لوكاس سعدي: كوبي براينت ترك بصمة هائلة في عالم كرة السلة

02 : 00

بعد مرور تسعة أشهر على الحادث الذي أودى بحياة كوبي براينت، نشر الكاتب لوكاس سعيدي من مدينة "بريست" الفرنسية سيرة عن نجم فريق "لوس أنجليس ليكرز" السابق بعنوان Kobe Bryant, l'homme aux mille visages (كوبي براينت، رجل بألف وجه).

ما السبب الذي دفعك إلى كتابة هذه السيرة عن كوبي براينت بعد أشهر قليلة على وفاته؟


كنتُ قد اقترحتُ على المحرر الذي أتعامل معه كتباً أحبها كثيراً عن براينت، لكن بقي الموضوع على الهامش لفترة. ثم قال لي: بدل الترويج لهذه المشاريع، ألا تهتم بكتابة هذا النوع من الكتب بنفسك؟ رفضتُ العرض في البداية لكني فكرتُ بالموضوع طوال أسبوعين. في النهاية، راجعتُ نفسي واستنتجتُ أن التخلص من تلك المواد كلها حماقة كبيرة. رغم خوفي الشديد من هذه الخطوة، كنتُ أحمل مشروعاً كاملاً في عقلي وقلتُ لنفسي إنني قد أندم طوال حياتي إذا لم أطلق هذه المحاولة.


هل زادت صعوبة تنفيذ هذا المشروع بعد وفاة براينت حديثاً؟


أردتُ أن أكتب مقالة بعد وفاته مباشرةً. لكني كنتُ أحتاج إلى وقتٍ إضافي وتفكير أعمق. في النهاية، أشعر بالسرور لأنني لم أنشر مقالة سريعة بما أن المشروع الذي أصدرتُه للتو هو أكثر تعقيداً بكثير. على مستوى الكتابة، شعرتُ بأن استعراض آراء الآخرين به أمر مثير للاهتمام. ويسمح التركيز على بعض الجوانب المحددة بمراجعة مواقفه، مع أن رأيي الخاص بشخصه لم يتغير كثيراً لأنني أعرفه جيداً منذ البداية.



كوبي براينت مع أوباما



بعد مرور تسعة أشهر على ذلك الحادث، ما الذي بقي اليوم من أسطورة كوبي براينت؟


في الوقت الراهن، لا يزال التاريخ الذي خلّفه كلاعب في عالم كرة السلة حياً. مع مرور السنين، قد تتطور النظرة إليه لكن لا يزال خبر وفاته حديث العهد. مع استئناف موسم كرة السلة، يحمل فريق "ليكرز" الذي فاز في النهائي إرث ذلك اللاعب الذي كان جزءاً منه باعتباره فاز بجميع الألقاب الممكنة ولطالما دعم فريقه... بما أنه توفي بتلك الطريقة القاسية، لا مفر من أن نتأثر حتى الآن برحيله بدل تحليل مسيرته كلاعب بموضوعية لتحديد المزايا التي أضفاها على هذه اللعبة من وجهة نظر تقنية أو لتقييم العقلية أو القدوة التي يمثّلها.


كيف تفسّر حجم التكريم العالمي الذي حظي به براينت في لحظة رحيله؟


على غرار مايكل جوردن تقريباً، نحن أمام لاعبٍ يسهل أن تُباع أي منتجات مرتبطة به لأنه شخصية مدهشة وقد حرص فريق مختصّ على تسويق اسمه وتسليط الضوء عليه من جهة، وساهم أداؤه في الملعب في ترسيخ الصورة التي يتم التسويق لها من جهة أخرى. لقد أطلقته ماركة "أديداس"، لكنّ انتقاله إلى ماركة "نايكي" في العام 2003 ضخّم الظاهرة التي يمثّلها تزامناً مع انفتاح دوري كرة السلة الأميركية للمحترفين على السوق الآسيوي. قال ليبرون جيمس حين ذهبوا للمشاركة في الألعاب الأولمبية في بكين في العام 2008: "كنتُ أظن أنني مشهور لكني اكتشفتُ أنني نكرة إلى جانب كوبي"!


ما هي المكانة التي نستطيــــــــــــــع إعطاءها لكوبي براينت ضمن التسلسل الهرمي لدوري كرة السلة الأميركيــــة للمحترفين؟


هل يأتي في المرتبــــــــة الثانية بعد جوردن؟بل أظن أنه أبعد منه بقليل لأن أداءه كلاعب أثبت مراراً حدود قدراته في كرة السلة. لكني أعتبره من أفضل 10 أو 15 لاعباً في التاريخ ولا شك في أنه من أكثر اللاعبين تأثيراً في عصره، عندما كان دوري كرة السلة الأميركية يزداد شهرة في كل مكان. في النهاية، يتعلق العامل الأساسي طبعاً بمستوى أداء اللاعب لكنّ تأثير الشخص في محيطه له أهمية كبرى أيضاً. براينت ترك بصمة هائلة على أرض الملاعب، لكن تزداد أهميته لأنه نجح في وضع نفسه في المقدمة. حين كان دوري كرة السلة الأميركية يشهد مرحلة انتقالية بعد عصر جوردن، أثبت براينت نفسه سريعاً كقائد حقيقي أمام لاعبين من أمثال شاكيل أونيل وتيم دانكن وآلن إيفرسون...





ما الذي يمثّله براينت في تاريخ فريق "ليكرز"؟


لن أقول إنه كان خليفة ماجيك جونسون، لكنّ نجاحه في بلوغ مستواه هو أمر مدهش. كان ماجيك تجسيداً حياً لفريق "لوس أنجليس ليكرز"، ونجح براينت في الوصول إلى المكانة نفسها بطريقة عابرة للأجيال. في "لوس أنجليس" ثمة جانب متعدد الثقافات. وفي الرياضة، لا يتفق الجميع على الرأي نفسه. تحظى لعبة البيسبول بمتابعة كبار السن واللاتينيين بشكلٍ أساسي، وتتركّز كرة القدم الأميركية في الجامعات أولاً... لكن يبقى فريق "ليكرز" الجهة الوحيدة العابرة للجماعات والأجيال. كان كوبي رمزاً حقيقياً لهذا الفريق طوال عشرين سنة، ما يجعله مرجعاً أساسياً لعدد متزايد من النــاس في هذا المجال.


قررتَ أن تُخصّص فصلاً من الكتـــاب لتُهَم الاغتصاب التي واجهها براينت في كولورادو. ما السبب؟


كان ضرورياً برأيي أن أخصّص فصلاً كاملاً لهذا الموضوع لأننا نميل بشكل عام إلى تجنّب هذه المسائل حين تطاول الرياضيين والممثلين. غالباً ما تقضي المقاربة الشائعة بتجنب الموضوع نهائياً أو الاستفاضة في الكلام عنه حصراً. لكن من الأفضل بحسب رأيي أن نتطرق إلى هذا الحدث ونحاول تقييم طريقة التعامل معه. أعتبر مجرّد ذكر الموضوع بالغ الأهمية لأنه حدث حذفه الجميع عند وفاته. إنها خطوة منطقية في لحظة تكريمه لكنّ الإغفال الدائم عن هذه المسألة مبالغ فيه.


MISS 3