ألين الحاج

السوشيال ميديا في أسبوع

جولة على سجالات الأسبوع السياسيّة في مواقع التواصل الاجتماعيّ شملت العناوين التالية: "ترامب يُنهي الحرب"، "عون وسلام تحت المجهر!"، "التفجير في دمشق والسجال في بيروت"، "نيران الانتخابات البلدية تشتعل مجدّدًا". 



ترامب يُنهي الحرب

عنصر المفاجأة بات سمة لا تنفصل عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فبعد ضربة عسكرية خاطفة دمّرت منشآت إيران النووية عبر قاذفات "B 2" الشبح الأميركية، تسارعت الأحداث، وفاجأ ترامب العالم بإعلان وقف إطلاق النار، عبر منصته الخاصة "Truth Social" منهيًا ما أسماه "حرب الـ 12 يومًا".


في الواقع، برزت منصّة ترامب الخاصة "Truth Social" بمثابة السلاح الإعلامي الأول للرئيس الأميركي، الذي حرص على توثيق نجاح العمليّة ضد المنشآت الإيرانية عبر منشور عليها، ثم هاجم عبرها الإعلام التقليدي الذي شكّك في الضربة، ناعتًا إياه بـ "الإعلام الكاذب". وفجر الثلثاء، كتب ترامب على المنصّة: "مبروك للعالم لقد حان الآن وقت السلام".


وكان الرئيس المثير للجدل، أسقط مساء الأحد شعاره الشهير "MAGA" على إيران، ليعلن انطلاق "MIGA – Make Iran Great Again". ثم تساءل مستفزًا: "إذا كان النظام الإيراني عاجزًا عن جعل إيران عظيمة مجدّدًا، فلماذا لا يُغيَّر؟".

مواقع التواصل اشتعلت فورًا، وتصدّر سؤال واحد المشهد: "هل اقتربت عودة رضا بهلوي؟"، أي ابن شاه ايران الذي أطاحت به الثورة الخمينية، علمًا أن وليّ العهد سجّل إطلالات عديدة خلال الأسابيع الماضية على حساباته الرقميّة، حيث دعا الإيرانيين للانتفاض والثورة على النظام القائم في البلد. وسرعان ما انتشرت عبارة "MIGA" على قبّعات وقمصان، كما غزت الفضاء الافتراضي منشورات لناشطين إيرانيين مناهضين لنظام خامنئي ومؤيدين لابن الشاه تحت وسم MIGA#. 


وامتدّت السجالات الافتراضية من واشنطن إلى بيروت. في الولايات المتحدة، اعتبر مؤيدو ترامب أنه "أعظم رئيس في التاريخ"، فيما اتّهمه معارضوه بأنه يخضع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. واستعاد البعض مواقفه السابقة المتردّدة تجاه الحرب، فكتب أحدهم: "أليس هو من رفض التدخل العسكري طيلة أشهر؟ ما الذي تغيّر؟".

ولفت دخول الناشط الأميركي جاكسون هينكل على الخط، متّهمًا ترامب بشنّ الهجوم لصرف الأنظار عن تورّطه بفضيحة "ملف إبستين"، لكنّ الرد جاء سريعًا من قاعدة ترامب: "لو كان متورّطًا فعلاً، لكانت الدولة العميقة زجّته بالسجن منذ زمن!".

في موازاة ذلك، اندلع نقاش تقني حول مصير اليورانيوم الإيراني: "هل نُقل سرًّا إلى مواقع محصّنة قبل الضربة؟ أم تمّ تدميره حقًّا؟".

على "التايملاين" اللبناني، واكب الناشطون الضربة الأميركية لحظة بلحظة، وانقسموا كعادتهم بحدّة بين جمهور "حزب الله" المندّد بها وخصومه المؤيدين لها. غير أنّ المنشورات التهكّمية كانت طاغية على مثال: "أين الضربة الأميركية؟ أنا لا أراها"، و "إيران أُذلت". في حين انتشرت صورة ساخرة تُظهر ترامب وهو يقدّم لخامنئي حبوب فيتامين "B 2"، في إشارة إلى قاذفات "B 2" التي استهدفت منشأة فوردو.


