سوسن وزّان وسارة فوّاز

تأثير التدخين على التغذية والصحّة العامة

التدخين من العادات الضارة التي انتشرت بشكل كبير في العالم، حيث يدخّن ملايين الأشخاص يومياً، رغم علم الكثيرين بأضراره. فالتدخين يسبّب أمراضاً خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والرئة، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة. لكن ما لا يعرفه البعض هو أنّ التدخين يؤثر أيضاً على التغذية، لأنه يُقلّل من امتصاص الجسم للفيتامينات والمعادن المهمة مثل فيتامين "C" والحديد. كما أنّ المدخنين لا يتبعون غالباً نظاماً غذائيّاً صحيّاً، ما يزيد من تراجع صحتهم. لذلك، من المهمّ أن نعرف كيف يؤثر التدخين على أجسامنا، لا فقط من ناحية الأمراض، بل أيضاً من ناحية التغذية والصحة العامة.



ينعكس التبغ سلبيّاً على معظم أعضاء الجسم، ويبدأ تأثيره منذ أول سيجارة يتمّ تدخينها.


أما أبرز تلك التأثيرات فهي:


1. السرطان: تحتوي السجائر على مواد كيميائية وسموم تضرّ الحمض النووي (DNA) وتؤذي خلايا الجسم، ما يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.


2. القلب والأوعية الدموية: يرفع التدخين من ضغط الدم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلّب الشرايين والجلطات.


3. الرئتان: يؤدي التدخين إلى تلف أنسجة الرئة، ويزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، وانتفاخ الرئة (النفاخ الرئوي).


4. الدماغ: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية نتيجة تضيُّق الأوعية الدموية وتكوُّن الجلطات.


5. الجهاز الهضمي: التدخين يسبّب قرحة المعدة، ويؤثر على الكبد والبنكرياس، كما يزيد من خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي.


6. الجلد والأسنان: يُسرّع التدخين من ظهور علامات التقدّم في السن مثل التجاعيد، ويجعل البشرة باهتة، كما يسبّب اصفرار الأسنان ورائحة الفم الكريهة.


7. الجهاز التناسلي: عند الرجال، قد يؤثر التدخين على القدرة الجنسية. وعند النساء، يزيد من خطر مضاعفات الحمل، مثل الولادة المبكّرة أو انخفاض وزن الجنين.


8. جهاز المناعة: يُضعف التدخين دفاعات الجسم ضد الأمراض، ويجعل عملية التعافي أبطأ عند الإصابة بالعدوى أو الجروح.


9. مرضى السكري: بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري، فإنّ التدخين يزيد من خطر الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالمرض، مثل مشاكل الكلى، وأمراض القلب، وضعف النظر.




ماذا يسبّب النيكوتين؟


يسبّب النيكوتين العديد من الأضرار في جسم الإنسان، ومن أبرزها:


1. الإدمان: النيكوتين يؤدّي إلى التعود السريع، ما يجعل الشخص يشعر بحاجة دائمة للتدخين، ويصعب عليه التوقف.


2. أمراض القلب: يزيد النيكوتين من معدّل ضربات القلب وضغط الدم، ما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات.


3. أضرار على الدماغ: النيكوتين يؤثّر على التركيز والذاكرة، ويغيّر طريقة عمل الدماغ، خصوصاً لدى المراهقين.


4. القلق والتوتر: رغم أنّ البعض يعتقد أنّ التدخين يُهدّئ الأعصاب، إلا أنّ النيكوتين في الحقيقة يزيد من القلق والتوتر مع الوقت.


5. ضعف النمو عند الأجنّة: لدى الحوامل، قد يؤدّي النيكوتين إلى تأخر نموّ الجنين أو انخفاض وزنه عند الولادة.


6. ضعف التنفس: يُضيّق النيكوتين الشُّعب الهوائية، ما يجعل التنفس أصعب، خاصة عند من يعانون من أمراض صدرية.



التدخين وترقّق العظام


يُعتبر التدخين من العوامل التي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بترقّق العظام , وذلك بسبب تأثير مادة النيكوتين على خلايا العظام (Osteoblast)، وهي المسؤولة عن تجديد العظام والمحافظة على قوتها.


كما يؤدي التدخين إلى:


• تدمير هرمون الإستروجين، الذي يلعب دوراً أساسيّاً في الحفاظ على كثافة العظام والمعادن داخلها.


• انقطاع الحيض (Menopause) المبكّر عند النساء، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.


• انخفاض وزن الجسم، وهو عامل مرتبط بضعف العظام.


