ريتا ابراهيم فريد

كارول صقر: حكّامنا استغلّوا طيبة الشعب وكذبوا عليه بوعودهم

13 تشرين الثاني 2020

02 : 00

جمعت الفنانة كارول صقر صمتها خلال الفترة الماضية، وصرخت بإحساسها العالي بأغنيتين طرحتهما خلال فترة متقاربة، ولاقتا تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً للقضيتين اللتين تحملهما. الأغنية الأولى دعت فيها الشعب اللبناني الى الثورة على حكّامه الذين كذبوا عليه، والأغنية الثانية عن حقوق المرأة اللبنانية ومعاناتها في المحاكم، واضطرارها للتنازل عن حقوقها وأملاكها في سبيل الاحتفاظ بأولادها. "نداء الوطن" تواصلت مع الفنانة كارول صقر، وكان هذا الحوار الذي عبّرت فيه كارول عن مواقفها بجرأة وصدق وعفوية.

بعد غيابك لفترة عن الساحة الفنية، عدتِ بأغنيتين، الأولى عن الثورة والثانية عن حقوق المرأة. هل اتخذتِ القرار بطرح أعمال فنية تحمل رسالة محدّدة؟

لا بدّ من الإشارة في البداية الى أنني كنتُ قد اتخذتُ قراري بالتوقّف عن القيام بأيّ عمل فنّي. فالجوّ السياسي المسيطر جعلنا نشعر بالقرف من كلّ شيء. ولبنان بالنسبة لي مثل الرأس بالنسبة للجسم، حيث لا يمكن أن نكون نحن بخير إن لم يكن وطننا بخير. ولن أستطيع أن أقدّم أعمالاً مبدعة وناجحة إذا كانت نفسيّتي غير مرتاحة. وبما أنّ وطني ليس بخير، فأنا لستُ بخير. لذلك حاولتُ أن أبتعد عن طرح أيّة أعمال فنية خلال هذه الفترة، لأنّ الصوت لا يمكن أن ينبع إلا من القلب. حتى أتت انتفاضة 17 تشرين والأزمة المعيشية الصعبة التي يمرّ بها لبنان، ولمستُ كم أنّ شعبي مقهور وفقير ومذلول، فلم أستطع إلا أن أقبل بالتعاون على طرح أغنية الثورة، ثم أغنية المرأة. وبالتالي فالأغنيتان بحثتا عني، ولستُ أنا من بحثتُ عنهما.


"عم يكذبوا عليك" هي أغنية تحرّض الشعب على الثورة. اليوم بعد أكثر من سنة على انتفاضة 17 تشرين، هل ما زلتِ تؤمنين بأنّ هذا الشعب لا يزال قادراً على القيام بثورة؟


لم أعد أرغب بأن أسمع عبارة "الحق عالشعب"، أو تحميله مسؤولية انتخاب الحكام الفاسدين. هذا صحيح، الشعب هو من أوصلهم الى الحكم. لكنّ المشكلة أنهم تشبّثوا بكراسيهم رغم أنّ الشعب لم يعد يريدهم. هذا الشعب أخطأ، والجميع يخطئ. والحكام استفادوا من طيبة الشعب اللبناني وقلبه الطيب، ثمّ كذبوا عليه ولم يفوا بوعودهم حين وصلوا الى السلطة. هؤلاء سارقون ودجّالون، ولكن "فيه الله". والشعب لم يعد يريد إلا السترة وتأمين لقمة عيشه. وربّما بتنا نحتاج الى عجيبة.





"بالقوة اصنع التغيير"، صرختِ في الأغنية. ما هو التغيير الذي تريده كارول صقر في لبنان؟


نريد تغييراً جذرياً لكلّ الطاقم السياسي. نريد وجوهاً جديدة لا نعرفها، ودماً جديداً. مع التشديد على أن يرحل جميع وجوه السلطة الحالية، وألّا يبقى منهم شخص واحد في الحكم.


أغنية "خلص" التي طرحتِ فيها قضية المرأة، كيف ظهرت فكرتها ولماذا اتجهتِ نحو هذا الموضوع؟


تواصلت معي دوللي خباز، السيدة التي كتبت كلمات الأغنية، وأخبرتني عن رغبتها بأن أغنّيها. أحببتُ الرسالة التي تتضمّنها والصرخة التي تطلقها. فهناك الكثير من النساء اللواتي يعانين، وأنا في السابق لم أكن أدرك خطورة هذا الوضع، حتى فسّرته لي دوللي، وهي من النساء المعنّفات. ولم أكن أتصوّر أن أطرح هاتين الأغنيتين تباعاً خلال فترة قصيرة. وأودّ أن أشدّد على أنّ أغنية "خلص" ستبقى موجودة، ليس فقط للنساء المعنفات، بل علينا أن نقول "خلص" لكل خطأ موجود، و"خلص" لكل الظلم والقهر.


البعض اعتبر أنك في أغنية "خلص" تتحدّثين عن تجربة شخصية بعد انفصالك عن زوجك هادي شرارة. ما صحّة هذه الأخبار؟


أولاً أنا وهادي ما زلنا نعيش تحت سقف واحد، حيث نحتضن ابنتنا آية. وبالتأكيد الأغنية لا تعكس تجربة شخصية، لأنّ هادي لم يرفع يده عليّ أبداً، ولم يسبق أن عنّفني بأي شيء. هادي ليس من هذه الطينة، بل هو مهذّب وابن عائلة. ومع احترامي لجميع الرجال، لكن هادي "ما فيه متل قلبو"، ولن أجد رجلاً بأخلاقه وطيبته وكرمه. وقد حصل تعاون معه في الأغنيتين. لكن للأسف، البعض يبحث دائماً عن اختلاق الأخبار الكاذبة.





هل كنتِ أنتِ من اختار الممثلة ندى بو فرحات لتكون بطلة كليب "خلص"؟ ولماذا لم تظهري شخصياً فيه؟


دوللي هي من اختارتها. وكنت أرغب بأن أتواجد خلال التصوير، لكني لم أستطع ذلك بسبب كورونا. ولا بدّ من توجيه تحية كبيرة لكل من شارك في إطلاق هذا الكليب. وأنا فخورة بكل من وضع يده فيه، من المخرجة الى الشخص الذي أحضر القهوة. الأم تيريزا تقول: "إذا ما فيك تعمل إشيا كبيرة بهالحياة، اعمل إشيا صغيرة بحبّ كبير". الجميع عمل من قلبه وكان الكليب رائعاً من جميع النواحي. وأتمنّى أن يصل صوت دوللي خباز الى آخر الدنيا وأن تسترجع كل سيدة مقهورة حقّها.


هل أنتِ مع أن يتماهى الفنان مع مجتمعه ويدلي بمواقف واضحة من القضايا السياسية والاجتماعية؟


بالطبع نعم. البعض يقول إنّ الفنان يجب أن يكون محايداً، لكن ما فضله على وطنه إذا كان رمادياً؟ أسوأ ما في هذا العالم هو الإنسان الرمادي الذي لا يمكننا أن نمنحه ثقتنا، لأنه قد يكون غدّاراً. في المقابل، الانسان الواضح والشفّاف هو الذي يصل الى قلوب الناس مهما كان رأيه أو توجّهه.


MISS 3