وبعد انتهاء الحرب سأل أحدهم :" أيّ ساعة رح يطلّ علينا جمهور "الحزب" يفسّرولنا كيف وقف إطلاق النار انتصار إلهي للمحور".



ترامب عبر منصته وعبارة «MIGA»



عون وسلام تحت المجهر!

حظي رئيس الجمهورية جوزاف عون بإشادات واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال مشاركته ورعايته لفعالية "بيروت نبض الحياة"، التي أطلقها رئيس مجلس إدارة قناة "MTV" ميشال المرّ، تحت عنوان "إعادة تأهيل ساحة الشهداء وإنارة ساحة النجمة". واعتُبرت الخطوة بمثابة موقف رمزي مفصلي في خضمّ الحرب، حيث تصدّر هاشتاغ "#بيروت_نبض_الحياة" حسابات الناشطين. ومن بين أبرز التعليقات تحته: "بيروت المجروحة رجعت تنبض بالحياة بفضل رئيس آمن فيها".


لكن في مقابل هذا الزخم الإيجابي، تصاعدت موجة انتقادات حادّة من ناشطين مناهضين للمحور الإيراني، تجاه الصمت المريب لكلّ من الرئيس عون ورئيس الحكومة نواف سلام، إزاء تصريحات نواب "حزب الله" وأمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذين عبّروا صراحةً عن دعم إيران "بالطرق المناسبة" في سياق الحرب المستعرة. واعتبر المنتقدون أنّ هذا الصمت الرسمي عكس تواطؤًا خطيرًا، ما أشعل موجة غضب من قبلهم على المنصّات الرقمية.


السياسيون دخلوا على خط المواجهة أيضاً، إذ توجّه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر حساباته، إلى قاسم قائلاً: "لا تستطيع التصرّف بما تراه مناسبًا. الحكومة اللبنانية وحدها تستطيع التصرّف بما تراه مناسبًا".


كذلك اندلع سجال بين وزير الخارجية يوسف رجّي ورئيس الحكومة نواف سلام، بعدما كشف الأول أنه طلب من الحكومة خلال إحدى جلساتها، إصدار موقف رسمي يرفض توريط لبنان في الحرب الإقليمية. ليردّ سلام عبر "إكس" مستغربًا "الكلام المنسوب إلى أحد الوزراء"، ومعيدًا التذكير بموقفه الثابت في "رفض زج لبنان". لكن ردّه لم يلقَ استحسانًا، إذ رأى ناشطون أن موقفه الخاص لا يُعبّر عن موقف الحكومة الموحّد.


في موازاة ذلك، أثار تسريب صادم من داخل "السفارة الإيرانية في بيروت" عاصفة من التنديد الافتراضي، بعدما انتشر فيديو دعائي يدعو إلى قصف المملكة العربية السعودية ويحرّض على زوالها. ووسط صمت رسمي مطبق، ارتفعت أصوات مطالبة بـ "إغلاق سفارة إيران في بيروت فورًا وطرد السفير الإيراني".




خلال إطلاق «بيروت نبض




التفجير في دمشق والسجال في بيروت

ما إن اهتزّت "كنيسة مار الياس" للروم الأرثوذكس في قلب العاصمة السورية دمشق، بالتفجير الدامي الذي حصد أرواح نحو 27 مؤمنًا، حتى ارتدّ دويّ الانفجار سياسيًا وطائفيًا إلى لبنان.


لبنان الرسمي دان المجزرة بشدّة، فيما اشتعلت منصّات التواصل بسجالات حامية. من جهة، عبّرت حسابات لمواطنين سُنّة وشيعة عن إدانتهم للجريمة، متجاوزين الانقسامات المذهبية، بينما توحّد المسيحيون بمختلف أطيافهم السياسية حول هاشتاغ "#شهداء_المسيح"، مفعمين بالحزن والغضب، كما وجّه عدد منهم سهام الغضب نحو الرئيس السوري أحمد الشرع.


