عماد موسى

إسناد الحزب لإيران!

دعكم من الإنشاء المريع كمثل قول المرشد الأعلى علي الخامنئي عقب الجولة الأولى من الغارات الإسرائيلية فجر أمس: «إسرائيل كتبت مصيراً مريراً لنفسها بهذا الهجوم وستلقاه بالتأكيد». قال الخامنئي أكثر يوم اغتيال اللواء الركن قاسم سليماني في كانون الثاني 2020. ما به؟


ودعكم من اعتداد الجمهورية الإسلامية بنفسها وإيهام الرأي العام البغل أنها ممسكة بزمام البعير كقول أحد مصادرها «نهاية القصة هذه ستنتهي بيد إيران» قيل أكثر يوم اغتال «العدو» محمد رضا زاهدي في دمشق في شهر نيسان 2024 ويوم قضى على اسماعيل هنية في طهران في تموز من العام نفسه. أقوال تثير لواعج العامة وترفع منسوب الحماسة القومية من المحيط إلى الخليج ليس إلّا.


سنين طوال تغرغرنا واجتررنا ورددنا وسكِرنا وانتشينا بأجمل المعادلات وأروع التوصيفات الصادرة عن سماحة الأمين العام لـ»الحزب» الخميني ومنها أن  «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت» ثم جاءت عبارة «إسرائيل واقفة على إجر ونص» لتكتسح مواقع التواصل الاجتماعي، وآخر مرة استعملها سماحة السيد في شهر آب من العام 2024 قبل أن يكتسحنا العدو ويكرسح البلد.


تبّاً للغة العربية وما تختزنه من جماليات!


في هذا اليوم المجيد من تاريخ الصراع بين المستضعفين والشياطين تُستحضر كل عبارات التنديد والاستنكار والشجب والإدانة المتوافرة في السوق في ما يُشبه الإسناد اللغوي، وهذا أمر جيد بدليل أن رئيس الحكومة نوّاف سلام بادر وأدان «بشدة العدوان الإسرائيلي الخطير على إيران، فهو يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة إيران وتداعياته تهدد استقرار المنطقة بأشملها لا بل السلم العالمي»، كما أدان العدوان رئيس الجمهورية اللبنانية وسائر الرؤساء والملوك العرب، وذلك قبل أن يصدر الشيخ نعيم أوامره بإسناد إيران كما ساند سلفه غزة وشاغل جيش العدو ومنعه من تحقيق أهدافه.


حتى الساعة ليس ما يشير إلى أن «الحزب» أخرج صواريخه من المستودعات، وأعد مسيّراته لمهمات انقضاضية، ولا مؤشرات إلى نيته في إشغال العدو على حدوده أو في استهداف مطبخ منزل نتنياهو في قيساريا بعد استهداف غرفة نومه أو في تعطيل الملاحة في مطار بن غوريون. بدلاً من تأديب العدو ومعاقبته اكتفى «الحزب» وأذرعه وأدواته بشن هجمات كلامية على العدو الغادر الأحمق، اللئيم الذميم وإصدار بيان طمأن فيه الجمهور القلق إلى أن «الاعتداءات الإسرائيلية لن تضعف إيران بل ستزيدها قوة وصلابة في مواجهة الأخطار، وإصراراً على الدفاع عن سيادتها وأمنها».


لا يضير «الحزب» بشيء أن يؤدب العدو الصهيوني بسلاح الكلمة والموقف والشتيمة والعقيدة، فالإسناد اللغوي والمعنوي والسياسي هو المطلوب.