جاد حداد

أحدث التوجيهات لمعالجة داء النقرس

11 تشرين الثاني 2020

02 : 00

لا ينسى الناس أول نوبة تصيبهم من داء النقرس (Gout)، إذ تترافق هذه الحالة مع ألم حاد وتورّم واحمرار قوي ومتسارع. غالباً ما تصيب النوبة الأولى المفصل الكبير في إبهام القدم، لكن قد تستهدف النوبات اللاحقة القدم أو الكاحل. تكون مناطق أخرى أيضاً مُعرّضة لهذه المشكلة، منها الركبة واليد والمعصم.

يُعتبر خط العلاج الأول فعالاً جداً ويشمل أدوية مضادة للالتهاب والعلاج بالثلج والراحة. كذلك، يوصي الخبراء بخليط من التعديلات على مستوى الحمية الغذائية وأسلوب الحياة وبعض الأدوية الطبية، أو ما يُسمّى "علاج خفض اليورات"، إذا تكررت النوبات أو زادت حدّتها.

إرشادات جديدة

اكتشفت "الكلية الأميركية لأمراض الروماتيزم" أن طريقة تطبيق علاج خفض اليورات لم تتحسن رغم نشر الإرشادات المرتبطة به منذ العام 2012. يتعلق أحد الأسباب على الأرجح بقلة الأدلة القوية التي تثبت فعالية تلك التوجيهات. كذلك، لا يطبّق الكثيرون علاج خفض اليورات بالشكل المناسب حتى لو وَصَفه لهم الأطباء.

هذا ما دفع "الكلية الأميركية لأمراض الروماتيزم" إلى تحديث توجيهاتها عبر طرح دراسات جديدة تُشدد على أهمية تلك الاستراتيجيات. يقول الدكتور روبرت شميرلينغ، مُحرّر جامعي مرموق في دار "هارفارد هيلث" للنشر ورئيس قسم أمراض الروماتيزم سابقاً في مركز "بيث ديكونيس" الطبي التابع لجامعة "هارفارد": "قد لا تكون هذه التوصيات كلها جديدة بالضرورة، لكنّ تدعيمها أمر إيجابي نظراً إلى زيادة أعداد من يحتاجون إلى تطبيقها".

حمض اليوريك والمفاصل

يُعتبر داء النقرس النوع الأكثر شيوعاً من التهاب المفاصل، وهو ينجم عن تبلور حمض اليوريك داخل المفاصل. ينتج الجسم طبيعياً حمض اليوريك الذي يكون جزءاً من مخلفات الخلايا. يذوب هذا الحمض في الدم ويمرّ بالكلى نحو البول. لكن إذا أنتج الجسم نسبة مفرطة من حمض اليوريك أو فرّغ كميات ضئيلة منه، قد تتراكم مستوياته مع مرور الوقت، ما يؤدي أحياناً إلى نشوء بلورات اليورات في أحد المفاصل والأوتار والنسيج المجاور.

نتيجةً لذلك، يظهر التهاب مفاجئ ومؤلم. قد تحصل نوبة النقرس في أي وقت، لكنها أكثر شيوعاً خلال الليل. يُعتبر العمر من عوامل الخطر المؤثرة في هذا المجال، إذ يبرز رابط مباشر بين التقدم في السن وداء النقرس.


العلاجات المحتملة

لمعالجة النوبات المفاجئة من أعراض النقرس، تدعو التوجيهات الجديدة إلى استعمال العلاجات التي تسهم في تخفيف الالتهابات الناجمة عن بلورات اليورات.

الأدوية: في بعض الحالات، يكون أخذ دواء شائع من نوع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين (أدفيل، موترين) أو النابروكسين (أليف) كافياً للسيطرة على الأعراض. لكن يحتاج معظم الناس إلى جرعة يصفها الطبيب من دواء مضاد للالتهاب أو حبوب الستيرويدات القشرية (بريدنيزون) أو دواء كولشيسين (ميتيغار، كولكريس). كذلك، يمكن تلقي حقنة من الستيرويدات القشرية في المفصل للتحكم بالألم.

الثلج: غَلِّف حزمة باردة بمنشفة رقيقة وضعها على المفصل طوال 20 أو 30 دقيقة بشكلٍ متكرر على مر اليوم.

الراحة: أَسْنِد المفصل على وسادة وحاول ألا تُحرّكه إلى أن يتلاشى الألم.قد تدوم نوبات الالتهاب لأيام عدة أو أسبوع أو أكثر. غالباً ما تسمح الرعاية الذاتية بتخفيف الأعراض، لكن من الأفضل أن تستشير الطبيب للتأكد من التشخيص ومناقشة كيفية تجنّب أي نوبات مستقبلية.



علاج خَفْض اليورات

يقول شميرلينغ: "لمنع النوبات المتكررة والحادة، تقضي أفضل طريقة بتخفيض مستويات حمض اليوريك في الدم لأقل من 6 ملغ/ديسليتر".

هذا هو دور علاج خفض اليورات. تُشدد التوجيهات الجديدة على استعمال هذا العلاج في المقام الأول عند ظهور نوبتَين من داء النقرس أو أكثر سنوياً أو في حال تضرر المفاصل بسبب النقرس. ويجب أن يستمر العلاج حتى لو تلاشت نوبات الالتهاب. يسمح تعديل الحمية الغذائية وأسلوب الحياة بتخفيض مستويات حمض اليوريك. تشمل هذه المقاربة الخطوات التالية:

• خفّف استهلاك اللحوم والمحار أو توقف عن تناول هذه المنتجات بالكامل لأنها قد ترفع مستويات حمض اليوريك.

• خفف استهلاك الكحول والمأكولات أو المشروبات المصنوعة من شراب الذرة الغني بالفركتوز مثل المشروبات الغازية.

• أَكْثِر من شرب الماء يومياً لأن جفاف الجسم يزيد مستويات حمض اليوريك.

• تحكّم بوزنك لأن داء النقرس يرتبط بالوزن الزائد والبدانة.

نادراً ما تُخفِّض الحمية الغذائية وحدها مستويات حمض اليوريك بما يكفي، لذا تبرز الحاجة عموماً إلى أخذ الأدوية. قد لا يعطي الدواء مفعوله قبل مرور أسابيع أو بضعة أشهر. تشمل الأنواع الأكثر شيوعاً مثبطات أكسيداز الزانتين مثل الألوبورينول (ألوبريب، لوبورين، زيلوبريب) والفيبوكسوستات (أولوريك). لكن يجب أن ينتقل المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية أو من تعرّض حديثاً لنوبة قلبية من الفيبوكسوستات إلى دواء آخر.


MISS 3