المغاطس الساخنة وحمّامات الساونا... مفيدة لقلبك؟

02 : 00

قد تكون المغاطس الساخنة أو حمّامات الساونا طريقة ممتعة لاسترجاع الاسترخاء. ووفق بعض الدراسات، قد تسهم هاتان العادتان في الوقاية من النوبات القلبية والجلطات الدماغية عند تطبيقهما بانتظام. يقول الدكتور أدولف هاتر، أستاذ طب في جامعة "هارفارد": "يؤدي ارتفاع الحرارة في حوض دافئ أو حمّام الساونا إلى توسّع الأوعية الدموية تزامناً مع تراجع ضغط الدم. في الوقت نفسه، تزيد كمية الدم التي يضخها القلب، لا سيما أثناء التواجد في حوض ساخن، نتيجة ضغط المياه على الجسم، فهو يزيد الأعباء المفروضة على القلب".

طريقة الاستحمام اليابانية

راقبت دراسة جديدة في اليابان، حيث يُعتبر الاستحمام في الحوض جزءاً راسخاً من ثقافة البلد، أكثر من 30 ألف شخص طوال 20 سنة تقريباً. في بداية الدراسة، أجاب المشاركون على أسئلة عن وضعهم الصحي العام وعادات استحمامهم، بما في ذلك حرارة المياه المفضلة لديهم (فاترة أو دافئة أو ساخنة). ثم قسّم الباحثون المشاركين على ثلاث مجموعات: استحمّ المشاركون مرتين كحد أقصى أسبوعياً في المجموعة الأولى، وبين ثلاث وأربع مرات أسبوعياً في المجموعة الثانية، ويومياً في المجموعة الثالثة. ذكر 72% من المتطوعين أنهم يستحمون كل يوم تقريباً.

مقارنةً بالمجموعة التي كانت تستحم أقل من مرتين أسبوعياً، تراجع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 28% والجلطات الدماغية بنسبة 26% في المجموعة التي كانت تستحم كل يوم تقريباً. توصّل الباحثون إلى هذه النتيجة بعدما أخذوا بالاعتبار عوامل أخرى تؤثر على صحة القلب، مثل الحمية الغذائية والتمارين الجسدية وعادة التدخين. لكن لم تؤثر حرارة المياه (تتراوح في اليابان عموماً بين 40 و41 درجة مئوية) على الاستنتاجات النهائية. نُشِرت النتائج في عدد أيار 2020 من مجلة "القلب".

الساونا الفنلندية

تعود تقاليد الساونا الفنلندية إلى آلاف السنين. في المتوسط، يلجأ الشعب الفنلندي إلى الساونا مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، فيبقى الفرد في غرفة خشبية مليئة بهواء ساخن وجاف لمدة تصل إلى 20 دقيقة. في العام 2018، نشر فريق من الباحثين الفنلنديين مراجعة عن المنافع الصحية للساونا في "حوليات مايو كلينك". تربط دراسات عدة بين الاستعمال المتكرر للساونا (بين أربع وسبع مرات أسبوعياً) وتراجع ضغط الدم وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة القلبية المفاجئة والجلطة الدماغية. يظن الباحثون أن هذه المنافع قد تشتق من تحسّن وظيفة الأوعية الدموية ومستويات الكولسترول وتراجع حدة الالتهاب لدى المعتادين على حمّامات الساونا. لكن قد يفسّر الاسترخاء الذي تعطيه حصة الساونا النتائج المرتبطة بالقلب أيضاً، ولا ننسى أهمية أسلوب الحياة الذي يسمح بتكرار هذه العادة.

تدابير آمنة

تُعتبر حمّامات الساونا والمغاطس الساخنة آمنة عموماً للمصابين بأمراض قلبية مستقرة أو حتى حالة معتدلة من قصور القلب. لكن من الأفضل أن يتجنبها المصابون بألم غير مستقر في الصدر (خناق صدري) أو بارتفاع ضغط الدم أو أي مشاكل خطيرة أخرى في القلب. يوضح هاتر: "يجب أن يتوخى الناس في عمر السبعين وما فوق أقصى درجات الحذر إذا كان ضغط دمهم متدنياً". إذا أصبحت المياه ساخنة أكثر من اللزوم في حوض الاستحمام، قد ينخفض ضغط الدم بدرجة فائقة، ما يؤدي إلى أعراض مثل الدوار. يعني المعدل المنخفض أن يبلغ الضغط الانقباضي حوالى 110 ملم زئبق أو أقل. تتراوح حرارة المياه المثالية بين 37 و40 درجة مئوية. باختصار، يجب أن تعتاد على هذا الشكل من الاستحمام تدريجاً كي يتأقلم جسمك مع مرور الوقت.

تبلغ الحرارة النموذجية في حصة الساونا الفنلندية 80 درجة مئوية. لا تبقَ في الغرفة الساخنة لأكثر من 15 أو 20 دقيقة، أو أقل من ذلك إذا كان ضغط دمك منخفضاً. وإذا بدأتَ تشعر بالحر أو الدوار على نحو مزعج، اجلس خارج غرفة الساونا. من المفيد أيضاً أن تُبرّد جسمك تدريجاً ولا تخرج في الطقس البارد بعد الحصة مباشرةً. أخيراً، اشرب بضعة أكواب من المياه للتعويض عن السوائل التي خسرتها أثناء التعرق.


MISS 3