور "المركز" في لبنان والعالم".


ضاهر: الفرنسيون لم يُرَسِّموا


الحدودأوجز الدكتور مسعود ضاهر بحثه في العدد الجديد حول الظروف التاريخية التي سبقت إعلان "دولة لبنان الكبير"، وما حدث من صراع صهيوني بين الانتدابين الفرنسي والإنكليزي، ورفض فرنسا ترسيم الحدود في منطقة نفوذها الانتدابي بين لبنان وسوريا للإبقاء على ما سمته "سوريا الفرنسية"، لأن ترسيم الحدود خضع لرغبتها في توسيع نفوذها على بلاد الشام. وأضاف أنّ "هذا الموضوع سبّب اعتراضات قاسية أغضبت الحركة الصهيونية على ترسيم حدود لبنان الكبير"، مردفاً أنه "بعد الانتداب بقي ترسيم الحدود ضبابياً، وما زال لبنان حتى اليوم يدفع ضريبة هذه الضبابية".

حلَّاق: ما هو دور الأَوقاف في نهضة المجتمع؟

تناول المؤرّخ حسان حلَّاق موضوع بيروت "المحروسة" وما كان فيها من ثقافة الخير والعطاء الدائم بفضل ما عُرف بــ"الوقف"، لأَن المسلمين والمسيحيين كانوا يعلنون الأوقاف الخيرية على مؤَسساتهم الدينية والتربوية والاجتماعية والصحية، ضماناً لتأمين مداخيل دائمة من أَجل الإِنفاق على أَنشطة الجوامع والزوايا والكنائس والأَديرة والمؤسسات التربوية والاجتماعية والخيرية والصحية وسواها. من هنا كان لهذه الأَوقاف دور مهمّ في تنمية المجتمع والنهوض به في بيروت وكل لبنان.

اللحام: "الدليل" لحثّ السياح على زيارة لبنان

تحدّث وسام اللحام عن الترويج السياحي في لبنان بعد أن كان الحصول على معلومات تفصيلية تتعلق بالواقع السياحي من خدمات وحالة طرق وإقامة ووضع اقتصادي، يحتاج إِلى مراجعة كتُب متخصصة تقوم بنشر هذا النوع من المعلومات الدقيقة. ولذا ظهرت فئة من المنشورات تعرف بــ"الدليل" قامت بالترويج للبنان وحثّ السياح الأَجانب على زيارته والإِقامة في ربوعه، بغية التمتع بجمال طبيعته وتراثه الثقافي المتنوع والغني.

فاخوري: أَسواق بيروت القديمة

استعرض المحامي عبداللطيف فاخوري ما ميّز بيروت عند مطلع القرن التاسع عشر من أَسواق بدائية كانت تتخذ أحياناً أسماء البضاعة التي تبيعها، وأحياناً أَسماء مؤسسيها. وللدعاية والإِعلان عن البضائع وترويجها وتبيان منافعها للناس، كان التجار يتوسَّلون الشعرَ الموزون والشعر الشعبي والأَمثال العامية والكنايات والطرائف والمحاورات، والاستشهاد بآراء المشاهير وشهاداتهم. وكان ذلك سبْقاً لبيروت على بقية العواصم العربية في عالم الدعاية والإِعلان.

الجميّل: الاتحاد اللبناني لا العثماني

تناول الدكتور برجيس فارس الجميّل دور حزب "الاتحاد اللبناني" في التأسيس لدولة لبنان الكبير منفصلاً عن ديار بلاد الشام. ومن أَجل القضية اللبنانية وخدمتها تبنّى "الاتحاد" حركة فكرية ارتكزت على عمق الوجود اللبناني تاريخيّاً، وعلى النضال ضد تركيا وضد العرب وضد فرنسا. إذاً لا عوامل عنصرية أو دينية دفعته إِلى هذا النضال السياسي بل قضية قومية وطنية هي استقلال لبنان. وهو ما حصل، وأوقف يوسف السودا من الديمان في حضرة البطريرك الياس الحويك مؤَامرة إنشاء اتحاد (فدراسيون) بين لبنان وسوريا.

جحا: بشمزين قبل 170 سنة

تحدّث الدكتور ميشال جحا عن بشمزين (الكورة) كواحة تربوية رائدة في لبنان عبر تراثٍ عمره 170 سنة (1850 - 2020). وأَوضح دخول الإِرساليات بتأسيس المدرسة الإِنجيلية التي لم تعمِّر طويلاً، وقامت بعدها المدرسة الأرثوذكسية التي ازدهرت وتطوَّرت حتى باتت تستقطب التلامذة من كل الكورة وشمال لبنان، ومعظمهم كان يتخرج منها ليلتحق بالجامعة الأَميركية في بيروت. وخص في مداخلته فضلاً لافتاً لشفيق جحا الذي كان له دور رئيس في نهضة هذه المدرسة.

بركات: حنين جبران الى وطنه

لخّصت الدكتورة ليليان بركات بحثها (بالفرنسية) في العدد الذي تناول "أُمَّة الحلم في لوحات جبران"، وشرحت كيف بقيَت في خيال جبران ملامح من بشرِّي ووادي قاديشا وجبال الشمال التي فتح عينيه عليها، فظهرت جميعها على ريشته وفي خلفية معظم لوحاته، ما يدلُّ على الحلم الدائم في خياله للعودة إِلى الوطن الذي بقي ينبض فيه طيلة حياته بعيداً بين بوسطن ونيويورك.


MISS 3