في سوريا، بدا الجرح عميقًا على "التايملاين" حيث انتشرت صور الضحايا والصلوات لراحة أرواحهم. لكن في الوقت نفسه، انفجرت حالة من السخط بين مسيحيّي سوريا الذين لم يتقبّلوا الرئيس الجديد بسبب خلفيته الجهادية، وانتمائه السابق إلى "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش". وبدأ التداول بمنشورات تدعو إلى تظاهرات عارمة في دمشق تحت شعار: "سوريا حرّة حرّة… الأجنبي اطلع برّا"، أي العناصر الأجنبية التي أدخلها الشرع في صفوف الجيش السوري والتي قيل إنّ الانتحاريّ واحد منهم.


في خضمّ هذه المأساة، لم ينجُ المشهد اللبناني من شرارة السجال. فمن جهة أجمع معظم المناهضين لـ "حزب الله" أنّ التوقيت المريب للتفجير، يؤكّد أن نظام الرئيس السوري السابق بشّار الأسد يقف خلفه، كون التنظيمات الأصولية تتحرك وفقاً لأجندته. في المقابل وجّه جمهور "الحزب" سهام الاتهام نحو الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، معيدين التذكير بخلفيّته المتشدّدة.


سجال مسيحي-مسيحي افتراضي برز أيضاً. فقد خرج رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل بتصريح عبر منصة "إكس" دان فيه الجريمة وطالب الشرع بتحمّل المسؤولية، هو و "رفاقه اللبنانيون". العبارة الأخيرة أثارت موجة انتقادات قوّاتية، خصوصًا أنّها بدت متماهية مع تعبير "الرفيق" الذي استخدمه رئيس "جهاز الاعلام في القوات اللبنانية" شارل جبّور في حديث سابق له عن أحمد الشرع. واتّهم عدد من القواتيين، باسيل، باستغلال دماء الشهداء المسيحيين في سوريا لكسب نقاط سياسية. كما رأى آخرون أنّ المسيحيين اللبنانيين هاجروا بكثافة خلال فترة ولاية عمّه، الرئيس السابق ميشال عون.


يُذكر أنّ الرئيس الشرع، دان التفجير الإجرامي وقدّم تعازيه لأهالي الضحايا مشدّدًا على أهمية الوحدة في مواجهة التهديدات التي تطال أمن البلاد.




تفجير كنيسة مار الياس في دمشق




نيران الانتخابات البلدية تشتعل مجدّدًا

رغم إقفال صناديق الاقتراع وصدور النتائج منذ فترة، لم تهدأ بعد أصداء الانتخابات البلدية في لبنان. وآخر محطّاتها ظهرت في قضاء البترون، أحد أبرز معاقل "التيار الوطني الحر" ومسقط رأس رئيسه. فقد فاز مرشّح "القوات اللبنانية"، رئيس "بلدية كور" روجيه يزبك، برئاسة "اتحاد بلديات البترون"، متقدّماً على رئيس "بلدية مدينة البترون"، مرشّح "التيار" مرسلينو الحرك، بنتيجة لافتة: 18 صوتًا مقابل 9 أصوات.


لكنّ الحدث تخطّى الأرقام، فالنتيجة اعتُبرت ضربة قاسية ومباشرة لباسيل، على "أرضه" السياسيّة، وفي مقعدٍ كان محسوبًا عليه سلفًا. واشتعلت السجالات على مواقع التواصل الاجتماعي. الفريق الخاسر أكّد، من خلال منشوراته، على وجود عملية تزوير من قبل "القوات"، فيما ردّ مناصرو "القوات" بمنشورات تعكس فرحتهم بالفوز. وتداولوا على نطاق واسع، فيديو لرئيس حزب "القوات اللبنانية" يحضر الاحتفال بالفوز، حيث ألقى كلمة وجدانية في المناسبة، مؤكّدًا أنّ البداية الفعليّة "للقوات" كانت من البترون عبر أجيال، واستذكر قواتيين قدّموا حياتهم لأجل الحفاظ على المنطقة.


ونشر بعض مناصري "القوات" فيديو لجعجع  يرقص "الدّبكة" مع الفائزين، وترجموها كرسالة سياسية في عقر دار باسيل، فيما تصدّر هاشتاغ "#في_الاتحاد_قوات" منشوراتهم.


المفارقة أنّ هذا الانتصار يأتي بعد أيام قليلة من فوز مماثل لـ "القوات" في "اتحاد بلديات قضاء جزين".


جعجع في احتفال الفوز باتحاد بلديات