"موديرنا" تُعزّز الأمل بكبح الوباء

02 : 00

فكرة التلقيح ضدّ "كورونا" أصبحت أكثر واقعيّة (أ ف ب)

أعطى إعلان شركة "موديرنا" الأميركيّة أمس عن لقاح فعّال بنسبة 94.5 في المئة ضدّ "كوفيد 19"، نفحة أمل جديدة حول العالم، حيث لا تزال دول عدّة، خصوصاً في أوروبا، تفرض قيوداً لمواجهة الجائحة التي تتفشّى بسرعة هائلة.

وبالفعل، فقد بدأت معالم إطلاق أول اللقاحات المحدودة ضدّ "الفيروس الصيني" ترتسم بحلول نهاية السنة، إذ بعدما أعلنت مختبرات "فايزر" الأميركيّة و"بايونتيك" الألمانيّة الأسبوع الماضي عن تطوير لقاح فعّال بنسبة 90 في المئة، أكدت "موديرنا" أن فعاليّة لقاحها يصل إلى 94.5 في المئة. وتنوي إنتاج 20 مليون جرعة لقاح بحلول نهاية كانون الأوّل، ما يجعل فكرة التلقيح ضدّ "كورونا" أكثر واقعيّة.

ومن المزايا الرئيسيّة للقاح "موديرنا" أنّه لا يحتاج إلى التخزين في درجات حرارة شديدة البرودة، ما يجعل توزيعه أسهل عالميّاً. وتتوقّع "موديرنا" أن يكون اللقاح مستقرّاً في درجات حرارة المبرد العادية من 2 إلى 8 درجات مئويّة لمدّة 30 يوماً، ويُمكن تخزينه لمدّة تصل إلى 6 أشهر عند 20 درجة مئويّة تحت الصفر، أمّا في درجات حرارة المبرد العادية، فيُمكن تخزينه لمدّة تصل إلى 5 أيّام فقط.

وفيما اعتبر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنطوني فاوتشي أن إعلان "موديرنا" "أمر مثير للإعجاب حقاً"، رحّب مدير منظّمة الصحة العالميّة تيدروس أدهانوم غبريسوس بـ"الأنباء المشجعة"، لكنّه حذّر في الوقت عينه من "عدم التراخي". وعبّر تيدروس عن "قلقه الشديد لازدياد عدد الإصابات في بعض البلدان"، مشيراً إلى أن "الطواقم الصحية والأنظمة الصحية باتت مستنفدة، خصوصاً في أوروبا وأميركا". واعتبر أنّ لقاحاً لن يقضي بمفرده على جائحة "كوفيد 19".

وفي سياق متّصل، أعلنت الحكومة البلجيكيّة نيّتها تلقيح 70 في المئة على الأقلّ من السكّان، أي نحو 8 ملايين نسمة، ضدّ "كوفيد 19"، وذلك مجاناً "لكلّ مواطن". وقرّر المؤتمر الوزاري للصحة العامة أن اللقاح لن يكون الزاميّاً، لكنّه متوافر للراغبين، في وقت تواصل فيه أوروبا، حيث وضع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نفسه في الحجر بعد مخالطته مصاباً، محاولاتها لاحتواء الموجة الوبائيّة الثانية.

وفي هذا الإطار، طالبت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل مواطنيها بالتزام "الحدّ الأدنى" من التواصل في ما بينهم، مع إشادتها بالنجاحات الأولى لإجراءات الحدّ من انتشار الوباء. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي إثر اجتماع مع رؤساء الحكومات الإقليميّة: "يبقى أمامنا مسار طويل، لكن الخبر الجيّد هو أنّنا نجحنا في الحدّ من التفشّي المتسارع للفيروس". وخلافاً لرغبة المستشاريّة، لم يُفضِ الاجتماع إلى تبنّي قيود جديدة، مكتفياً بـ"تحذيرات" تشمل كلّ أنحاء ألمانيا وينبغي التعامل معها "بجدّية كبيرة"، على حدّ قول ميركل.


MISS 3