إيران تحشد قوّاتها على الحدود مع أرمينيا وأذربيجان

قصف آذاري دموي يستهدف مناطق قره باغ

02 : 00

قره باغ تمرّ بمرحلة وجوديّة ومصيريّة (أ ف ب)

قُتِلَ 3 مدنيين ليل الخميس - الجمعة في قصف استهدف جمهوريّة ناغورني قره باغ، بحسب ما أعلنت أرمينيا، فيما يتواصل القتال الضاري مع الجيش الأذربيجاني بالقرب من بلدة شوشة الإستراتيجيّة.

وأوضحت الدفاع الأرمينيّة أنّ ستيباناكرت، عاصمة قره باغ، تعرّضت لضربات من جديد، لافتةً إلى أنّ "قذيفة أصابت منطقة سكنيّة وقتلت ثلاثة مدنيين"، في إشارة إلى قصف بلدة شوشة.

كذلك، أعلنت قوّات قره باغ أنّ القتال مستمرّ "على امتداد الأجزاء الرئيسيّة من الجبهة"، مشيرةً إلى أنّ "الهجمات المتعدّدة التي شنّتها الوحدات الأذربيجانيّة على شوشة تمّ صدّها"، مؤكدةً أنّ القوّات "سيطرت بشكل كامل على الوضع".

وفي المقابل، أفادت الدفاع الأذربيجانيّة عن إطلاق نيران معادية في الصباح على بلدة ترتار وقريتَيْن أخريَيْن. كما أشارت إلى قصف بلدة في منطقة غورانبوي خلال الليل، بينما شجبت الأمم المتحدة هذا الأسبوع الهجمات "العشوائيّة" المستمرّة على المناطق المدنيّة، محذرةً من أنّ مثل هذه الهجمات قد ترقى إلى "جرائم حرب". كما أعربت عن قلقها في شأن مشاهد فيديو "مقلقة للغاية" تُظهر القوّات الأذربيجانيّة تعدم جنديَيْن أرمينيَيْن أسيرَيْن.

وفي الغضون، كشف رئيس جهاز الإستخبارات الخارجيّة الروسي سيرغي ناريشكين أنّ المخابرات الشريكة في الشرق الأوسط ساعدت موسكو في الحصول على معلومات دقيقة حول مشاركة مسلّحين سوريين في معارك قره باغ. وقال ناريشكين خلال مقابلة تلفزيونيّة: "لدينا معلومات دقيقة حول وجود إرهابيين في منطقة القتال، بما في ذلك من الشرق الأوسط، ومن سوريا في المقام الأوّل".

وواصل المسؤول الإستخباراتي الروسي: "نتلقّى هذه المعلومات من دول عدّة ومن مصادر مختلفة، والأجهزة المختصّة الشريكة في الشرق الأوسط والشرق الأدنى"، مؤكداً مشاركة الإستخبارات التركيّة في أحداث قره باغ، بحيث قال: "نشعر بعمل الإستخبارات التركيّة ونرى عناصر معيّنة من هذا العمل".

وفي السياق، أعرب نائب رئيس برلمان أرمينيا ألين سيمونيان عن استعداد بلاده لعرض المسلّحين الأجانب المأسورين في قره باغ على سفراء الدول، لافتاً إلى أنّ وجود الإرهابيين في الإقليم أصبح أمراً واقعاً. وقال سيمونيان خلال تصريحات لوكالة "تاس": "لدينا مرتزقة أسرى من سوريا وليبيا، وهم يتحدّثون عن كلّ شيء"، لافتاً إلى أن "أرمينيا مستعدّة لمنح أي سفير فرصة التواصل مع الإرهابيين الذين تمّ أسرهم خلال المعارك. وبصفتي ممثلاً للحكومة، أتعهّد شخصيّاً بتنظيم مثل هذه اللقاءات".

واعتبر أنّ قره باغ أصبحت بوابة يُحاول الإرهابيّون من خلالها الوصول إلى أجزاء مختلفة من العالم، بما فيها روسيا، مؤكداً استعداد يريفان لحلول وسط متبادلة مع باكو، لكن ليس للإستسلام، في حين كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" وصول دفعة جديدة من جثث "مرتزقة الفصائل" الموالية لأنقرة إلى الأراضي السوريّة، مِمَّن قُتِلوا في معارك قره باغ ضدّ القوّات الأرمينيّة، موضحاً أن الدفعة الواصلة ضمّت 12 جثة للمقاتلين السوريين، أتت إلى مناطق نفوذ القوّات التركيّة والفصائل شمال سوريا.

وبذلك تكون حصيلة قتلى الفصائل قد ارتفعت إلى أكثر من 250، بينهم 195 قتيلاً نُقلت جثثهم إلى سوريا، فيما لا تزال جثث البقية في أذربيجان، بينما تمكّنت القوّات الأرمينيّة من أسر 3 مقاتلين على الأقلّ.

وفي موازاة ذلك، أرسلت إيران قوّات وآليّات إلى مناطق شمال غربي البلاد المحاذية لحدود أرمينيا وأذربيجان، وذلك للمرّة الثانية في غضون أقلّ من أسبوعَيْن. وأفاد الموقع الإلكتروني للجيش الإيراني، بحسب "وكالة الأنباء الألمانيّة"، أنّه تمّ إرسال قسم من معدّات الدروع من مقرّ عمليّات "فرقة الدروع 16" في قزوين إلى المناطق الحدوديّة في شمال غربي البلاد، بواسطة عربات نقل وحاملات دبّابات من قبل القوّة البرّية.


MISS 3