لذا، للحفاظ على عظام قوية وسليمة، من الضروري:


• الإقلاع عن التدخين.


• اتباع نظام غذائي معتدل يحتوي على الكالسيوم وفيتامين "D".


• ممارسة الرياضة بانتظام، خاصة تمارين المقاومة والمشي.



أهمية الكالسيوم وفيتامين "D":


• الكالسيوم هو المعدن الأساسي في تكوين العظام والأسنان.


• فيتامين "D" يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، ويسهّل دخوله إلى العظام.


من المهمّ أن نعرف أنّ الجسم لا يمتصّ الكالسيوم الموجود في المكمّلات بنسبة عالية (حوالى 35 %)، لذلك يُنصح بالحصول عليه من مصادر غذائية طبيعية مثل: كوب حليب أو لبن خالي الدسم، 30 غراماً من الجبنة القليلة الدسم، مصادر نباتية مثل السبانخ، البروكلي، واللوز.


أمّا مصادر فيتامين "D" فهي:


• أشعة الشمس: المصدر الأساسي، حيث يقوم الجلد بتصنيعه عند التعرّض لأشعة الشمس.


• الأطعمة الغنية بفيتامين "D" مثل: الأسماك الدّهنية (السلمون، السردين، التونة، صفار البيض، الحليب المدعّم ومشتقاته، الحبوب المدعّمة.



التدخين والفيتامين "C"


يُقلّل التدخين من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين "C"، كما يسرّع من فقدانه في الأنسجة والدم. نقص هذا الفيتامين يؤدّي إلى ظهور عدة أعراض، من أبرزها:


• الإصابة بمرض الإسقربوط (Scurvy) نتيجة ضعف إنتاج الكولاجين.


• تورّم العظام والمفاصل.


• التعب وفقدان الشهية.


• بطء التئام الجروح.


• جفاف وضعف الشعر.


لا تقتصر أهمية فيتامين "C" على الوقاية من هذه الأعراض، بل يساعد أيضاًَ في مقاومة أضرار التدخين، حيث يعمل كمضاد للأكسدة، ويساعد الجسم على محاربة السموم والمواد الكيميائية الضارة التي تدخل عبر الدخان.


من أبرز مصادر فيتامين "C" الطبيعية:


البرتقال، الفليفلة (الفلفل الحلو)، البروكولي، الفراولة، المانغو، البندورة، والبقدونس.



التدخين والتهابات اللّثة


يؤثّر التدخين بشكل سلبي على صحة اللّثة، حيث يقلّل من تدفّق الدم ويضعف جهاز المناعة، ما يزيد من فرصة الإصابة بالتهابات اللّثة وأمراضها. كما يسرّع تراكم "البلاك" والجير، ويؤدي إلى تراجع اللّثة وفقدان الأسنان. الإقلاع عن التدخين يساعد بشكل كبير في تحسين صحّة الفم واللّثة.



التدخين وفيتامين "E"


التدخين يؤثّر سلباً على مستويات فيتامين "E" في الجسم. ففيتامين "E" هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الخلايا من التّلف الناتج عن الجذور الحرّة. عندما يدخّن الشخص، يزداد إنتاج الجذور الحرّة في الجسم، ما يؤدي إلى استهلاك أكبر لفيتامين "E" لمحاولة مواجهة هذا الضرر.



تأثيرات التدخين على فيتامين "E"


1. انخفاض مستوياته في الدم: أظهرت الدراسات أنّ المدخنين غالباً ما يكون لديهم مستويات أقل من فيتامين "E" مقارنةً بغير المدخنين.


2. زيادة الحاجة إليه: بسبب الإجهاد التأكسدي المرتفع الناتج عن التدخين، يحتاج المدخنون إلى كميات أكبر من فيتامين "E".


3. ضعف فعاليته: التدخين لا يقلّل فقط من كميّة الفيتامين، بل قد يقلّل من كفاءته في حماية الخلايا.


أمّا أبرز الأطعمة الغنية بفيتامين "E" فهي:


• المكسّرات (مثل اللوز والجوز)، البذور (مثل بذور دوّار الشمس)، الزيوت النباتية (مثل زيت الزيتون وزيت دوّار الشمس)، الخضراوات الورقيّة (مثل السبانخ والبروكلي)، الأفوكادو، السمك (مثل السلمون)، والفواكه (مثل الكيوي والمانجو).


www.dietcenterleb.com

[email protected]

Instagram: dietcenterleb

LinkedIn: Diet Center Lebanon