يحتوي شبه الموصل الجديد، من إنتاج شركة "سيريبراس سيستمز"، على 1.2 تريليون ترانزستور، وهو مُصمَّم ليكون شاحناً توربينياً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. خلال مؤتمر "الرقائق الساخنة" في "سيليكون فالي" كشفت شركة "سيريبراس" عن "محرك مقياس الحلقة الرقاقية". هذه الرقاقة أكبر بـ57 مرة من أضخم وحدة أنتجتها شركة "نفيديا" للمعالجة العامة، وتشمل ذاكرة أكبر بثلاثة آلاف مرة. تشير وحدات المعالجة العامة إلى آلات مصنوعة من السيليكون تُستعمَل لتشغيل عدد كبير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي اليوم، ما يسمح بمعالجة البيانات اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
أمضت شركات أشباه الموصلات حول العالم عقوداً طويلة وهي تُطوّر أصغر رقائق على الإطلاق، ويمكن تجميعها معاً لإنشاء معالِجات فائقة القوة. ما الداعي إذاً لابتكار رقاقة مستقلة ضخمة للذكاء الاصطناعي؟
أوضحت شركة "سيريبراس" السبب معتبرةً أن ربط نقاط متعددة من الرقائق الصغيرة يؤدي إلى تباطؤ تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وهي مشكلة كبرى في هذا القطاع. تشمل رقاقة الشركة 400 ألف نواة (إنها الأجزاء التي تتولى معالجة البيانات) وترتبط بإحكام في ما بينها لتسريع مسار المعالجة. حتى أنها تستطيع تحويل البيانات بين وحدة المعالجة والذاكرة بسرعة فائقة.
لكن إذا كانت هذه الرقاقة العملاقة تستعد لغزو عالم الذكاء الاصطناعي، فيجب أن تثبت قدرتها على تجاوز عوائق كبرى. يتعلق أحدها بطريقة تصنيعها. إذا تسللت أي شوائب إلى الحلقة الرقاقية المستعملة لإنتاج عدد كبير من الرقائق الضئيلة، لن يتأثر جزء منها على الأرجح. لكن إذا اقتصرت تلك الحلقة على رقاقة ضخمة واحدة، قد تبرز الحاجة إلى التخلي عن الابتكار كله. تزعم "سيريبراس" أنها وجدت طرقاً مبتكرة كي لا تطرح الشوائب أي خطورة على الرقاقة كلها، لكننا لا نعرف بعد مدى فعاليتها عند إنتاج كميات هائلة من الرقائق.
تتعلق صعوبة أخرى بفعالية استعمال الطاقة. من المعروف أن رقائق الذكاء الاصطناعي تصرف كمية كبيرة من الطاقة، ويترافق هذا الوضع طبعاً مع تداعيات اقتصادية وبيئية بارزة. يتطلب تحويل البيانات ضمن عدد كبير من رقائق الذكاء الاصطناعي الضئيلة طاقة هائلة، لذا يُفترض أن تتدخل "سيريبراس" في هذا المجال تحديداً. إذا تمكنت من حل مشكلة الطاقة هذه، قد تثبت الرقاقة التي ابتكرتها أن السيليكون له أثر إيجابي حقيقي على الذكاء الاصطناعي!
