عمر حرفوش

حين أصرّ ميشال المر أن لا تغرب شمس بيروت… أضاءتها MTV من جديد

في مشهد استثنائي طال انتظاره، أشرقت شمس بيروت من جديد، لا كشروق عابر، بل كشعلة حياة قررت المدينة أن تتمسك بها، بعد سنواتٍ طويلة غرق فيها نهارها في ظلام الليل، وبات ليلها بلا نجوم. 


في قلب مدينة كانت لعقود ساحة لتصفية الحسابات، أعلنت بيروت، وبصوت عالٍ: "أنا الحياة، أنا النور، أنا الفرح".


الحدث كان إعلان إضاءة وسط بيروت، في احتفال وطني جامع، رعاه وواكبه وباركه رئيس الجمهورية، الأب الحريص على الوطن، الرئيس جوزاف عون، والسيدة الأولى نعمت عون، المفعمة بالحيوية والإنسانية والمعروفة بالتزامها القضايا الاجتماعية والوطنية.


المناسبة، التي غصّت بالحضور من شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، أعادت رفع شعار الحياة في العاصمة، بمشهد عابر للكلمات، وصعب اختزاله في عبارات وسطور.


من قلب الألم، من مدينة دفعت ثمن صراعات الآخرين، من عاصمة كانت تُستخدم ساحة لتبادل الرسائل والنفوذ ومرات الحروب، عادت بيروت لتقول: "أنا لست صندوق بريد لأحد. أنا عاصمة لبنان المستقل". اليوم، صراعات الخارج تُخاض بعيدًا منا، ولبنان واقف، يحمي نفسه وشعبه ومستقبله.


وفي وقت تعاني فيه دول في الإقليم من ظلمة الحرب ودمارها، أعلنت بيروت قرارها: "نريد الفرح، نريد الثقافة، نريد الفن، نريد النور، لا العتمة. نريد البناء لا الخراب، ونريد السلام لا الحرب". 


ولأن الأمل لا يُصنع صدفة، لا بد من تحية لكل من تمسك به. وفي طليعتهم رئيس مجلس إدارة قناة MTV، السيد ميشال المر، الذي أثبت مجددًا أن الإعلام يمكن أن يكون حاملًا شعلة الحياة في أحلك الأوقات، وأن بيروت لا تستسلم، طالما هناك من يؤمن بها ويعمل لأجلها.


وبينما تستعد بيروت لصفحات جديدة من النهوض، يبقى الأمل أن تتكرر هذه المشاهد في مختلف المناطق اللبنانية، ليعود لبنان كما نريده، مزدهرًا، حرًا، حيًّا.


أما صفحات الماضي الأليم، فآن لها أن تُطوى… إلى غير رجعة.


وفي الختام أقول، نحن كمغتربين، يفيض قلبنا فخرًا واعتزازًا كلما رأينا وطننا ينهض من تحت أنقاض الحروب، ومن بين جراحه العميقة، ومن ظلمات العتمة التي أثقلته طويلًا. نحن الذين دفعنا الوطن إلى العالم سفراء للتميّز والإبداع، لا يسعنا إلا أن نقف إلى جانبه، ونمنحه كل ما يستحق من دعم ووفاء، على أمل أن نعود إليه قريبًا… عودة الابن إلى حضن وطنه، إلى ترابه، إلى تاريخه ومستقبله. هذا الحلم يسكننا، وهذا الإيمان بلبنان لا يفارقنا، ما دام في القلب نبض وفي الأفق نور.



شريك في "نداء الوطن"