جاد حداد

كيف يؤثر "كوفيد - 19" على قلبك؟

22 شباط 2022

02 : 00

تكشف هذه الدراسة أن المتعافين من فيروس "كوفيد - 19" يصبحون أكثر عرضة للمشاكل القلبية خلال أول سنة بعد المرض.

صرّح طبيب القلب غريغ فونارو من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، لمجلة "ميديكل نيوز توداي" (لم يشارك في الدراسة الجديدة) انه "تم توثيق مجموعة واسعة من الإصابات والمخاطر على مستوى القلب والأوعية الدموية".

جرت هذه الدراسة تحت إشراف باحثين من كلية الطب التابعة لجامعة واشنطن في سانت لويس ومن قسم شؤون المحاربين القدامى في "نظام سانت لويس للرعاية الصحية".

يقول المشرف الرئيسي على البحث، زياد العلي، وهو رئيس قسم الأبحاث والتطوير في "نظام سانت لويس للرعاية الصحية" وعالِم أوبئة في جامعة واشنطن: "ما نلاحظه ليس إيجابياً. قد يؤدي فيروس "كوفيد - 19" إلى مضاعفات خطيرة على مستوى القلب والأوعية الدموية، وحتى الوفاة. لا يتجدد القلب أو يصلح نفسه بسهولة بعد تضرره. حتى أن بعض الأمراض يؤثر على الناس طوال حياتهم".

يوضح الدكتور ريتشارد بيكر، مدير معهد القلب والرئة والأوعية الدموية في جامعة "سينسيناتي": "تُشدد الملاحظات التي جمعناها على نقاط تستخف بها الأوساط الطبية وعامة الناس، وهي تتعلق بالتداعيات المحتملة على القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل، وقد تكون هذه العواقب خطيرة أو تُهدد حياة الناس أحياناً. تتعلق أهم رسالة في هذا المجال بنشر الوعي حول الموضوع ومتابعة الحالات بعد التقاط العدوى".

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "طب الطبيعة".

مشاكل قلبية متنوعةيصف الدكتور زياد العلي أنواع الأضرار بعد التقاط عدوى كورونا قائلاً: "تتعدد أمراض القلب والأوعية الدموية المحتملة، بما في ذلك مرض الأوعية الدموية الدماغية، واضطراب نظم القلب، ومرض القلب الإقفاري وغير الإقفاري، والتهاب التامور، والتهاب عضل القلب، وقصور القلب، ومرض الانسداد التجلطي. كانت المخاطر واضحة حتى في المجموعة التي أصيبت بحالة خفيفة من "كوفيد-19" ولم تحتج إلى دخول المسشتفى خلال المرحلة الحادة من المرض. كذلك، يبدو أن هذه العدوى لا تفيد أكثر الأشخاص عرضة للمشاكل القلبية في المرحلة اللاحقة. حتى أن المخاطر ظهرت لدى الشباب وكبار السن، رجالاً ونساءً، ومن أصحاب البشرة البيضاء والسوداء، ولدى المدخنين وغير المدخنين، والمصابين بأمراض أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى، وغير المصابين بأي مرض. يستفيد فيروس "كوفيد - 19" إذاً من جميع الفرص والظروف".

سبب المشكلةيوضح بيكر السبب الكامن وراء هذه الأضرار القلبية كلها قائلاً: "يعرف الأطباء أن عدوى كورونا المستجدة قد تُسبب، خلال مراحلها الأولى أو الحادة، التهاباً في القلب، أو التهاب التامور أو غلاف القلب، أو نوبات قلبية (نتيجة احتشاء عضلة القلب) بسبب الإجهاد الذي تسببه العدوى، أو تراجع نسبة الأكسجين في الدم، أو جلطات دموية في الشرايين التاجية، أو قصور القلب. هذه الجلطات الدموية قد تشكّل دليلاً مهماً على ما يحصل. تتعدد الأسباب التي تثبت أن الجلطات الدموية المُسببة للنوبات القلبية والجلطات الدماغية لدى المصابين بفيروس "كوفيد-19" تحمل خصائص مختلفة وفريدة من نوعها. هي تشمل مثلاً نسبة أعلى بكثير من مجموعات فرعية ومحددة من خلايا الدم البيضاء مقارنةً بمناطق أخرى من الجسم. بدأت نظرية الجلطات الدموية التي تتزامن مع كورونا تتّضح. لا تزال الأبحاث مستمرة لفهم السبب الدقيق وراء هذه الحالة ولاكتشاف سبل الوقاية والعلاج. وفق ملاحظاتنا حتى الآن، من الأصعب معالجة التهاب التامور المرتبط بفيروس "كوفيد-19" مقارنةً بالالتهاب المرتبط بفيروسات أخرى، وتبدو وتيرة تكرار المشكلة أكثر شيوعاً. لا بد من إجراء أبحاث إضافية لفهم الآليات المسؤولة عما يحصل ولتغيير المقاربة المستعملة لمعالجة بعض المرضى".

أصبح العلماء متأكدين من قدرة فيروس "كوفيد - 19" على إيذاء القلب. استناداً إلى تحليل قواعد بيانات وطنية حول الرعاية الصحية من وزارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، تطرح دراسة جديدة نظرة مفصّلة حول مشاكل قلبية شائعة بعد التقاط العدوى.

حتى ظهور معلومات إضافية حول هذا الموضوع، تقضي أفضل استراتيجية برصد أي مؤشرات محتملة على إصابة المتعافين من "كوفيد - 19" بمشاكل قلبية.

في النهاية، يستنتج بيكر: "يجب ألا يتردد المصابون بالعدوى في التكلم مع طبيبهم حول أي مشاكل متبقية أو جديدة، حتى لو كانت الأعراض خفيفة في البداية، بما في ذلك التعب، وعدم تحمّل النشاطات الجسدية، ألم الصدر، ضيق التنفس، خفقان القلب ونوبات الإغماء".